مقترحات وأفكار لبر الوالدين
تاريخ النشر: 25/09/18 | 0:51بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
موضوع ” بر الوالدين ” طُرح كثيرا ، وسُمع كثيرا ، وقُرئ عنه كثيرا …
تأملتُه مليا … فرأيتُ فيه خللا ظاهرا بينا جليا … فبعضنا يسمع عن “بر الوالدين” … ولا يعرف كيف يبرهما !!…
فبدا لي أن أطرحه بطريقة أخرى … أحسب أنها تؤدي إلى المقصد … مما طُرح ، وسُمع ، وقُرئ .
أطرحه بصيغة الأفكار والمقترحات التي تُدخل السرور على الوالدين ، وتؤنسهما ، وتسعدهما ؛ فيكون الرضى عنك منهما بإذن الله …
وقد يناسب بعضَها بعضُنا … وقد لايناسب … فخذ ما شئت ودع ماشئت .
وهذه الأفكار نتيجة تأمل … وهذا التأمل فيه ما فيه … فغضَّ الطرف عنه …
وقد قصدتُ تجاوز ما يُطرح في الدروس والمحاضرات والخطب ونحوها مما لا يخفى على الأفاضل مثلكم … فلا يعتب عليّ الأخوة .
والمقصد الفوز برضى الوالدين … ورضى الله – كما لا يخفى – من رضاهما .
أولا : الدعاء .
من ألزم ، وأوجب ، وأهم ، وأولى ، وأحرى ، وآكد الواجبات تجاه الوالدين : ” الدعاء لهما ” …
اجعل ذكرهما والدعاء لهما … ملازما لك … لا ينفك عن بالك .
تذكرهما في سجودك … في وترك … في دعائك المطلق … في حجك … في عمرتك … في طوافك … عند دخول خطيب الجمعة حتى تنقضي الصلاة … في آخر ساعة من يوم الجمعة … بين الآذان والإقامة … وغيرها من أوقات الإجابة التي لا تخفى عليك … فتدعو لهما .
ادع لهما بـ :
– الرحمة … ( رب ارحمهما ) .
– المغفرة .
– العافية .
– حسن الخاتمة .
– إطالة العمر على الطاعة .
– الهداية والصلاح .
– إعانتهما على الطاعة .
– التخلص من المعاصي التي قد يُبتلى بها أحدهما .
– دخول الجنة والتعوذ من النار .
– الشفاء مما قد يصيبهما من أمراض .
– أن يعينهما على تربية إخوانك .
– أن ييسر لهما الرزق الحلال الطيب .
– أن يبارك لهما فيما يحبون مما يرضي الله .
– أن يؤلف بينهما ( إن كان بينهما مايكدر العيش ).
– أن يجزيهما خير الجزاء على مابذلاه تجاهكم .
ومن أجمل اللفتات وأجلّها … والتي تدخل السرور عليهما بما قد لا يخطر لك على بال … أن تخبرهما بفضلهما عليك … وأنك تدعو لهما … في كل حين وعلى كل حال .
قد تتفاجأ إذا قلتَ لهما ذلك … ببكاء أحدهما … خاصة إذا كان الواحد منا – وللأسف – قليل الخاتمة معهما من قبل 🙂 .
أصلح الله أحوالنا .
ثانيا : الصدقة عنهما .
ومن أجلّ الأعمال ، وأعظمها : الصدقة عنهما … ووضع الوقف الخيري لهما … وإشراكهما في أعمال الخير المالية .
ثالثا : أخذهما في رحلة برية .
قد يناسب أن تطلب من والديك أن تأخذهما معك إلى رحلة برية … تأخذهما إلى مكان جميل وممتع …
إن طلبا أحدا من إخوانك يشارككما الرحلة فقل : أبشرا … سمعا وطاعة … ونفذ طلبهما …
رابعا : ضيافتهما .
هذه الفكرة … لها أثرٌ عجيب … وتأثير فريد … قد تُستغرب في أصلها ، وقد تَستغرب من طرحها … وقد تَتعجب منها ، ومن عرضها … وقد تُعجب بها ؛ فتطبقها …
وهي تناسب من لا يرى حرجا فيها … ومن كان كذلك … فليجربها .
الفكرة تقوم على أن تدعو والديك إلى غداء أو عشاء في إحدى المطاعم العائلية المحافظة … ثلاثة فقط … أنت وهما …
خامسا : أخذهما في جولة داخلية ( التمشي بهما :).
قد يناسب أيضا التنسيق مع الوالدين أو أحدهما ، وأخذهما في جولة داخل المدينة ، مثال ذلك :
– زيارة بعض أقاربكم زيارة خفيفة ، وإن أرادا البقاء فالأمر لهما .
– زيارة الأحياء القديمة ، وطلب الشرح منهما عن سبب بناء البيوت بهذه الهيئة ، وكيف كانت المنازل ، وكيف أصبحت ، وكيف كانت النفوس في السابق ، وكيف هي الآن .
– زيارة منزلكم القديم ، وطلب البيان منهما عن تصميمه ، وكيف كان العيش فيه .
– زيارة الأسواق القديمة ( مثل الحلة لأهل الرياض 🙂 .
– زيارة المناطق الأثرية ( مثل بوابة مدينة الرياض ، والثميري ، شارع الوزير ، شارع العطايف ، المصمك … إلخ ) .
– قد يناسب الوالد زيارة منطقة الحراج ( مثل حراج ابن قاسم 🙂 … وتركه على راحته ، بل على راحة راحته 🙂 .
– قد يفرح الوالدان إذا أخذتهما إلى بعض جيرانهم السابقين ، وتكون زيارة خفيفة جدا ( فنجال قهوة على الماشي 🙂 .
– زيارة المحلات المسماة ( أبوريالين ) .
– زيارة الأحياء الفقيرة .
– زيارة بعض المباني المشتهرة التي تُرى غالبا في وسائل الأعلام … ومشاهدتها على الواقع .
لفتة /
مع أصحابنا … لانمل من الركوب معهم والتنزه بصحبتهم …
ومع والدينا قد نستكثر الساعة ، وقد نستصعب الوضع .
أسأل الله أن يلطف بنا .
سادسا : تقبيل الرأس واليد
من توقير الوالدين ، وتبجيلهما ، واحترامهما … تقبيل رأسيهما وأيديهما …
سابعا : مدحهما والثناء عليهما
لا شك أن مدح الوالد والوالدة والثناء عليهما … مما يؤنسهما ، ويدخل السرور عليهما …
امدحهما … افتخر بهما … تشرف بالانتساب إليهما … انسب الفضل لهما – بعد الله – …
إن نجحت في دراستك … فقل : هذا النجاح بفضل الله ثم تربية الوالد والوالدة .
إن وُفقت في عمل … فقل : هذا التوفيق بفضل الله ثم حرص الوالد والوالدة …
إن ترقيت في وظيفة … فقل : هذه الترقية بفضل الله ثم دعاء الوالد والوالدة .
إن رزقت بمال … فقل : هذا المال بفضل الله ثم دعاء الوالد والوالدة .
إن أتقنت عملا … فقل : هذا الاتقان بفضل الله ثم تربية الوالد والوالدة .
إن وُفقت في زواج … فقل : هذا التوفيق بفضل الله ثم دعاء الوالد والوالدة .
لفتة /
لا تتحرج من إدخال السرور عليهما بمثل هذه الكلمات اللطيفة … ومن لم يستطع فليسأل الله الإعانة .
أسأل الله أن يرزقنا برهما ورضاهما .
ثامنا : ذكر محاسنهما
يحسن بالولد أن يذكر محاسن والديه … ويثني عليهما بها .
يذكرها أمامهما … ويتمنى أن يُرزق مثلها …
يقول في حضورهما … وفي غيبتهما :
– أرجو أن يرزقني الله … مثل صدق والدي ووالدتي .
– أتمنى أن يهبني الله حسن خلق … مثل والدي ووالدتي .
– أرجو أن يحبني الناس … كما يحبون والدي ووالدتي .
تاسعا : إظهار الاهتمام بهما وقضاء حوائجهما .
ومما يناسب … – وقد نغفل عنه أحيانا – … إظهار الاهتمام بالوالدين وقضاء حوائجهما … حتى مع عدم الحاجة إليك …
لاتستصغر خدمتهما …
كن لماحا … إلى مايحتاجه والداك …
عاشرا : مشاورتهما
مما قد يخفى على البعض … مع أهميته وتأثيره وفائدته … مشاورة الوالدين …
شاورهما … ونفذ رأيهما … واشكرهما قبل وأثناء وبعد العمل …
شاورهما حتى في بعض الأمور اليسيرة … لترى أثر ذلك على محياهما …
شاورهما في اختيار تخصصك الجامعي …
شاورهما في اختيار الزوجة …
شاورهما في موقع السكن الذي ترغب السكن فيه …
شاورهما في أسماء الأولاد …
شاورهما في نوع السيارة التي ترغب أن تقتنيها …
شاورهما في بعض مشكلاتك في العمل …
شاورهما في بعض مايحدث لك أو لأولادك من أمراض ونحوها …
شاورهما وحاورهما في بعض الأحداث من حولكما … من قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية … ونحو ذلك .
