اليوم:ذكرى هبة القدس والأقصى السابعة عشرة

تاريخ النشر: 01/10/17 | 7:23

17 عاما مرت والدمع لم يجف عوده بعد، وعويل الأمهات وصراخ الأحباء محفور في الذاكرة حرقة وألما لأجل من فدوا الوطن بأرواحهم الغالية والثمينة، ورووا الأرض المقدسة أرض الحرية والمحبة بدمائهم الذكية. ثلاثة عشرة شابا من خيرة أبناء الوسط العربي وهبوا أنفسهم وحياتهم فداء عن القدس والأقصى المباركين وسقطوا شهداء بنيران خادعة وآثمة سلبتهم حق الحياة والعيش بكرامة في أرضهم ووطنهم.وتخليدا لذكرى شهدائنا الأبرار، والتي تصادف اليوم الأول من أكتوبر، تحيي الجماهير العربية في البلاد، ذكرى هبة القدس والأقصى. حيث ثارت من قفطان الارض رائحة البخور والكافور والبهار، فكانت شرارة البداية، عندما دنس اليميني المتطرف أريئيل شارون المسجد الاقصى المبارك، بدخوله الى باحاته، في الثامن والعشرين من شهر تشرين أول / أكتوبر عام 2000، الامر الذي أدى حينها الى اشتباكات ومواجهات في محيط أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، الأقصى المبارك، مع افراد الشرطة وقواتها المعززة التي اجتاحت المكان، فادت الى اصابة ما لا يقل عن 25 مصاباً في صفوف المصلين، برصاص حي أطلق عليهم، لتهدأ بعدها النفوس حتى صبيحة اليوم التالي للتنديس.
وكان ذلك يوم الجمعة، (29/09/2000)، ومع انتهاء صلاة الجمعة المقدسة لدى المسلمين، ثارت الثورة الكبرى، فشهد هذا اليوم اشتباكات اعنف، تم خلالها القاء الحجارة، والأحذية على افراد الشرطة الذين ردوا بالرصاص الحي، والمطاطي، فسقط سبعة فلسطينيين، ورفعوا الى ربهم شهداء، بدمهم الطاهر، دفاعاً عن بيت الله، وعن أرض الوطن، فيما اصيب المئات، لتتوسع بؤرة المقاومة الى خارج اسوار المسجد، ولتبدأ انتفاضة الحجر، التي اندلعت أولاً في الضفة الغربية، على مفترقات ونقاط كانت تعج بالجيش الاسرائيلي، فيما اقتحم الفلسطينيون الابطال، “معسكر نيتساريم” وأنزلوا العلم الاسرائيلي عن أعلى اسواره، ورفعوا علم فلسطين بألوانه “الاخضر والاحمر والاسود والابيض”، في خطة جريئة، عجز عنها العرب منذ عام 1948، فواجه الجيش الحجر بالرصاص القاتل.
ويوم السبت التالي، كان أشرس أكثر فأكثر عندما وصل موج الاشتباك لقطاع غزة، ومعظم البلدات الفلسطينية، خارج الخط الاخضر، قبل ان تنحدر الى داخله في اليوم الاول من شهر تشرين الاول، عندما انضم المواطنون الفلسطينيون العرب، من سكان اسرائيل، متظاهرين ضد سياسة القتل والترهيب الاسرائيلية، فشهدت كل من كفركنا والناصرة، وأم الفحم، وطرعان، والمشهد، ودير الاسد، وعرابة، والفريديس، ويافا، وغيرها من البلدات العربية، مظاهرة حامية الوطيس، مغلقين الشوارع الرئيسية والمفارق، ليس قبل ان يحكموا اغلاق “منطقة المروج”، لينصفوا “إسرائيل” لقسمين، ويفصلوا شمالها عن جنوبها ومركزها.
يوم الاحد: يوم الانتفاضة الاول، كان من نصيب مدينة ام الفحم، جبل النار، الذي إعتلت فيه السنة النيران، ليصرخ في وجه الجيش والشرطة، مؤكداً هويته الفلسطينية، ليس قبل ان يغلق الشبان الابطال مفترق أم الفحم، مغلقين شارع 65 او ما يعرف بشارع وادي عارة نهائياً، الامر الذي اسفر عن استشهاد شابين، واصابة 39 آخرين، مازال عدد منهم يعاني من الاصابة حتى يومنا هذا.
الشهيدان محمد جبارين، من إم الفحم، وأحمد صيام من معاوية، سقطا برصاص الشرطة الاسرائيلية، وفي نفس الوقت شهد الشارع الرئيس في مدينة الناصرة (بولس السادس) مواجهات ضارية، أدت الى اصابة 44 شاباً تلقوا العلاج في مستشفيات المدينة خلال ذلك اليوم، في الوقت الذي انتفض فيه مئات المواطنين البدو من مدينة رهط، الذين تجمهروا قرب مركز شرطة والقوا الحجارة عليه، ليس قبل ان يحاولوا اغلاق شارع بئر السبع بزجاجات حارقة القيت عليه.وبعد ان انتشر نبأ استشهاد جبارين في ام الفحم، عاد المتظاهرون ليعبروا عن استنكارهم، فقتل الشاب رامي غرة ابن الـ 22 عاماً، شاهداً على الانتفاضة في بلدة جت.وفي الضفة الغربية استشهد سبعة شبان، برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات شرسة، وأعلنت لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في البلاد، الاضراب الشامل في جميع قطاعات ومناحي الحياة.واسفر اليوم الثاني عن استشهاد علاء نصار واسيل عاصلة من عرابة، وعماد غنايم ووليد ابو صالح من سخنين، واياد لوابنة من الناصرة، ومصلح ابو جراد من قرية دير البلح في قطاع غزة، وقتل في ام الفحم.وفي يوم الانتفاضة الثالث بالرصاص الحي، ادى ذلك الى استشهاد رامز بشناق، واصابة شاب آخر بجراح متوسطة.
وباليوم الرابع والخامس استشهد الشاب محمد خمايسي،في كفركنا الذي اصيب في مظاهرة في القرية في اليوم الثالث.
وباليوم الثامن وصلت ذروة المواجهات بين اليهود والعرب في البلاد، خاصة ان هذا اليوم صادف يوم الغفران لدى الطوائف اليهودية سقط الشهيدين “عمر عكاوي، ووسام يزبك”.وبذلك بلغ عدد الشهداء 13 شاباً من سكان داخل الخط الاخضر، برصاص الشرطة، خلال ايام الانتفاضة، وهم عماد غنايم ووليد ابو صالح من سخنين، رامي غرة من جت المثلث، أسيل عاصلة وعلاء نصار من عرابة، عمر عكاوي واياد لوابنة ووسام يزبك من الناصرة، مصلح أبو جراد من دير البلح والذي استشهد في أم الفحم، رامز بشناق من كفر مندا، محمد خمايسي من كفر كنا وأحمد صيام ومحمد جبارين من أم الفحم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة