الذكرى ال48 لحرق المسجد الأقصى المبارك
تاريخ النشر: 21/08/17 | 13:46في الذكرى ال 48 ، لحرق المسجد الاقصى المبارك ، تؤكد جمعية الاقصى في الداخل الفلسطيني 48 ، لجماهير شعبناالفلسطيني ، وامتنا العربية ، وامتدادنا الاسلامي ، ان المسجد الاقصى المبارك كان ولم يزل القضية المحورية التي تجمع الأمة في وقت الشتات ، وتوحد كلمتها في عصر التفرق ، وتستنهض
همتها في زمن الذل والهوان ، وبهذه المناسبة نود تسليط الضوء على بعض النقاط الهامة .
اولا : الهمة الهمة …ايتها الأمة !!
همة الجماعة:
اعتدنا في هذه الذكرى ، تقليب صفحات التاريخ ، والبحث عن “الفاروق ” او “بيبرس ” او “صلاح الدين ” رضي الله عنهم ، او أي فارس مغوار، يحرر بيت المقدس ، ويرفع الضيم ، ونسينا دور الأمة كل الأمة !
لقد كان كل هؤلاء العظام نتاج جيل كامل ، انتفض ضد الكسل والجهل ، وذوّت عوامل النهضة ، وما عمل احدهم بمعزل عن الجماعة والأمة ، فالفاروق عمر ، أشهر من أن يُعرف ، وفتحه شاهد ، وعهدته شاهدة ،وصلاح الدين كان وليد جيل كامل بدأ ينتفض على فرقة الأمة ، وعلى جمودها الفقهي والفكري ، وشعاره ومنهاجه ، قول الله تعالى “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ” فالتغيير بداية ، يبدأ من تغيير طريقة التفكير ، وتحسين الأداء والتخطيط ، واتقان التدبير والتنفيذ ، وهذه مسؤولية كل فرد في المجتمع ، وبعد الإعداد السليم ، ينبثق هؤلاء المتميزون ، ويفرز المجتمع هؤلاء العظام ، من خلال الجهد الجماعي ، فالأصل استنهاض الأمة كل الأمة، وشحذ همتها حتى يتمخض هذا الحراك الإيجابي عن ولادة العمالقة الفاتحين !
ثانيا :همة الأمراء:
ان مسؤولية الأنظمة والحكام تجاه قضايا امتهم ، والتزامهم بإرادة شعوبهم، وقبولهم بالشورى والتعددية ، ونبذهم للاستبداد، كل ذلك يخلق ظروف التحرير والحرية، ويفجر ينابيع الابداع والتجديد، فلا يمكن تحرير اوطان او مقدسات ، في اجواء القمع وسلب الحريات ، فحرية الشعوب والإصغاء لنبضها وإرادتها ، أساس نهضة الأفراد والمجتمعات ، وسلبهم الحرية ، يعيق مسيرة التحرير ، ويضيق الخناق على الأمة ، ويصبح الهدف ، الاكتفاء بالبحث عن لقمة العيش ، وأساسيات البقاء ، وتهميش القضية العظمى ، الا وهي تحرير الارض والإنسان ، من الاحتلال والظلم .
ثالثا : همة الفقهاء:
ان الفقهاء والعلماء نبراس هذه الأمة ، ومسؤوليتهم في صناعتها وتحررها مسؤولية مباشرة ، وانكفاؤهم وصمتهم عن قضاياها ، يطيل امد الظلم والجمود.
ان واجب علماء الأمة اليوم ، العمل على فهم الواقع ، وإيجاد الحلول والمخارج للنوازل والمستجدات ، وتغذية الأمة بالامل والعمل ، والجد والمثابرة ، والصبر والمصابرة ، والمبادرة الى وحدة حقيقية ، ابتداء من العلماء والفقهاء والدعاة والعاملين أنفسهم ، وبذلك يعطون القدوة للشعوب الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها ، والقاعدة تقول “فاقد الشيء لا يعطيه ” .
رابعا : همة اهل فلسطين:
ان الشرف الذي ناله اهل الداخل الفلسطيني والقدس الشريف عظيم جداً ، فهم اهل بيت المقدس وأكنافها التي باركها الله ، وبارك حولها ، وجعلها بلاد الأنبياء والصالحين ، وأمام هذا التشريف التعظيم ، يأتي دور التكليف العظيم ، بالحفاظ على قلب البركة وموضع العزة :القدس الشريف، وقلب القلب وتاج البركة الاقصى المبارك !
ان واجب اهلنا في القدس والداخل الفلسطيني ، التواجد الدائم في المسجد الاقصى ، وتكثيف سنة شد الرحال اليه ليل نهار ، والعمل على تواصل القوافل ، وتسخير كل الوسائل ، طمعا بأجر الاعتكاف ، ونصرة للأقصى المبارك ، في كل ظرف وحين ، رجالا ونساء ، صغارا وكبارا ، شيبا وشبانا .
ان الاحداث الاخيرة ، والتحديات الجسيمة ، وفي مقدمتها : نصب البوابات ، وفرض الوقائع ، في مداخل الاقصى ، اثبتت للقاصي والداني ، ان مسؤولية تواجدنا ، قادة وجماهير ، مرجعيات دينية وقواعد ، ملتحمين صفا واحدا ، للدفاع والذود عن المسجد الاقصى ، هو السبيل الوحيد ، والدواء الناجع ، والعلاج المفيد ، لمواجهة المحتل ، ولجمه عن مواصلة تنفيذ مآربه وجرائمه التي لم تعد خافية على أحد .
إن جمعية الاقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات صاحبة الدور الريادي في تسيير القوافل من الداخل الفلسطيني الى القدس والاقصى ، ستواصل دورها المسؤول ، وتناشد شعبنا المعطاء ، مواصلة دعم الجمعية ومشاريعها ، من اجل القيام باقل الواجب ، تجاه القبلة الاولى ، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ، حتى يأتي امر الله ، ونحن على ذلك ، وما ذلك على الله بعزيز ، وما ذلك عنا ببعيد ، ويقولون متى هو ؟ قل عسى ان يكون قريبا .
جمعية الاقصى لرعاية الاوقاف والمقدسات_ 1948