الفُرْقة في مجتمعنا مُقلقة
تاريخ النشر: 01/10/17 | 12:39ماذا اصاب القوم؟ ماذا اصاب مجتمعنا ؟ ألا يكفينا العنف والقتل المستشري؟ حتى نُكحّله بسواد التباعد والفُرقة ؟!!!
الكتاب المُقدّس يحكي عن القطيعة والعداوة بين البشر في أواخر الايام حيثُ تقوم امّةٌ على امّة ، وشعب على شعب..
أتُرانا في اخريات الايام ؟! وهل بدأت هذه النبوّة تتحقّق، والاّ فما بال شيمنا الشرقية الرائعة قد بدأت تتبخّر وتطير ؟ …فأنت لو راقبتَ من بعيد أو قريب علاقات الناس والبشر ، لرأيتَ بعينيْك العداوة تضرب أطنابها بين أبناء الشعب الواحد والعائلة الواحدة، فالاخ يقاطع أفراح أخيه ويتحجّج بألف حُجةِ والف عُذرٍ أمام وسطاء الخير، هذا انْ وُجدوا !!.
ما كانت الحالة لتحدث في الماضي البعيد وحتّى القريب، فماذا حدث وماذا اصاب القوم ، حتّى دبّت الفُرقة والعداوة في كثير من العائلات ، بل وأكاد أقول في كلّ العائلات ، بل وضربت القُربى في الصميم؟!
ماذا دهى القوم حتى بات المُصلحون وأهل الخير ورأب الصّدَع قِلّة ونُدرة.
فلا تجد من يرأب الصدع ويجبّر الكسور والخواطر ،وأضحى الفرد مُنطويًا على نفسه وبيته ، وكأنّ المياه التي تجري خارج المجرى لا تهمّه بشيء.
. لا دخلَ لي يقولُ لكَ…دعني ففي البُعاد عن الناس راحةٌ
وكذا الامر ايضًا في العلاقات بين الاقارب والجيران والطوائف تبقى مُهلهلة ، مُتوترة وأحيانًا ساخنة تهدر وتفور كما البركان. .
من يُداوي الاوصاب، ومن يعالج المشاكل والخلافات بين الاهل بالمحبّة ؟ اين طارت النخوة العربية والشرقية الاصيلة واين نحن من الكلمة الذهبية “تصالحوا مع الله” ، بل مع اخوتكم البشر ؟
والاغرب من هذا وذاك ، انّ القطيعة قد تمتدّ على مدى الحياة، فيُقابل المرء ربّه وهو على خِلاف ٍ مع اخيه وابن عمّه وجاره ، ولو بحثتَ في جذور المشكلة والخلاف لوجدت انّ الامر تافه ، والاسباب باهتة ، وانّ هناك مَنْ قد نسي هذه الاسباب ، في حين ظلّت الفُرقة على حالها.
الاّ انّ الامر المُضحك والمُبكي في وقت واحد ، انّ هذه العداوة قد تزول أحيانًا او تخفّ وطأتها عند فقدان احد الطرفيْن ، فتجد الاخ المُقاطع والقريب المقاطع يقفُ يتقبّل التعازي ويذرف الدّموع الحرّى المدرارة ، ويأبى ان يُكفكف هذه الدموع.
فمصابه جَللٌ!! .
اين المحبّة التي تتأنّى وترفق ولا تُقبّح ، ولا تحتدّ ولا تظُنّ السّوءَ، وتحتمل كلّ شيء ، وتُصدّق كلّ شيء ، وتصبر على كلّ شيء؟
أين طارت هذه المحبّة الرائعة ، والتي تجلّت بالمُساعدة والحٍسّ المُرهَف والمشاركة بأحلام الغير وأفراحهم وأتراحهم وأتعابهم؟
أين الانسانيّة التي خُلقنا عليها ، ألأَمْ نُخلَق على صورة الله ومثاله؟ .
الامر مُقلق حقًّا حيث انّ الرقعة تزيد وتتسع وتكاد تبلع المجتمع بأسره.
واعود وأتساءل: اين المحبّة الي كانت تملأ أركان البلدة ، فيعيش الناس في طُمأنينة ، وتعيش الطُمأنينة في الناس؟ أين رجال الله ، أليست هذه هي إحدى مهمّاتهم الاساسية ؟!! سؤال اطلقُ ساقيْه للريح عساه يصل إلى العنان والقلوب.
هيّا نتصالح..
هيّا ننسى ..
هيّا نعود للمحبّة الاولى..
زهير دعيم