كيف تثق بالآخرين
تاريخ النشر: 06/03/19 | 6:39الثقة بالآخرين
كثيراً ما نستمع إلى أحدهم وهو يشتكي من أحد قد خذله بعد ما وضع ثقته فيه، وهذه المشكلة أصبحت من أكثر المشاكل التي تسبب الفرقة بين الناس وتبعدهم عن بعضهم البعض، فعندما يضع الشخص ثقته بشخصٍ ما ثم يخذله ويتلقى صدمةً بسبب ذلك، فلا يعود هذا الشخص يثق بأحد وحتى لو كان أهلاً للثقة، وبذلك تنشأ العلاقات بين الأشخاص يشوبها الشك والخوف والريبة. ليست المشكلة في الثقة نفسها وإنما في من توضع هذه الثقة، فيجب على الشخص عندما ينوي أن يضع ثقته بأحد أن يتأكد من هذا الشخص، لأنّ غدر القريب الذي يعلم أسرار الشخص وتفاصيل حياته أخطر من غدر الغريب الذي لا يعرف عن الشخص سوى الظاهر، وكما يقولون “احذر عدوك مرةً واحذر صديقك مئة مرة”، فكيف يمكن للشخص أن يثق بالآخرين ويختار الأشخاص المناسبين للثقة؟؟
طرق الثقة بالآخرين
يختلف مفهوم الثقة عن الأشخاص حسب البيئة التي عاشوا فيها، فالثقة بالنفس وبالآخرين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بشخصية الفرد نفسه، فغالباً من يعيش في جوٍ تملؤُه الثقة والتعاون يكون شخصاً يثق بالآخرين ويعاملهم بطريقةٍ جيدة، ويتوقع منهم نفس الطريقة في التعامل، بينما الأشخاص الحذرون الذين لا يثقون بالناس بسهولة ينظرون إلى دوافع الشخص المقابل لهم وماذا يمكن أن يستفيد من مصاحبتهم له، كما أنهم يميلون إلى تفسير لغة الجسد بدقة. لتستطيع أن تثق بأي شخص يمكنك اتباع الخطوات التالية: قبل أن تثق بأي شخصٍ يجب عليك التأكد من أهلية هذا الشخص للثقة، فعليك معاشرته لفترةٍ طويلة والتعامل معه في ظروفٍ مختلفة، فليس معقولاً أن تضع ثقتك في شخصٍ لم تدم معرفتك به سوى أيام، فالشر والخير موجودان لدى كل إنسان. عليك اختبار الشخص في ظروفٍ معينة مثل اللجوء إليه في وقت الحاجة، لمعرفة معدنه وقت الحاجة، كما يمكنك إعطاؤه سراً وهمياً لمعرفة مدى حفظه للأسرار، فمن الصعب إعطاء الثقة لشخصٍ ثم الاكتشاف أنّه يبوح بكل ما يُسّر إليه من أسرار، كما أنّ هذه الصفة تسبب الكثير من المشاكل بين الناس. بعد أن يجتاز الشخص جميع اختباراتك للثقة اكتب صفاته السلبية والإيجابية على ورقة، ثم قارن بينها وحدد ما إذا كان يستحق الثقة أو لا. لا بد من التنبيه إلى أنّه لا يجب إعطاء أي شخص الثقة الكاملة لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بذلك، حيث روى أبو داود وغيره عن رسول الله أنه قال: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما. صححه الألباني .