مناقشة “ألإيقاع بشعر درويش” في نادي حيفا
تاريخ النشر: 01/10/17 | 19:00يوم الخميس الفائت، التأم شمل لفيف من الأدباء والشعراء والمبدعين من حيفا وخارجها في نادي حيفا الثقافي في أمسية إشهار ومناقشة كتاب (ألإيقاع في شعر درويش- نظم كأنه نثر) للبروفيسور سليمان جبران الصادر عن دار نشر جدل .مُرحبا بالحضور والمشاركين، افتتح الأمسية رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة استعرض بعدها أمسيات النادي المقبلة داعيا الجميع لحضورها.تولت عِرافة الأمسية بمهنيتها ولغتها المنسابة الأنيقة المربية رنا صبح.وفي باب المداخلات قدمت د. كلارة سروجي شجراوي مداخلة عن مادة الكتاب جاء فيها أنه خط سير واضح أن الشاعر محمود درويش لم يتخلّ أبدا عن الإيقاع في شعره. وفي مادة ب. جبران عن قصيدة ريتا والبندقية (ريتا- الواقع والقناع) يقدم لنا مثالا واضحا عن تطور شعر درويش من الذاتي إلى الكوني.ولهذه القصيدة جوانب هامة عن الشاعر من حيث انفتاحه على العالم وأنه لم يعادِ اليهود كشعب وإنما عادى العدو المحتل والمغتصِب.
قصيدة ريتا الواقعية تمثل مرحلة من مراحل تطور الشاعر ببساطتها وجمالها الرقيق. تمثل هذه القصائد العلاقة المتأزمة بين العربي الفلسطيني واليهودي الإسرائيلي، حيث يعتمد الأخير البندقية سلاحا له بينما لا يملك الشاعر من أدوات المقاومة سوى الكلمة. هو صراع بين ذاكرتين. وختمت د. كلارة بأن هذا الشاعر المهاجر من دولة إلى أخرى عرف كيف يتحاور مع الأساطير والرموز، حافظ على المعادلة الصعبة وهي البساطة المعقدة.وأخيرا، حب درويش لحيفا بكرملها الشامخ كان خاصا.قدم المداخلة الثانية د. حسين حمزة حيث تناول فيها ثلاث دراسات أساسية كانت محور الكتاب. استهلها بالعنوان – نظم كأنه نثر- هو بحد ذاته تناص. التفت بعدها إلى الإيقاع وهو أكثر اتساعا من الوزن.تحدث بعدها عن تطور الأوزان الشعرية لدى درويش وصولا إلى شعر التفعيلة. وتابع، محمود درويش وجد خياره الأساسي في الوزن لهذا لم يكتب شعرا منثورا. لكنه استطاع أن يكتب القصيدة بأوزان خافتة .تطرق د. حمزة لأسلوبي التضمين والتدوير في شعر درويش وإلى التحولات في العلاقة مع أبيه.وختم، استطاع درويش أن يكرس حياته للشعر وهذه ميزة خاصة به وهو جدير أن يكون أيقونة في ذاكرتنا وحضارتنا.
كانت الكلمة الأخيرة للمحتفى به، ب. جبران، فكان من الطبيعي أن يستهل كلمته بذكرى رحيل القائد جمال عبد الناصر حيث صادفت الأمسية نفس تاريخ فقده- لروحه الرحمة والسلام.قدم شكره بعدها للقيّمين على نشاطات النادي غير السهلة أبدا من حيث ترتيب الأمسيات والتواصل مع الأشخاص، للمحاميين فؤاد نقارة والمحامي حسن عبادي. وشكره للناشطة الثقافية خلود فوراني سرية على دأبها المشاركة وكتابة ونشر أخبار النادي أسبوعيا.وفي كلمته عن محمود درويش الشاعر والانسان قال إن ما اجتمع في درويش لم يجتمع في شاعر آخر. استطاع بموهبته وذكائه أن ينفد إلى قلوب الناس جميعا. وعن عوامل ثلاثة ساهمت في عظمة قيمته الشعرية: الموهبة، شعر القضية – ما أكسبه شعبية كبيرة فكانت القاعات تضيق عن مريديه، والعامل الهام الأخير أنه نذر نفسه للشعر لا غير فحتى ما كتبه في النثر كان في خدمة الشعر.فتح بعد ذلك باب الأسئلة والنقاش للجمهور وكان تفاعلهم إيجابيا راقيا.بقي أن نذكر أن الكتاب هو أول إصدار لدار نشر جدل. وفي كلمة الناشر في الكتاب جاء أنه ربما ليس من قبيل المصادفة أن يكون هذا الكتاب هو فاتحة إصداراتهم ، فالمؤلف، ب. جبران، كان أستاذه للغة العربية على مدار خمس سنوات متتالية، أدخله في ختامها معارج اللغة وصيّره دليلا مستقلا فيها وصولا إلى تأسيسه دار نشر باكورتها كتاب من تأليفه. وبالتوقيع والتقاط الصور كان الختام على أن نلتقي الخميس القادم في أمسية تكريمية للباحث والأديب نظير شمالي وإشهار مجموعته الشعرية “رقاع إلى صلاح الدين” بمشاركة د. فهد أبو خضرة، د. صالح عبود وعرافة الشاعرة سلمى جبران. يتخللها معرض للنصوص الشعرية بريشة الباحث والأديب نظير شمالي، قراءات شعرية لابنته غفران شمالي يونس ووصلة فنية مع الفنان نزار بغدادي من فرقة غجر.
خلود فوراني سرية