أغار عليها
تاريخ النشر: 14/07/10 | 2:19بقلم : نبيهة راشد جبارين-زلفة – طلعة عارة
أغار عليها !
لأنها “خير أمة أُخرجت للناس”.
لأنها من بين رمال الصحراء تململت وانتفض المارد العربي فخرج إلى الدنيا فأقامها ولم يقعدها لأنها من عالم البداوة والبساطة والأمية، ظهرت هذه الأمة.
أغار عليها!
لأنها كانت قليل عديدها وكانت عزيز جارها.
لأنها عندما استقلت مركبة العلم، اندفعت إلى الأمام ولم تتوقف، لأنها أنجبت من العلماء من كانوا في الطليعة، لم يسبقهم إلى علمهم أحد، أناروا الشرق كله بنور علمهم، أوجدوا اكتشفوا، وضعوا نظريات، عملوا… صالوا وجالوا في شتى ميادين العلم والمعرفة، خلعوا ثوب الجهل والتقهقر، ولبسوا عباءة العلم والتقدم.
أغار عليها !
أغار عليها سيرتهم المشرفة التي لم يتنبه إليها احدٌ من الوالدين، أو المربين، أو واضعي مناهج وبرامج التعليم لنشئنا الجديد، لكي يعرفوا عن ماضي أمتهم وعن علمائها الأجلاّء، الذين لم يتركوا فناً من الفنون أو ضرباً من ضروب العلم إلا وكان لهم فيه دور القيادة والريادة والسيادة.
أغار عليها !
أغار عليها لأنني أود أن يتعلم النشء من أجدادهم الإقدام والمبادرة والبحث والتعلم المستقل، لكي يصلوا إلى ما وصله هؤلاء الأجداد من مراتب عالية.
فليتعلم نشؤنا الجديد سيرة أجدادهم وليتعرفوا على هؤلاء العلماء الذين وضعوا أسس العلوم التي ارتكز عليها العلم في الغرب، وبقيت صامتةً ومهملةً في الشرق بعد أن ذلَّ العرب وهانوا على أنفسهم وعلى غيرهم.
أغار عليها !
أغار عليها انتاجات أجدادنا العلمية، وأهيب بأجيالنا الصاعدة أن يستثمروا قدراتهم الإبداعية في شتى المجالات وأن يكملوا المشوار. فلا يستهينوا بأي قدرة لديهم وأن يطلقوا العنان لخيالهم وقدراتهم وأن يحولوا طاقاتهم إلى إبداعات واختراعات واكتشافات تجعل منهم خير خلفٍ لخير سلف.
فلتكن سيرتكم أيها النشء مكملة لسيرة هؤلاء الأجداد، اعقدوا العزم على النجاح واستمدوا الإرادة والعزيمة من إرادتهم وعزيمتهم.
يا أهلي ويا أبناء جلدتي !
ربوا أبناءكم على العزة والكرامة، علموهم الثقة بالنفس والإقدام. أطلعوهم على سيرة أجدادهم العطرة واجعلوهم قدوةً لهم، وليتقن كل من يعمل عمله، ولتكن رفعة الأمة وعزتها وكرامتها على أيديهم إن شاء الله.
كتب في هذا السياق:
ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذه بحظ وافر”.
ولنا نحن, امة لغة الضاد, أثمن وأعظم ورثة ورثناها من خير سلف, أبائنا وأجدادنا, وهي التراث بكل زخامة مواضيعه وبكل أصالة معانيه. جذور لخير سلف من كتب بكل أنواعها, ومخطوطات ورسومات وزخارف ومصنوعات فنية وغيره من أمور مميزة تكاد اليوم تندثر, ولكن في كلماتك, يا أختاه, نسمع صرخة ألم وتخوف من ضياعها, تناشدين بإكمال مسيرة ألآبداع لخير سلف.
نعم تلك ورثة عظيمة لا تقدر بثمن. تراث ثمين يجب أن نحافظ عليه ونحييه ونطوره ونكمل منه ونسير اليوم كل بموقعه وبطبيعة دوره في الحياة وأن يخط بصفحاته ألإبداع بالكلمة, ألتميز بالإختراعات والإكتشافات, الروتق في الصناعات والفنون الزخرفية الفنية..فالتراث مع كل التعاليم السلوكية التربوية والثقافية الصحيحة هو هوية خاصة لنا, بها نتميز ونفخر ونعتز ومنها نخطو الى مستقبل زاهر.
مع الاحترام لك والتقدير أخيّتي الكاتبة.
مسلم عربي أنا لا زلت
لغة القران عربية
لغة اهل الجنة عربية
العروبة شيء جميل ،عزة كرامة ثقة بالنفس إقدام تضحية لكنها داحس والغبراء وحرب البسوس وأد البنات أيضا عند بعض القبائل العربية . العروبة وحدها هي الجاهلية والظلمات .
عندما أتى الإسلام واندمجت العقيدة والإيمان نهضت هذه الأمة ،وانتشر العلم والمعرفة والنور فنقله المسلمون العرب لعالم مظلم جاهل .
وعندما ابتعدنا عن رابطنا الأقوى رابط الإسلام بقي لنا داحس والغبراء والشواهد كثيرة حولك وحولنا ،
إن كنا نريد عودة المجد لأمتنا فلننادي بصدق الإيمان والتبعية لله وللإسلام وليس للعروبة، فالعروبة منقوصة بدون الإسلام .فهل ترضين بجزء من مجد ؟؟؟
أعتذر منك إن كنت أسأت الفهم فلم توضحي قصدك عمن تغارين عن الأمة العربية أو الإسلامية .
بوركت اناملك أستاذتي !
ما أجملها من كلمات ومن تعابير ومن أسلوب جذّاب ورائع !
بارك الله بك وبقلمك وبكلماتك التي تنعش الروح وتبعث في نفوسنا السعادة !
كلمات جميله ورائعه
سلمت أناملك اختي العزيزه
التي خطت هذا الابداع
ننتظر كل ما هو جديد ومميز منكِ
شكرا على فيض كلماتك الاكثر من رائعة والاحساس الجميل
شكرا لك على هذه الكلمات الرائعة
أقتبس من نصّك ما يلي:
“..أهيب بأجيالنا الصاعدة أن يستثمروا قدراتهم الإبداعية في شتى المجالات وأن يكملوا المشوار. فلا يستهينوا بأي قدرة لديهم وأن يطلقوا العنان لخيالهم وقدراتهم وأن يحولوا طاقاتهم إلى إبداعات واختراعات واكتشافات تجعل منهم خير خلفٍ لخير سلف”.
أتّفق مع الأخت نبيهة بهذه الدعوة لاستثمار الطاقات الإبداعية الكامنة وتفجيرها، ولكني لا أميل إلى التغنّي المفرط بماضينا، فليس كلّه أبيض يحتذى!
اخوتي واخواتي قراء موقع بقجة اشكر لكم اهتمامكم، فانتم بتعليقاتكم تسكبون الزيت في قنديل سهري، والمداد في دواة قلمي لكي اكتب المزيد. والله الموفق للجميع.