الزواج السّري هو الدّمار الإجتماعي والأخلاقي
تاريخ النشر: 25/08/17 | 0:27ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة مؤرقة بدأت بالظّهور والتنامي الملحوظ في بلداتنا العربية وهي ظاهرة الزّواج السّري ، وذلك بأن يقوم شخص بالعقد على امرأة معينة بحضور شاهدين ويتمّ الاتفاق بين العاقدين والشهود على بقاء الأمر بينهما سراً .
وذلك خشية أن يطلع أولياء المرأة كأبيها وأبنائها وأخوتها ومجتمعها المحيط بها لأنّهم لو علموا بهذا الزّواج قد يمنعوه أو يعارضوه لعدم الرّضا عن الزّوج أو بسبب ظروف اجتماعية أخرى .
وبالمقابل يريد أيضاً الرّجل اخفاء هذا الزّواج عن زوجته الأولى وأبنائه لأنّهم لو علموا به قطعاً سيعارضوه ممّا سيفضي للمنازعات والمشاحنات التّي قد تفتك بالحياة الزّوجية …
وهذا الزواج فضلا عن أنّه محرّم ومجرّم وباطل بل وهو الزّنا المقنّع فقد ثبتت في حرمته أدلة صحيحة صريحة منها : ما رواه أبو داود في سننه والترمذي في جامعه والامام أحمد في المسند عن أبي موسى عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ” لا نكاح إلاّ بولي” .
وفي رواية أخرى عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم : ” أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل” .
فهو بالوقت نفسه جريمة اجتماعية خطيرة اذكر بعض الويلات والمفاسد المترتبة على هذا الزواج والتي عرضت علينا كافتاء على سبيل الإيجاز الاختصار :
1.هنالك حالة من الحالات حيث كان شخص متزوج من امرأة بالسّر ، ولم يكن أحد من أهل الزوج يعلم ، وشاء القدر أن يتوفى هذا الزوج وزوجته الثانية وأبناؤه منها ولم يبق إلاّ رضيع من آثار هذه الزواج الذّي لم يتعرف عليه أحد إلاّ بعد أن تدخلنا واقنعنا أهل الزّوج بأنّ هذا الولد لهم .
2.هنالك حالات عديدة تنكر الزوج لهذا الزّواج ولم يكن لدى المرأة امكانية لاثباته لعدم معرفة الشّهود فهي لا تعرف نفسها إلى الآن هل هي مطلقة أم متزوجة ؟! والأدهى من ذلك أنّه في بعض الحالات يكون قد ترك بأحشائها جنيناً !!
فالواقع يؤكّد أنّ هذه الزّيجات المذمومة قطعاً لن تدوم بعد أن يقضي الرّجل نزوته .
3.هنالك حالات عديدة كادت تؤدّي إلى سفك دماء وقتل سواءً للمرأة أو الرّجل وذلك من طرف أولياء المرأة ، لأنّ كلاً من المرأة والرّجل على حدّ سواء قد وضعا أنفسهما في مواطن الرّيب في هذه النّكاح المذموم .
ثمّ إنّ العاقل يتعظ بغيره والشقي يتعظ بنفسه : فهنالك نموذج حيّ قد جرّب ويلات ومضآرّ هذا الزّواج وما زال يتجرّع مفاسده وهي جمهورية مصر العربية فهنالك احصائية صادرة عن وزارة التضامن الاجتماعي في جمهورية مصر هي صادمة بكل المقاييس! تؤكد أنّ هناك 552 ألف حالة زواج عرفي أو سري والكارثة أن هذا الزواج أثمر عن انجاب 41 ألف طفل مجهولي النسب ناتج عن تلك الزيجات غير الموثقة!
ومن هنا أقول لكل من تحدثه نفسه بهذا الزّواج وعلى وجه الخصوص الفتيات ولكل من يجري هذا العقد ولكلّ من يفتي بجوازه ممّن ابتلينا بهم من أهل المجون والأهواء من مفتيي العوام :
1.إنّ الزواج القائم على السّر والكتمان ـ لا يُمكن أن يكون هو الزواج الشرعي الذي يُكوّن الأُسَرَ، ويحفظ الأنساب، ويُنشئ علاقة المُصاهرة بين الناس.
2.مَن يُقْدِم على هذا الزّواج من الرجال، إنّما أقدم عليه لنزوة عابره لقضاء شهوته، ثم يترك المرأة إلى غيرها، وهكذا ، وقديماً قيل : ” اللّي أجا بالسّاهل بروح بالسّاهل ، واللي سهلت عليه الجيزة بسهل عليه الطّلاق ” .
د.مشهور فواز