وقفات على المفارق مع النائبين أبو معروف والسّعدي
تاريخ النشر: 12/08/17 | 13:06*هذه الوقفات كُتبت قبل أن يستقيل النائب أبو معروف، وبغض النظر وعلى ضوء ما يدور اليوم من “مناطحة” في المواقف، من الضرورة أن نعرف أن لكلّ اتفاق، أي اتفاق، نص وروح فيغيب عن أحيانا عن عاقدي الاتفاقات حالات في مجرى تنفيذ الاتفاقات لا يتّم توقعها فليلجأ الأطراف إلى روح الاتفاق لحلّها.روح اتفاق المناوبة في المشتركة هو خلق نوع من التساوي النسبي بين أطرافها والممتد على كامل الدورة، وحيث أن النصّ لا يغطّي الحالة الاستثنائيّة التي حدثت مع النائب السابق باسل غطّاس، إذا فروح الاتفاق هي التي يجب أن تسود، ونحن لسنا بحاجة لعبقريّة حتى نفهم أن الروح تحتّم دخول السيّدة نيفين أبو رحمون عن التجمّع.
الوقفة الأولى… فاتحة.وصل إلى أسماعي أنه يتم تداول اسمي إذاعيّا وكتابيّا وفيس بوكيّا في سياق إشكاليّة التناوب في القائمة المشتركة، وعلى يد بعض الصحافيّين ومنهم من كان حتّى مدّة خلت من القائمة التي كانت “تتسلّم مغلّفات محكمة الإغلاق!”.حقيقة لا أعرف حيثيّات الاتفاق الذي كانت توصّلت إليه “لجنة الوفاق” بين مركّبات المشتركة، إلا بالقدر الذي يتمّ تداولُه بين الناس، ولذا فمعرفتي بالخفايا والخبايا لا تتعدّى معرفةَ أي مواطن عاديّ. وحقيقة أخرى، أن متابعاتي للقضايا الحزبيّة هي الأخرى لا تتعدّى متابعة المواطن العاديّ وربّما تزيد قليلا، إذ أبدي رأيي بين الحين والآخر في قضايا سياسيّة وفكريّة.
كلّ ذلك بعد أن استنتجت أن هذا القطاع من حقل العمل الوطنيّ والفكريّ ملوّث، والحقل كثيرا أكبر من جزئه والعمل في جزئه الآخر، اجتماعيّا وثقافيّا، أنظف وأنفع لنا كأقليّة قوميّة تعاني ما تعاني داخليّا وخارجيّا. وما أتوخاه فقط أن لا يفهم الحزبيّون أنّي أنتقص من دورِهم أو أسفّه دورَهم.
الوقفة الثانية… نعم دفاعا عن النفس!
حين شُنّت عليّ “معركة التناوب” حينها، كانت من بدايتها معركة كاذبة ملفّقة، لفّقها البعض من قيادات التجمّع تغطية على نقاشات حول ما اعتقدْتُ أنها انحرافات سياسيّة وفكريّة وأخرى، صار من المهم لدى ذلك البعض، في مواجهتها، إزاحتي من الطريق. ولثمانية أشهر كاملة حاولت أن أبقي “الطابق مستور” وحسمَ النقاش ديموقراطيّا وقبل كلّ ذلك أخلاقيّا، لأن الوثائق الخطيّة التي كانت موقعة (لم أكن ممّن وقعوها) تُحمّل الموقعين مسؤوليّة قانونيّة، فتمادى ذلك النفر، فاضطررت أن أنشر الوثائق للناس، فقطعت جهيزة قول كلّ خطيب و-“ظّبّوا الطابق”، بعد أن بيّنت الوثائق الحقيقة، ولكن السيف كان قد سبق العذل ففصلوني من الحزب.
لو كنت حقيقة ارتكبت جرمَ عدم احترام “التناوب”، لأن عدم احترام الالتزامات فعلا هو جرم في نظري، فلماذا لم يبق من تجمّعي إلا أن زارني مهنئاً حين خروجي من السجن قيادات وأنفارا، اللهم إلا أولئك النفر الذين كانوا وراء التلفيق حينها وبعضهم انكشف للتجمّعين والبعض الآخر منهم ينتظر؟!
فكيف ولماذا يرى بعض الصحافيّين اليوم، أن يزجّوا اسمي ظلما ومجافاة للحقائق التاريخيّة المدعومة بالوثائق الخطيّة “أسود على أبيض”، وحتى دون أن يكلّفوا أنفسهم أخذ ردّي أو تعليقي، وبعضهم يعرف وأنا أعرف أنهم من أصحاب “المغلّفات المغلقة”؟! ألا تحتّم عليهم الأمانة الصحافيّة أن يراجعوا الوقائع التاريخيّة قبل أن يطرقوا الموضوع و-“عمّك جوجِل” واسع الأبواب؟!
من حقّي أن أتساءل: ما هي الدوافع أو أية دوافع تقف وراء هؤلاء؟!
الوقفة الثالثة… الحقل الوطنيّ أوسع كثيرا من الأحزاب.
أبسط الناس يعرف أنّي حوكمت لسنة ونصف سجنا فعليّا ومثلها مع وقف التنفيذ وجُرّدت من رخصتي لمزاولة المحاماة لثلاث سنوات ثمنا للتواصل كمشروع، ورغم ذلك ما زلت أعمل على ترسيخه بين شرائح أبناء شعبنا المختلفة المضروب حتّى الصميم طائفيّا، ولعلّ كل من في صدره بقايا ضمير يعرف أبعاد هذا المشروع على خلفية ما جرى بعد مقتل الشرطيّين في القدس، فهذا التواصل أهمّ من التواصل مع الكنيست. وأمانة اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين ورئاسة تحرير فصليّته “شذى الكرمل” أهمّ كثيرا من عضوية المكاتب السياسيّة للأحزاب.
الوقفة الرابعة… رأيي في القائمة المشتركة.
كنت طرحت رأيي في القائمة المشتركة وعلى الملء وبمقالين عشيّة الانتخابات، وأستطيع أن أقول اليوم أنّ الأيّام والتجربة أثبتت صدق رؤيتي، و- “اللي مش مصدّق يرجع لعمُّهْ جوجِل”، ومع هذا أتمنى للمشتركة أن تعبر هذه “الأزمة” وأن تستنتج مركّباتها الاستنتاج الصحيح للانتخابات المقبلة انطلاقا من التعدّدية الاجتماعيّة والسياسيّة والفكريّة، فالتعدّدية بركة حضاريّة وال”قطعانيّة” لعنة حضاريّة.
الوقفة الخامسة… كفّوا الشرّ !
اتفاق التناوب في المشتركة، على ما يرشح، لا يشبه لا من قريب ولا من بعيد، التناوبَ الذي دار الحديث عنه حينها في التجمّع، فليرعوِ أولئك الصحافيّون والإذاعيّون والمعلّقون، على الأقل من باب الأمانة الصحفيّة والأخلاقيّة إن كان ما زال للأخلاق موطىءُ قدم بين ظهرانينا، وليكفّوا شرَّهم عنّي ويحلّوا عن ظهري خصوصا وأنّي أعرف جيّدا منطلقات بعضهم، وبالذات الطائفيّة “المُنتِنة” منها.