إرتفاع عدد الطلاب العرب الذين يدرسون تخصصات الهايتك
تاريخ النشر: 14/09/17 | 12:33في عام 2016 بلغت نسبة الطلاب من الوسط العربي الذي درسوا علوم الحاسوب وهندسة الكهرباء 9.5% من مجموع الطلاب في هذه التخصصات، بينما في السنوات ما بين 1985-2014 كانت نسبتهم 2.3% بالمعدل فقط، هذا ما يظهر من تقرير “اندماج الوسط العربي في الهايتك” الذي نشرته وزارة العمل والرفاه بالتعاون مع الخبير الاقتصادي الرئيسي في وزارة المالية. في السنة الدراسية الماضية تعلم حوالي 2200 طالب من الوسط العربي في مجالات الهايتك، وهذا يعد أكثر من مجموع كل خريجي تخصصات الهايتك من الوسط العربي في السنوات 1985-2014 مجتمعين (حوالي 1600 خريج). من بين هؤلاء الطلاب 60% تعلموا تخصصات الهايتك في الجامعات، ومن بين طلاب علوم الحاسوب حوالي 80% تعلموا هذا التخصص في الجامعات.
كما يتبين من التقرير أنّه في حين أنّ الطلاب الذين حصلوا على علامة اقرب إلى العلامة القصوى (150 نقطة) في القسم الكمي من اختبار البسيخومتري من الرجال اليهود من مواليد 1975-1985 لديهم احتمال 50% للعمل بأجر مرتفع في مجال الهايتك، في المقابل النسبة لدى الرجال العرب ممن حصلوا على نفس التقييم تبلغ 28% فقط. وذلك على الرغم من معطى مشجع آخر يظهر من التقرير، وبحسبه حصل خريجو اللقب الأول في علوم الحاسوب من الوسط العربي، من مواليد 1981-1985، عام 2014 في المعدل على أجر 19,921 ش.ج. (ثاني أعلى أجر في المسح بعد خريجي دراسة الطب) وحصل خريجو هندسة الكهرباء من الوسط العربي بالمعدل على 15,941 ش.ج.
على ضوء الارتفاع الحاد في عدد طلاب تخصصات الهايتك من الوسط العربي، ونسبة التشغيل المنخفضة والطلب الكبير على العاملين ذوي التحصيل والمهارات في مجالات الهايتك، أطلقت وزارة العمل والرفاه برنامج تشغيل خاص لدمج الأكاديميين من الوسط العربي في سوق العمل. وبفضل جهود الوزارة تم منذ عام 2015 توظيف 918 خريجًا من الوسط العربي في وظائف تقنية عالية الأجر في صناعة الهايتك، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 1150 حتى نهاية عام 2017، نتيجة استثمار يبلغ حوالي 12 مليون ش.ج. وفي أعقاب هذا النجاح تقرر توسيع الخطة وتفعيلها لثلاث سنوات إضافية، بهدف توظيف 1500 عامل عربي اضافي في وظائف تكنولوجية عالية الأجر في صناعة الهايتك، وذلك باستثمار 15 مليون ش.ج. ويوفر هذا البرنامج للخريجين من الوسط العربي والدرزي والشركسي، ادوات متنوعة تساعدهم على الاندماج بالعمل في مجال الهايتك، منها: دورات تأهيل تقنية عملية في مجال البحث والتطوير في الوقت الحقيقي (Real Time)، الجافا (Java)، تطوير تطبيقات للأجهزة الخليوية وغيرها، إلى جانب تحسين اللغة الانجليزية، التشبيك، التحضير لمقابلات العمل وتقديم طلبات العمل للمشغلين. شركات الهايتك التي تم توظيف المشاركين فيها عديدة ومتنوعة، من بينها: انتل، مايكروسوفت، امدوكس، تشك بوينت، ملنوكس، وكذلك شركات ستارت اب عديدة. كما يعمل البرنامج على تطوير التشغيل في وظائف ادارية لدى 300 من خريجي البرنامج الذين اندمجوا في الصناعة.
“الزيادة الكبيرة في نسبة طلاب تخصصات الهايتك من الوسط العربي يدل على تعزيز الشعور لديهم بأنه يمكنهم العثور على عمل في المجال ويمكنهم الاندماج بما اعتبر حتى اليوم ناديًا مغلقًا”، توضح ياعيل مزوز هرباز، مديرة مجال التشغيل عالي التقنية في وزارة العمل والرفاه. وتضيف “بمساعدة برنامج التشغيل التابع للوزارة، أؤمن واتمنى بأن ننجح في اختراق الحواجز وزيادة عدد العاملين من الوسط العربي في الهايتك وحتى زيادة عدد المديرين في هذا المجال”.
كما بحث التقرير في نسبة التسرب قبيل التخرج لدى الطلاب العرب مقارنة بالطلاب اليهود في جميع التخصصات، وخصوصًا تخصصات الهايتك والتي تتميز بكونها متطلبة وصعبة مقارنة ببقية التخصصات. 68% من مجموع الطلاب من مواليد 1975-1985 الذين بدأوا دراسة تخصصات الهايتك انهوا تعليمهم بنجاح في نفس المجال وحصلوا على اللقب الأول، بينما 51% فقط من الطلاب العرب الذين بدأوا بدراسة هذه التخصصات حصلوا على اللقب. كما بحث التقرير نسبة الاندماج في سوق العمل، 75% من مجموع خريجي الالقاب الاكاديمية في تخصصات الهايتك من اليهود اندمجوا في صناعة الهايتك، لدى العرب كانت النسبة 58%. وبحسب التقرير فإن احتمال اندماج الخريجين من الوسط اليهودي في صناعة الهايتك أعلى ب 1.3 مرات من احتمال اندماج زملائهم من الوسط العربي في هذه الصناعة. اضف إلى ذلك، فإن نسبة خريجي تخصصات الهايتك من الوسط العربي الذين اندمجوا في العمل في قطاع التعليم، والذي تقل الأجور فيه بشكل كبير عن الاجور في قطاع الهايتك، بلغ 10.6%، وهي نسبة أعلى ب 2.5 مقارنةً بخريجي تخصصات الهايتك من الوسط اليهودي. مع هذا، فهذه الظاهرة أيضًا تتقلص، ففي حين بلغت نسبة المندمجين في العمل في قطاع التعليم من خريجي تخصصات الهايتك من مواليد 1975-1978 من الوسط العربي 18%، فإنّ النسبة لدى مواليد 1983-1985 كانت 5% فقط.
معيقات اندماج العرب في صناعة الهايتك تبرز بشكل أكبر حين لا يدور الحديث عن التخصصات المركزية في المجال كالبرمجة والخوارزميات، وانّما تخصصات مكتبية وادارية وغيرها، مثل: وظائف الموارد البشرية، الاقتصاد، القانون، المحاسبة وما شابه. إذ أنّ واحد من كل سبعة اكاديمين من الوسط اليهودي من مواليد 1975-1985 (من غير خريجي تخصصات الهايتك) اندمج في صناعة الهايتك، بينما واحد فقط من كل 50 اكاديمي من الوسط العربي تمكن من الاندماج في هذه الصناعة.