رحيل البروفيسور شموئيل موريه
تاريخ النشر: 24/09/17 | 15:28افتقدت الحركة الأكاديمية باحثًا معروفًا في الشعر الحديث، حاضر في الجامعة العبرية في القدس وفي جامعة بار إيلان. إنه ب. شموئيل موريه الذي كان ينشر أحيانًا تحت توقيع (سامي معلم).
ولد سامي معلم في بغداد سنة 1932 وهاجر إلى فلسطين سنة 1951.
درس موريه العربية وآدابها في الجامعة العبرية، ثم حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة لندن.
سكن في القدس، وكان أستاذًا للعربية في الجامعة العبرية، ورئيس دائرة اللغة العربية فيها.
اهتم سامي بالدراسات عن يهود العراق، وأسس جمعية ودار نشر تعنى بأدب العراقيين وكتاباتهم، وخاصة العربية منها.
أبرز ما أصدره “الشعر العربي الحديث” بالإنجليزية، وهو أطروحة الدكتوراة بإشراف ب. مصطفى بدوي، وقد ترجمه إلى العربية د. سعد مصلوح.
له كتب أخرى أثبتها في نهاية المقالة.
موريه في سيرتي الذاتية:
درّسني الأستاذ موريه موضوع الشعر العربي الحديث في جامعة با إيلان سنة 1972، وكان بحثي في المساق تحت عنوان- “صلاح عبد الصبور شاعرًا مجددًا”، وقد طبعت جامعة حيفا هذه الدراسة سنة 1979، وتسنى لي أن أهدي الكُتيّب للشاعر في مكتبِه في الهيئة المصرية العامة للكتاب.
..
كان موريه نصيرًا ومحفزًا لي، فها هو يظهّر كتابي “الجنى في الشعر الحديث” الصادر سنة 1985، فيقول:
“أحييك على نشاطك الأدبي والثقافي في نطاق الأدب العربي.
لقد ألّفت الكتاب بشكل رائع وعميق، وبذائقة سليمة؛ بالإضافة إلى المنهجية التي اتبعتها، والإضاءات التي سلطتَ الضوءَ عليها، فهدتِ القارئ.
إني لعلى يقين بأن الطلاب الذين يدرسون في هذا الكتاب سيتقدمون وبخطوات حثيثة في أبحاث الشعر العربي الحديث، وذلك إذا ما وُجِّهوا التوجيهَ الصحيح في استعمال هذا الكتاب الممتع”.
…
وقد كتب توصية لجامعة بار إيلان حتى أكون محاضرًا في مادة الشعر الحديث، إلا أنهم اختاروا محاضرًا يهوديًا درس في الولايات المتحدة.
لكن تقديمه الأكاديمي لكتابي Studies in Modern Arabic Literature
, Garant, Antwerb , Belguim- 2007
كان مما ساهم في ترقيتي للقب البروفيسور.
في المؤتمر العالمي الأول للصوفية الذي عقدناه في أكاديمية القاسمي في باقة الغربية سنة 2011 شارك موريه بورقة عن “المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي وموقفه من الطريقة الخلوتية في مصر”، وكان لحضوره أثر حميد في مسيرة المؤتمر.
قبل نحو ثلاث سنين كان لقائي الأخير به، وذلك يوم أن دعيت أنا ورئيس مجمع القاسمي د. ياسين كتانة إلى نادي الرافدين- الخاص بيهود العراق، وفيه تم تكريم الأستاذ موريه، وقد ألقيت كلمة أثنيت فيها على موريه شاعرًا بلغة أمه، وباحثًا جادًا في المسرح وفي الشعر الحديث.
ملاحظات أخرى:
* كان لقائي الأول به في سهرة سنة 1971 في القدس جمعتنا بأستاذي قبلاً ب. ساسون سوميخ، وقد تحدثا عن بغداد وشعرائها الذين أدركوهما فيها.
أذكر أنني سألته عن نوع الشعر الذي توصي به الأجيال الجديدة، فذكر لي نماذج من شعر السياب، وقصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي، وما زلت أذكره وهو يترنم في:
وَاثِقُ ٱلْخُطْوَةِ يَمْشِي مَلَكًا *** ظَالِمُ ٱلْحُسْنِ شَجي ٱلْكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ ٱلسِّحْرِ كَأَنْفَاسِ ٱلرُّبَى *** سَاهِمُ ٱلطَّرْفِ كَأَحْلَامِ ٱلْمَسَاءْ
عاتبني موريه متألمًا ذات مرة، لأنني بيّنت أخطاء وقع فيها في مقالة له عن فدوى طوقان، نشرها في صحيفة (هآرتس)، ورددت عليه بها مقدّرًا دوره الكبير في خدمة أبحاث الأدب العربي، ومبيّنًا للقارئ الأخطاء التي وقع فيها.
لكنه سرعان ما يعود إلى مودته، برغم اختلاف وجهات النظر السياسية.
..
مؤلفاته في اللغة العربية:
* المطبوعات العربية التي ألفها أو نشرها الأدباء والعلماء اليهود 1863-1973، القدس: معهد بن تسيفي لدراسة الجاليات اليهودية في الشرق، 1973.
* فهرس المطبوعات العربية في إسرائيل 1948-1972، القدس: مركز جبل سكوبوس، 1974.
القصة القصيرة عند يهود العراق 1924-1978، القدس: دار النشر ي.ل. ماغنس، 1981.
مختارات من أشعار يهود العراق الحديث، القدس: معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية، 1981.
بغداد حبيبتي: يهود العراق، ذكريات وشجون، حيفا: مكتبة كل شيء، 2012.
عجائب الآثار في التراجم والأخبار، القدس، 2014.
هذه أيام الحنين إلى الصبا، مكتبة كل شيء- حيفا، 2015.
ب.فاروق مواسي