اشكرهما بعد ذلك … وأطعهما في مشورتهما … وسترى التوفيق بإذن الله …
الحادي عشر / حسن الاستماع لهما
مما قد نفتقده … ولانحس أثره … ولا نعرف تأثيره : حسن الاستماع للوالدين … وإظهار البهجة والسرور عند حديثهما …
أقبل عليهما بوجهك …
أظهر التفاعل مع حديثهما … بتحريك الرأس … وتعابير الوجه … ونبرات الصوت …
استمع لهما … حتى لو كان حديثهما مما سمعتَه من قبل …
لاتقطع حديثهما …
لاتقل … لقد سمعت هذا الأمر من قبل … !!.
إن ذكرا لك فائدة … فادع لهما علانية … وبين لهما أنك استفدت مما ذكراه …
إن ذكرا لك قصة … فأظهر لهما تأثرك … وبين لهما أثر القصة عليك … وأنك ستخبر بها من تعرف …
إن ذكرا لك طرفة … فأظهر الابتسامة الصادقة التي تدخل السرور عليهما …
لنحذر الغفلة … تجاه مثل هذه اللفتات التي لا نعرف قدرها … كما يعرفها الوالدان …
حفظهما الله وأعاننا على برهما .
الثاني عشر / الاتصال عليهما
مما لا يخفى على الأفاضل أن حق الوالدين لا يدانيه حق من حقوق البشر ممن هو على قيد الحياة .
فلا يقدم غيرهما عليهما …
اتصل على والديك كل يوم … أو كل يومين … إذا لم تتمكن من زيارتهما … والجلوس معهما …
أحذّر نفسي وإخواني من التقصير في هذا الجانب …
لاتقل إن الوالدين لايغضبهما عدم اتصالي عليهما أو التأخر في مهاتفتهما …
لاتُقنع نفسك بذلك …
الوالدان يسعدان ويفرحان بسماع صوت ابنهما ويأنسان بذلك … فلا تحرم نفسك رضى والديك .
الثالث عشر / الرد على اتصالاتهما مهما كانت الظروف
لا يخفى على الأفاضل حديث جريج العابد عندما كان يصلي … وعدم رده على أمه عندما نادته !… وماذا لحقه بعد ذلك .
ولا يخفى على الأكارم قصة ذلك العالم الذي كان يجلس في مجلس علم … يشرح فيه لطلابه ويعلمهم … فقَدمت أمه إلى المجلس أو نادته من بعيد … وقالت له : ” يافلان ؛ خذ الحبّ … وأعطه الدجاج ” … فأجابها رحمه الله ، وقام بعمل ما طلبته منه !… دون حرج !!.
الرابع عشر / إهدائهما … واللفز* عليهما
أثر الهدية لا يخفى … وتأثيرها لايمكن وصفه
يمكن إهداء الوالد مايلي :
– مصحف مع حامل .
– شماغ أو غترة .
– بشت .
– شراء ثوب جاهز .
– أخذ مقاسه من ثوب آخر وتفصيل ثوب جديد .
– شراء ملبوسات داخلية .
– حذاء يرتاح له .
– جوارب .
– بخور أو دهن عود أو أي عطر آخر .
– قلم .
– محفظة .
– قميص بيت والتي تسمى جلابية .
– إن كان يحب عدد السيارات فيهدى له عدة سيارات جاهزة ( مفاتيح ومفكات وزرادية … إلخ ) .
– شراء مفرش أو مخدة أو بطانية له .
– إن كان يهتم بالتحف فيهدى له ما يناسب .
– شراء الأكلات التي يحبها .
أي أنك تتلمس احتياجه وتشتريها له .
ويمكن أن يستخدم معه عنصر اللفز … فيوضع في جيبه من المال ما يناسب إن كان ذلك مناسبا .
أما الوالدة فيمكن إهدائها ما يلي :
– مصحف مع حامل .
– عباءة وغطاء .
– شنطة نسائية .
– شرشف صلاة وسجادة .
– حذاء مناسب لها .
– حناء .
– عطر .
– جلابية مناسبة .
– مفرش نوم وبطانية .
– أواني منزلية مناسبة .
– ساعة .
– طقم مناسب من الذهب … أو خاتم أو نحو ذلك .
أي أنك تتلمس احتياجاتها … وتشتريها لها .
ويمكن أيضا أن تستخدم عنصر اللفز … بأن تخصص مبلغا من المال شهريا لها … أو تهديها ما تيسر حسب الحال والمناسبة .
(*) اللفز : هو الهدية على خفاء ، بحيث تكون بينك وبينه دون أن يراه أحد … وغالبا تكون من المال .
الخامس عشر : غمزهما أو تهميزهما أو تمريخهما أو تدليكهما .
السادس عشر : إقامة مناسبة لهما
تتكرر الأيام الجميلة … وتتعدد المناسبات المفرحة … وتتنوع الأسباب الداعية … لدعوة الوالدين ، والتشرف باستقبالهما … أو ضيافتهما … لسبب معين … أقيمت المناسبة من أجله .
اللهم ارزقنا بر والدينا وأبناءنا .