التربية الخالية من المدح.. إحباط
تاريخ النشر: 02/10/17 | 0:52يعتقد كثير من الأُمّهات أن امتداح الطفل، وإبراز نقاط التميز فيه يصيبانه بالغرور، فيلجأ إلى رصد نقاط الضعف، وتضخيم الأخطاء الصغيرة، والإكثار من نقد تصرفات الأبناء دون وضع السلوك في سياقه وحجمه الصحيحين، فيصبح اللوم والتقريع منهجاً في التعامل اليومي بين الأُم وأطفالها، ويزدحم الحوار بينهم بعبارات محبطة من قبيل: “هكذا أنت دائماً لا تحسن أداء أي شيء”!
هذه الأُم تعتقد مثل كثير من الأُمّهات أنها إذا أظهرت استحسانها للجانب الإيجابي في أداء أطفالها، فإنّهم سيطمئنون إلى هذا المديح، وتفتر همتهم،.. فلابد – حسب نظرتها – من جعلهم يعتقدون دائماً أنها غير راضية عنهم، ومن ثمّ تكون النتيجة إحباطاً واستياءً شديدين، ودوراناً في الفراغ.
ويعلق د. علي محمد عبدالوهاب – أستاذ إدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة عين شمس – على هذا السلوك التربوي، مُشبهاً الأسرة بوحدة إدارية، يرأسها الأبوان، مؤكداً أن خطر الإحباط يتمثل في الشعور السلبي الذي يحل بالفرد، ودرجة إستمرار هذا الشعور، والأثر الذي يتركه في النفس، ثمّ الوسيلة الدفاعية التي يسلكها لعلاج إحباطه. فقد يلجأ الطفل إلى العدائية، كالإمتناع عن الطعام، أو المذاكرة، أو الذهاب إلى المدرسة، أو يتعمد التأخير، ويعطل أخاه الأصغر، وقد يلجأ إلى الكبت الذي يزيد من حدة توتره، أو ينكص إلى إظهار سلوك أصغر من سنه كالبكاء، والإحساس بالقهر، والعجز، وإرجاع فشله إلى أسباب وهمية، وإلقاء اللوم على الأُم أو الظروف المحيطة، أو يلجأ إلى أحلام اليقظة بالفرار إلى عالم من نسج خياله، ويحصل فيه على رضا مؤقت!
فعلى الأُم دائماً أن تبرز السلوكيات الحسنة والمواقف الناجحة في حياة أبنائها، وتعلم أنّ التشجيع، والتحفيز، وإظهار الرضا، وغض الطرف عن العيوب البسيطة والأخطاء غير المكررة، هو قوة موجهة نحو سلوك أفضل، ودافع حقيقي للنجاح في الحياة.