ألماس
تاريخ النشر: 30/08/17 | 0:05ورد في معجم (الوسيط) أن الألماس حجر شفاف شديد اللمعان ذو ألوان، وهو أعظم الحجارة النفيسة قيمة، وأشد الأجسام صلابة، يؤثر في جميعها، ولا يؤثر فيها أي جسم.
انتبه إلى أن الكلمة الأصل هي ألماس أو إلماس- وهي كلمة يونانية مركبة من لفظين، والمعنى عدم الكسر أو القهر، فقد أرادوا به الحجر الذي لا يُغلب، واللفظة اليونانية أصلاً هي adamas ، حيث أن الحرف الأول a يعني النفي، والفعل damass معناه كسر قهر= لا يُكسر.
اشتق العرب من الأصل اليوناني (ألماس) بإبدال حرف الدال باللام، وعليه فتكون الألف واللام فيه أصليتين.
(انظر: الخفاجي: معجم الألفاظ والتراكيب المولدة، ص 123).
وجدنا اللفظة في (القاموس) للفيروزآبادي في مادة (م و س):
إلماس: حجر متقوِّم (أي ذو قيمة)، وقد ورد في كتاب القانون لابن سينا بأنه يُعتمد كثيرًا في الطب.
والألف واللام في بِنية الكلمة كلفظة إلْية. (ن.م)
ومع ذلك فقد وجدت في كتاب أبي حيان التوحيدي (الليلة الرابعة والعشرين)، ج2، ص 110 ما يوحي أنه يمكن الاستغناء عن (ال) في البداية= ماس، فقد تحدث الكاتب عن الجواهر، وقال:
“ومثل طبيعة الأسرُب (أي الرصاص الأسود) الوسخ في ٱلماس القاهر لسائر الأحجار الصلبة، وذلك أن الماس لا يقهره شيءٌ من الأحجار، وهو قاهر لها كلها”.
فلام التعريف دخلت على كلمة (ماس)، ربما لأن العرب استثقلوا اجتماع لامين في الكلمة الواحدة، أو أنهم توهموا بأن (ال) في البداية هي للتعريف.
وثمة نماذج أخرى في استخدام الكلمة، حيث تظهر (ال) للتعريف، فلو كان هناك إصرار على الأصل (ألماس أو إلماس) لكانت لام التعريف سابقة في جميع استخداماتها= الألماس، الإلماس.
( للتوسع انظر كتاب السنجاري: معجم الأحجار النفيسة، ص 21).
من الغريب أن ابن منظور في (لسان العرب) لم يورد الكلمة في مادة (م وس) ولا في (م ي س)، بل أوردها في (م أ س)، وإليك ما أورد:
” وفي حديث مطرَف- جاء الهدهد بالماس فألقاه على الزجاجة ففلقها؛ الماس حجر يُثقب به الجوهر ويُقطع ويُنقش. قال ابن الأثير: وأظن الهمزة واللام أصليتين مثلهما في إلياس، قال: وليست بعربية، وإن كان كذلك فبابه الهمز لقولهم فيه الألماس، قال: وإن كانتا للتعريف فهذا موضعه”.
أخلص إلى القول إن الأصل مبدوء بألف ولام، ولكن ثمة من جعلهما- (ال) للتعريف، واعتبر كلمة (ماس) هي المقصودة، فلا نستطيع إذن أن نجعل كلمة (ماس) لحنًا- كما ذهب عدد من اللغويين، فاستخدامها في المصادر وارد.
في الشعر القديم وجدت الصورتين:
قال الطُّغْرائي:
لانَ به الماسُ على يُبْسه *** وانحلّ منه الطلقُ حين جرى
وقال أبو بكر الحلبي:
لاح الصباح كزرقة الألماس *** فلنصطبح ياقوت درّ الكاسِ
ب. فاروق مواسي