كوريا الشمالية الكبيرة
تاريخ النشر: 05/09/17 | 16:42§ المتتبع للنشاطات الصاروخية لفتى كوريا الشمالية وسلوك راعي البقر الجديد المسالم، يقف على جملة من الملاحظات وهي:
§ القدرة النووية وإن كانت ليست القوة الوحيدة لكنها مازالت تمثّل القوة.
§ لمواجهة الكبار لابد أن يكون لمن أراد المواجهة أن يمتلك النووي.
§ تعلّم فتى كوريا الشمالية من العراق وسورية وليبيا أن لايمد أحدا بأسراره ولا يفتح لأحد فراشه فيذل ويعاقب.
§ أصبح من الواضح أن النادي النووي لايمانع من امتلاك هذه الدولة أو تلك من امتلاك السلاح النووي، لكنه يريد من الدولة النووية المستقبلية أن تكون تابعا لهم في قراراتها الداخلية والدولية كما حدث مع باكستان وقد أطلقت عليها منذ سنوات لقب “الذل النووي” وقلت حينها: لم تعرف باكستان الذل إلاّ بعد أن تحصّلت على النووي.
§ واضح جدا أن كوريا الشمالية لاتريد النووي بشروط أمريكية مذلة كما ارتضت باكستان النووية بذلك.
§ يبدو واضحا أن كوريا الشمالية تريد مطالب كبرى غير المطالب العادية التي تطلبها الدول التي تسعى لدخول النادي النووي. ويبقى السؤال ماهي هذه المطالب؟.
§ رعاة البقر السابقين والحاليين ضربوا العراق وسورية وليبيا رغم أنّهم لم يملكوا النووي ولم يفعلوا مافعله فتى كوريا الشمالية لأن الأقوياء لايضربون من يهدّدهم بالفعل.
§ رغم أن كوريا الشمالية مازالت تنال دعم روسيا والصين إلاّ أنّها لم تلق ثقلها الكامل عليهما كما يفعل قادة العرب حين يلقون كاهلهم على سيّدهم راعي البقر فيظلون في الأخير كالمعلّقة.
§ يمكن للمتتبع الآن أن يقارن بين راعي البقر وهو يجلب الجزية من بقايا العرب وبين توسّله لفتى كوريا الشمالية أن يتوقف عن اللّعب بالصواريخ النووية.
§ كوريا الشمالية دولة فقيرة وتملك النووي والصواريخ العابرة للجزر الأمريكية واليابان مايعني أن الفقر لايمنع من ولوج عالم الكبار عبر النووي، فالمشكلة إذن في أغنياء بقايا العرب الذين رضوا لأنفسهم الذل دون النووي.
§ ليست من عادات راعي البقر أن يحرص كلّ هذا الحرص على العمل الدبلوماسي إلاّ مع فتى كوريا الشمالية، لأنّه يدرك جيدا أنّها تملك النووي والصواريخ الحاملة لرؤوس نووية والعابرة للقارات.
§ كتبت عبر صفحتي بتاريخ 03 أفريل 2017: “الفتى في كوريا الشمالية أجبر الكبار على ممارسة مهنة النحيب والثرثرة”، فعاتبني أحد الزملاء مستهزء فقال: “… أتعرف أن دخان أصغر صاروخ أمريكي يمكن أن يقتل الكوريين بضيق التنفس…”، والآن أجدني أعيد نفس الكلام وبثقة أكبر من ذي قبل، وكم أتمنى أن تكذّبنا الأيام وتصدّق زميلنا الفاضل.
§ كوريا الشمالية ستبقى ملف ضغط وتهديد بين الكبار، فروسيا تريد عبره ملف أوكرانيا وسورية، والصين ترفض وحدة الكوريتين حتّى لاتكون تحت جار يتبع للأمريكان وترفض بشدّة الوجود الأمريكي على أبوابها كما ذكر ذلك أحد الأساتذة، وراعي البقر يبحث عن ترسيخ المصالح التاريخية السابقة والاستحواذ على المزيد من الجغرافية السياسية والاقتصادية والعسكرية.
بقلم:معمر حبار