حينما عاش في جوّ أسودٍ من نكدِ امرأة

تاريخ النشر: 20/09/17 | 11:12

لم يكن يعلم ذاك الرجل بأن تلك المرأة نكدة، لدرجة أنه بات يرى كل شيء أسود من كثرة همومها وأحزانها، فحين عاش معها في شقتها ذات زمن جميل ولّى أدرك بأنها نكدة وتحبّ النكد.. فحين رآها أول مرة لم يلاحظ بأنها امرأة نكدة، لكن قال في ذاته: لربما أن نكدها سيكون بشكل مؤقت، وحين كان يسألها عن سبب نكدها كانت ترفض الإجابة وتقول له: لا شيء عندي بعض المشاكل وستزول، ومع مرور الأيام بات النكد يزداد منها، وبات يرى الجوّ أسود في شقتها من نكدها المجنون، ولم يعد يتحمّل نكدها اليومي، وتركها ذات صباحٍ، ورحلَ دون أن يُعلمها إلى أي مكان سيذهب، لكنه تذكّر بعد أيام من تركها لها تلك الأيام، التي عاشها مع تلك المرأة النكدة حتى لحظات الحُبّ كانت نكدة، لدرجة أنه كان يقول لها ما أروع تلك اللحظات، التي كنتِ فيها بلا أي نكدٍ.. وذات يوم بينما كان يخطو على كورنيش نهر لقتل ضجره رنّ موبايله، ورأى بأن تلك المتّصلة هي تلك المرأة النكدة، فقال لها: ماذا تريدين بعد أن بات عندك كل شيء أسود من نكدك؟ فردّت عليه أعدك بأنك ستراني امرأة بلا أي نكد، لقد اشتقت لحضنكَ الدافئ، فعود إليّ.. لا أستطيع العيش بلا صمتكَ.. فأنت كنت من تبدّد النكد، فردّ عليها أتمنى أن لا أعيش مرة أخرى في جوٍّ من النكد، وضحكا سوية على الموبايل، وسارَ باتجاه شقتها ..
بقلم: عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة