ندوة سياسية حول التهجير في لبنان
تاريخ النشر: 22/09/17 | 11:41استضافت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مخيم البرج الشمالي في صور جنوبي لبنان الباحث الفلسطيني وعضو لجنتها المركزية الرفيق فتحي كليب الذي قدم محاضرة بعنوان “الهجرة والتهجير في ميزان المشروع الصهيوني” وذلك في قاعة الشهداء في المخيم بحضور عدد من ممثلي الفصائل واللجنة الشعبية والمؤسسات الاجتماعية وناشطين وفعاليات وطنية..
قال كليب: اعتمد المشروع الصهيوني في مراحله التأسيسية الأولى، ولا زال، على العنصر البشري. وهو بنظر الصهيونيين الاوائل العامل الحاسم في مدى نجاح هذا المشروع، وإن اللاجئين الفلسطينيين الذين يحيطون بفلسطين المحتلة يشكلون تهديداً استراتيجياً من الدرجة الأولى ليس بالنسبة لإسرائيل فحسب، بل للمشروع الصهيوني برمته.. وهذا هو مصدر القلق الذي تعيشه إسرائيل بعدم استقرار أوضاعها الداخلية..
وتابع قائلا: ان إسرائيل وإن كانت تعطي أهمية كبرى للعنصر البشري (اليهودي) باعتباره أحد المرتكزات الأساسية للمشروع الصهيوني، فإن أهمية هذا العنصر تزداد مقارنة مع العنصر البشري في الجانب المقابل.. وهنا تكمن خطورة مفهوم “يهودية الدولة”، كونه جاء ليشكل حلاً لعقدة “القنبلة الديمغرافية” الفلسطينية التي تدعي القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية أنها تشكل خطراً على مستقبل “الدولة”، خاصة بعد استنفاذ إسرائيل لمخزونها الديمغرافي وعدم قدرتها على ايجاد مصادر جديدة لاستجلاب المزيد من المهاجرين اليهود إلى فلسطين..
وأضاف: ان فكرة المشروع الصهيوني قامت على أساس معادلة الأرض والشعب معاً ( وفقا لمقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض)، أي السيطرة على الأرض والقضاء على الشعب. ونظرية السيطرة على الأرض في الفكر الصهيوني لا معنى حقيقياً لها طالما هناك شعب لا زال يطالب بأرضه، لذلك يصبح الحل بالتخلص من الشعب الفلسطيني او تقسيمه الى مجموعات سكانية يسهل السيطرة عليها..
كما قال: علينا ان نميز بين هجرة طوعية تفرضها طبيعة وتعقيدات الحياة وتطورها، وهجرة مفروضة تأتي في سياق سياسي مخط له، وهذا ما يدفعنا الى التحذير من ان الهجرة تحولت من ظاهرة فردية يمكن أن تحدث في أي مجتمع، إلى ظاهرة جماعية تهدد بإفراغ التجمعات والمخيمات الفلسطينية من لاجئيها.. ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر حول النتيجة التي يمكن أن نصل إليها على المستوى الوطني، إذا ما استفحلت ظاهرة الهجرة بشكل أكبر..
وتابع قائلا: إن المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان وفي قطاع غزه تتعرض لاستهداف واضح واستنزاف لطاقاتها البشرية عبر خلخلة الاستقرار الاجتماعي للاجئين وتشجيعهم على الهجرة وإضعاف عناصر التماسك السياسي والاجتماعي داخل المخيمات، وهي النقاط التي أبقت قضية اللاجئين نابضة بقوتها حتى اليوم. وذلك في إطار استكمال التطبيقات الميدانية للمشروع الصهيوني الذي ما زال يراهن على العامل البشري باعتباره أحد العوامل الحاسمة في الصراع.
وختم بالقول: إن جميع الهيئات الفلسطينية على مستوى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والسلطة والفصائل واللجان الشعبية والمؤسسات، مدعوين جميعا الى تحمل مسؤولياتهم لجهة البحث عن حلول للمشكلات الاجتماعية ووضع خطة وطنية تستجيب للحد الادنى من مطالب الشباب وطموحاتهم سواء على المستوى السياسي أو على المستويين الامني والاقتصادي، والتعاطي مع ظاهرة هجرة الشباب الفلسطيني باعتبارها خطر يهدد المجتمع الفلسطيني.