يا شاعري .. لماذا رحلت
تاريخ النشر: 13/09/17 | 13:50يا شاعري ..
لماذا زرعت فينا وفيها سم القواقي
ورحلت ..
الا تعرف ان جراحها العطشى
لا ترتوي ألا بثوران الوتر.
وان غيابها المسجون فينا
لا ينشل الا بتفجرات الشعر .
لماذا صليت فينا وفيها صلاة الصبح
ورحلت ..
الا تعرف ان محرابها الدامي ..
لا يقبل صلاة السفر.
وان اجراس صليبها المسروق
لا تغني الا لتجليات البدر.
لماذا ادمنتني وادمنتها زيتها الصافي
ورحلت ..
وانت تعرف ان سراجها المصلوب
لا يضيئ من زيتها العكر.
وأن الطريق الى جبل الزيتون
بغيابك – يا سميح – وعر .
لماذا قتلت فينا وفيها طقوس نومة الضحى
ورحلت ..
فالليل طال في احلامنا
ولم يعد يقوى على السهر.
وعذاب الشوق الى طائر الرعد
قد طال انتظاره – برحيلك – دهر.
لماذا اغتلت فينا وفيها اله الرحيل
ورحلت…
وتركتنا بين أنياب الطغاة
نقبض بأسنانا على عود السريس
ونلف اقدامنا الحافية بورق التين
كي لا يحرقها لهيب القهر.
لماذا زرعت فينا وفيها زيتونة رامية
ورحلت ..
وتركتها لتنشر فينا تشظيات وهج القصيد
لماذا تركت فينا وفيها حيدر الجليل
يمد ناظريه ليغرس فينا تساميات الغد الوليد
لماذا تركت فينا وفيها فتلة قنديل
تمد نورها أمامنا لنرى الخلاص من بعيد
**********************************************
لماذا أوقفت قصيدك وردفتنا خلفك
وكفكفت دمعنا
وأخذتنا بعيداً الى تجليات الأفق
لماذا أوقفت قصيدك وردفتنا خلفك
وضمَّدت جراحنا
وغصت عميقاً ونشلتنا من الغرق
لماذا أوقفت قصيدك وردفتنا خلفك
وآخيت عظامنا
وعرجت بنا الى غليان الشفق
ورحلت ..
لماذا رحلت ..!؟
الى الشاعر : سميح القاسم
بقلم : يوسف جمّال – عرعرة