رجُلٌ هرِمٍ يحنّ لطعمِ حُبٍّ مجنونٍ
تاريخ النشر: 19/09/17 | 18:00يحِنُّ ذاك الرجل الهرم لحُبٍّ مجنونٍ ذاقَ طعمَه، حينما تركتُه أُمّه عندما كان طفلاً مع امرأةٍ أتتْ لزيارتها ذات مساءٍ، بسببِ انشغال أُمّه حينذاك في إعدادِ الأكل، لكنّ تلك المرأة دبّ فيها النُّعاسُ، وغفتْ على الأريكة، فراحَ الطّفلُ يرضعُ مِنْ تلك المرأة بشكلٍ هستيري، وذات ليلة رآها في حُلْمٍ وبدتْ له هرمةً، لكنَّها ظلّتْ محتفظةً بجمَالِها، وقالت له في ذاك الحُلْم: أتريد حُبّاً آخر منّي! فقالَ لها: ما زلتُ أحِنُّ لطعمِ الحُبِّ، الذي أسكتِني به من جوعٍ مجنون.. ما زلتُ أشتاقُ لدفئكِ، بينما كنتُ أرضعُ حينها بكلّ حُبٍّ منكِ، فقالتْ له: لكنّكَ الآن كبرتَ، وذقتَ طعمَ حُبٍّ آخر، فقالَ لها: لا أدري، فحُبُّكِ كان مجنونا، وها أنا أظلُّ مشتاقاً إلى حُبِّكِ، فقالتْ له: كلا، أنتَ الآن معجونٌ في حُبِّ امرأةٍ أُخرى وهي ترويكَ كلّ الحُبّ، أمّا أنا فهرمتُ، ولا يمكنُ أنْ تستطعمَ في حُبّي مرة أخرى، وبينما كانتْ تتحدّثُ إليه صحا على صوتِ جلبةٍ، وتبيّن أنَّ القططَ كانت تلعب تحت نافذته بلعبةِ الحُبِّ، وضاعَ الحُلْمُ، لكنّه ظلّ يحنّ لطعمِ حُبّ مجنونٍ من تلك المرأة، التي غفتْ ذات مساءٍ على الأريكة حينما زارتْ أُمّه، على الرغم من أنّه صارَ هرِماً..
بقلم: عطا الله شاهين