ضَجَّتْ سَماءُ الوُجودْ
تاريخ النشر: 09/09/17 | 15:34“أمامَ ما يَجْري لِلْمُسْلِمينَ في إِقليمِ أَراكانَ وَمِيانِمارَ تَسْقُطُ البَلاغَةُ كُلُّها، وَالبَسيطُ الـمُباشِرُ يوصِلُ الرِّسالَةَ أَوْضَحَ وَأَفْصَحَ، وَنَقولُ: لَكُمُ اللهُ يا مُسْلِمي الرُّوهينْجا). وفي خِضَمِّ الأَحْداثِ لا نَنْسى الإِشادَةَ بِمَوْقِفِ سِيادَةِ البابا فرانْسيس، بابا الفاتِيكانِ، مِنْ إِبادَةِ مُسْلِمي الرُّوهينْجا، فَقَدْ ذَكَرَتْ وَسائِلُ الإِعْلامِ: “هاجم البابا فرانسيس، سلطات ميانمار بسبب معاملتها مسلمي الروهينجا، قائلا إنهم “يُعذَّبون ويُقتلون لا لشيء سوى لدينهم وثقافتهم”. كَذٰلِكَ نُشيدُ بِمَوْقِفِ الزَّعيمِ الشِّيشانِيِّ رَمَضانَ قاديروف، وَمَوْقِفِ الرَّئيسِ التُّرْكِيِّ أَردوغانَ، في حينِ صَمَتَ كُلُّ الزُّعماءِ العَرَبَ عَنْ إِبْداءِ مَوْقِفٍ إِنْساني “.
في مْيانِمارَ الشَّهيدْ.. يُصْهَرُ صَهْرَ الحَديدْ
وَالنَّارُ تَأْكُلُ جِسْمَا.. يضجُّ بالتَّرديدْ
اللهُ مَولايَ، رَبِّي.. وَخالِقي وَالـمُعيدْ
مُثَبِّتي رَغْمَ حَرْقي.. وَشاهِدي وَالشَّهيدْ
وَباعِثي يَوْمَ حَشْرٍ.. “وَهْوَ الغَفورُ الوَدودْ”
يُذْري الدُّموعَ دِماءً.. مُسْتَصْرِخًا مَنْ يَذودْ
وَلا يَميلُ ارْتِدادًا.. عَنْ دينِهِ أَوْ يَحيدْ
وَرَهْطُ بوذا اسْتَباحوا.. مُوَحِّدًا كَيْ يَبيدْ
ماضي العُصورِ أَعادوا.. فِرْعَوْنَها وَثَمودْ
“النَّارِ ذاتِ الوَقودْ.. إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعودْ”
لا شافِعٌ لا مُغيثٌ.. مِنْ هَوْلِ جُرْمِ الجُنودْ
اَلبَعْضُ بِالنَّارِ يُشْوى.. وَالبَعْضُ رَهْنُ القُيودْ
وَامْرَأَةٌ فَوْقَ جِذْعٍ.. وَبِالدُّموعِ تَجودْ
عارِيَةً عَلَّقوها.. ذَبيحَةً يَوْمَ عيدْ
وَلِلْأَنينِ سِهامٌ.. تَفوقُ فِعْلَ البَرودْ
هامَتْ جُموعٌ وَتاهَتْ.. في الـماءِ، فَوْقَ الصَّعيدْ
يَنْتَظِرونَ الـمَنايا.. حَرْقًا أَوِ التَّشْريدْ
أَوْ في مِياهٍ بِنَهْرٍ.. أَوْ بَيْنَ أَشْداقِ سودْ
أَوْ جَوْفَ غابٍ بِنابٍ.. أَوْ في الـمَدى وَالسُّدودْ
وَالـمَوْتُ يَقْضِمُ كُلًّا.. في السَّهْلِ أَوْ في الجُرودْ
وَالكَوْنُ يَرْقُصُ غَيًّا.. وَالبَعْضُ يَرْجو الـمَزيدْ
وَالنَّارُ تَأْكُلُ طِفْلًا.. وَالجُنْدُ حَوْلَ الوَليدْ
قَدْ أَوْقَدوا الحِقْدَ نارًا.. “تَقولُ هَلْ مِنْ مَزيدْ”
يُلْقونَ فيها نِساءً.. يُلْقونَ شَيْخًا قَعيدْ
وَيَضْحَكونَ لِـمَوْتٍ.. يَصْهَلُ في الأُخْدودْ
وَالنَّارُ فيهِ عَمودٌ.. يَلْقَفُ كُلَّ جَديدْ
وَفي إِطارٍ حَصيدٌ.. وَانْظُرْ غِلالَ الحَصيدْ
وَالصَّمْتُ لَفَّ شُعوبًا.. وَمَجْلِسًا مِنْ عَبيدْ
يُراقِبونَ هَلاكًا.. وَهُمْ عَلَيْهِ شُهودْ
وَيَمْنَحونَ لِرَقْطاءَ نوبِلًا أَوْ يَزيدْ
حَتَّى تَزيدَ دَمارًا.. وَالـمُسْلِمينَ تُبيدْ
وَالعُرْبُ أَعْيارُ بيدٍ.. تُساقُ رَغْمَ السُّجودْ
لِكُلِّ سِرْبٍ جَعارٍ.. بِكُلِّ كَلْبٍ تَقودْ
صَبْرًا أَراكانُ صَبْرًا.. رَغْمَ الرَّدى وَالحُشودْ
رَغْمَ الحَرائِقِ فيكُمْ.. رَغْمَ انْسِلاخِ الجُلودْ
وَرَغْمَ قَطْعِ رِقابٍ.. وَأَرْجُلٍ وَزُنودْ
موتوا وَلا تَسْتَغيثوا.. سِوى الـمُجيبِ الـمَجيدْ
اللهِ، اللهِ حَصْرًا.. حَذارِ كَيْدَ الـمَريدْ
هذي سُنونٌ عِجافٌ.. قَدْ عَزَّ فيها النَّجيدْ
عُروشُها مُقْفِراتٌ.. سِوى لَقًى أَوْ خَضيدْ
لا حَيَّ غَيْرُ رَعاعٍ.. لا عاقِلٌ لا رَشيدْ
لا سامِعٌ لِنِداءٍ.. قَدْ جازَ كُلَّ الحُدودْ
وَاجْتازَ حاجِزَ صَوْتٍ.. ضَجَّتْ سَماءُ الوُجودْ
وَصُمَّ كُلُّ زَعيمٍ.. كَأَنْ طَوَتْهُ اللُّحودْ
فَالفيلْمُ قَدْ طالَ عَرْضًا.. وَهُمْ بِغَمٍّ شَديدْ
وَيَرْقُبونَ خِتامًا.. لِبَدْءِ عَرْضٍ جَديدْ
وَقَدْ نَكونُ وَقودًا.. لِنارِ عِلْجٍ، عَقيدْ
وَقَدْ يَكونُ سِوانا.. مِنْ أُمَّةِ التَّوْحيدْ
صِرْنا مَشاعًا رَخيصًا.. يَأْباهُ حَتَّى القُرودْ
شعر: محمود مرعي