إنطلاق فعاليات إحياء ذكرى مجزرة صندلة
تاريخ النشر: 23/09/17 | 16:34إنطلقت فعاليات إحياء الذكرى الـ60 لمجزرة صندلة ، عصر اليوم السبت، في البلدة بحضور عدد كبير من الجماهير والقيادات العربية. وتأتي هذه الفعالية بمبادرة ودعوة من لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة الشعبية لاحياء الذكرى الـ60 لمجزرة صندلة. وتُقام الفعاليات بجانب مسجد صندلة ويشمل المهرجان برنامجًا فنيًا وخطابيًا، تولى عرافته وائل عمري ابن صندلة، الذي افتتح حديثه مذكرًا بالمجزرة التي “راح ضحيتها 15 طفلا في 17 أيلول عام 1957، اثناء عودتهم من المدرسة بعد انفجار قذيفة وضعها مسؤول الوكالة اليهودية في طريق عودتهم من المدرسة، زاعما بعد ذلك انه نسي اخذها”. وعدد عمري أسماء الأطفال الشهداء ضحايا المجزرة، مؤكدًا أنّ أهالي البلدة لم ولن ينسوا شهدائهم. وبعدها دعا عمري الحضور للوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. ومن ثم قدّمت فرقة سرب الحمام أشبال صندلة نشيد موطني. وبعدها تلى الشيخ عفيف عمري آيات من الذكر الحكيم.
بركة: عقلية المجزرة ما تزال تهيمن على المؤسسة الإسرائيلية وتلاحقنا بها
أكد رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة، اليوم السبت، إن عقلية المجزرة، ما تزال تهمين على المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، منذ النكبة وحتى اليوم، بما فيها مجزرة صندلة، التي نحيي اليوم ذكراها الـ 60، وحصدت أرواح 60 طفلا. وجاء هذا في كلمة بركة في مهرجان احياء الذكرى، الذي عقد مساء اليوم السبت في قرية صندلة.
وقال بركة، إن أيلول لم يعد يحتمل مآسي، فقبل أيام كانت ذكرى مجزرة قبية، والمجزرة الأضخم في مخيم صبرا وشاتيلا، التي حصتنا فيها من كل شعبنا، ولكن لي وعائلتي حصة خاصة، كون من بين الشهداء أيضا مهجّرون من قرية صفورية. وها نحن نحيي اليوم ذكرى الشهداء الأطفال الـ 15 أبناء قرية صندلة، الذين قضوا بالغام الغدر والعدوان، وصار كل من جايلهم الآن في عداد الآباء والأجداد إلا هم. 15 طفلا بقوا أطفالا حتى اليوم. نحن ندين سفاح الطفولة، الذي أودع الأرض نارا وحربا ومتفجرات.
وحيا بركة اهالي صندلة، الذين انتصروا لشهدائهم، وجاؤوا ليحيوا هذه الذكرى الـ 60 بوحدتهم، وبمحبتهم وتآخيهم. وحيا أبناء شعبنا من خارج صندلة الذين انتصروا للدم المسفوح في هذا البلد، ولجنة المتابعة من جهتها، بوصفها الاطار الوحدوي الجامع، لجماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل، تقف بكل شموخ الى جانب صندلة واهالي صندلة، انتصارا للشهداء وذكراهم.
وقال بركة، نحن لم ننعتق بعد من عقلية المجزرة، عقلية المؤسسة الصهيونية التي ترى في وجودنا عبئا عليها، التي ترى في لغتنا عبئا عليها. ونحن نعرف لماذا، لأن وجودنا هو وجود متناغم ومتكامل مع تضاريس الوطن. لأن لغتنا هي لغة الوطن في وجه الدخلاء، الذين يحاولون تحريف المكان وهويته. ويحاولون اغتيال أهله، إن لم يكن جسديا كما حصل قبل 60 على هذه الارض، فيحاولون ذلك معنويا. ولكن شعبنا الذي شبّ على الطوق، وخرج من رماد النكبة، بعد أن كان كالأيتام على مآدب اللئام، شيّد قامته وحفظ لغته وأنجب أبناءه ورباهم على الانتماء للوطن والقضية.
وتابع بركة قائلا، إن هذه المؤسسة الحاكمة ما تزال تستهدفنا بعقلية المجزرة في شتى مجالات الحياة، في جرائم هدم البيوت في وادي عارة والجليل، والاقتلاع من الأرض، خاصة في النقب. وهذا ينعكس أيضا بشدة في الملاحقات السياسية. واستذكر الشيخ رائد صلاح في اعتقاله الجائر، ووجه له التحية باسم المهرجان، ومعه أيضا المعتقلين الإداريين، والمعتقلين في انتظار محاكماتهم، والمعتقلين منزليا، والمنفيين عن بلداتهم.
وقال بركة، إن شعبا يقف وفيا بعد 60 عاما لـ 15 طفلا، لا يمكن أن يكون مهزوما، بل هم المهزومون، ليس بقوة السلاح لأننا لا نملكه، إنما بقوة العزيمة والارادة، وقوة الوحدة، هذه الوحدة التي تجلت في صندلة وفي كل مكان، وفي الهيئات والأطر الوطنية، هذه الوحدة جديرة بأن نعززها بكل يوم وبكل دقيقة، هذا هو أرقى أشكال الوفاء للشهداء.