كيف تشجِّع الناسَ على القراءةِ في الوطنِ العربيِّ!!
تاريخ النشر: 20/08/11 | 4:33سعيد كاتب شاب مثله مثل آلاف المواهب الشابة في الوطن العربي التي لا تحظى بفرصة لإثبات وجودها بسبب المحسوبيات والواسطات في كل القطاعات التي تشرف على الأدب والثقافة , اكتفى سعيد بالانترنت لنشر نتاجه الأدبي المميز حيث قام بإنشاء مدونة يضع فيها بنات أفكاره ويتشارك فيها الرأي مع عدد قليل من الكتاب الآخرين، وعلى الرغم من جودة ما يكتبه إلا انه لاحظ قلة الإقبال على قراءة ما يكتب من قصص ومقالات وان المقال الذي يضعه قد يعلق عليه شخص أو اثنان لا غير .
في أحد الأيام كان يتحدث بهذا الموضوع أمام زملائه بالعمل ويوضح لهم أن المواطن العربي لا يقرأ حتى مجانا فما بالك بدفع النقود وشراء الكتب , وهنا قال له احد زملائه :
– غلطان يا حبيبي سعيد هل تريد أن أضاعف لك عدد قراء مدونتك ؟
استغرب سعيد وقال :
– طبعا، ولكن كيف ؟ هل ستضع إعلانا في التلفزيون مثل مرشحي الانتخابات ؟
حك زميله وقال :
– يا حبيبي لا تلفزيون ولا غيره كل ما هنالك سنعمل مدونة جديدة ولكن باسم مؤنث وسترى بنفسك.
فعل الزميل ذلك ثم سحب صورة لفتاة جميلة بملابس مثيرة من الانترنت عشوائيا ووضع احد مقالات سعيد فيها.
ضحك سعيد وقال :
– مع أني أتمنى لو كنت بهذا الجمال ولكني أقول لك إن فكرتك لن تنجح، فأهل القراءة والفكر ليسوا ممن تجذبهم هذه الأشياء ولن يقرا أحد مقالا فقط لان كاتبته فتاة جميلة !! ومن ثم أيّ كاتبة مثقفة ستضع صورة لها على مدونتها وهي ترتدي مثل هذه الثياب الفاضحة؟ لن يصدق أيّ أحمق هذا الأمر وسيصبح الأمر مجرد نكتة لا أكثر ولا أقل .
في اليوم التالي فتح سعيد مدونته على المقال الأخير فوجد تعليقا واحدا باهتا عليه ثم تذكر المدونة التي أنشأها صديقه ففتحتها حيث وضع نفس المقال فأصابته الصدمة , إذ رأى أكثر من 200 تعليق وبعض أصحاب التعليقات شخصيات معروفة وكل يمدح المقال ويثني عليه وعلى موهبة كاتبته الفذة التي لم يشهد العالم العربي من قبل لها مثيلا .
فتح بريده الالكتروني الذي وضعه في المدونة الجديدة فإذا بعدة عروض من مخرجين ومنتجين تلفزيونيين يطلبون لقاءات تلفزيونية !! وأيضا عدة عروض زواج وصداقة وأشعار حب وهيام وبينها أيضا عروض لوظائف بشروط مجزية !
استغرب سعيد ولم يصدق فنفس المقال على مدونته لم يلفت انتباه أيّ احد من القراء ولم يتعب احدهم نفسه بوضع تعليق عليه وعندما ينشر باسم فتاة جميلة يصبح أهمّ من كُتُب طه حسين ونجيب محفوظ !!!ماذا لو كنت وضعت صورة فتاة بالمايوه على المدونة ؟ لربما تم تعييني وزيرا للثقافة فورا !!
تعوَّذ سعيد من الشيطان وقام بمسح المدونة المزيفة وإلغائها وفي اليوم التالي فتح مدونته فوجد عشرات التعليقات فرح قلبه واستبشر أخيرا أن الوضع الثقافي ليس ميئوسا منه ولكنه صدم عندما شاهد أن جميع التعليقات عبارة عن شتائم وإهانات وتهديدات لأنه سرق مقال الكاتبة الجميلة ونسبه لنفسه .
وكل مدونة وانتم بخير
بقلم:محسن ألعبيدي الصفار
أثار هذا المقال في نفسي بأسوبه الساخر التهكّمي بعض الملاحظات والتساؤلات:
– هناك إمكانية لتشجيع المطالعة إذا كان المقروء من تأليف الفتيات الحسان!!
– والسؤال: هل كتابات الشبان الوسيمين تجتذب القرّاء من الجنس اللطيف؟!
– لماذا هذه الطروحات الذكوريّة التي تتنكّر لوجود القارئات؟!
– وما الداعي إلى الاستخفاف بالرجال بهذه القسوة المفرطة؟!
رمضان كريم،
وكلّ عام والجميع قرّاء وبألف خير!