أنزلوا الناس منازلهم
تاريخ النشر: 05/10/17 | 0:58تجيش النفس من حزن وهي ترى من اراد بأستاذها السوء ،وتضطرب الروح فزعا وغضبا في أنْ،على صبية اعمت مراهقتهم الوثابة البصائر ،فأقدموا على فعل غير محسوب ،ما كان لينتقص من علم من اعلام مهنة تقترب حد القداسة في شيء .
هو ألأستاذ عبدالله صرصور ،العلامة الفارقة والمميزة في تاريخ التدريس الحديث ،هو ألتأريخ المدرَّس بسلاسة والمتسلل الى ادمغة طلابه بسهولة من خلال روح دعابة جعلت من مادة التأريخ المملة موضوعا محببا الى النفوس ،تلك النفوس التي اضحت مستعبدة لأجهزة رقمية وتقنية صماء .
هو المُعَلِمُ الْمَعْلَمُ ،المبتكر اسلوب تدريس كان ينبغي إنصافه منذ اربعة عقود خلت .ولو كان في جهاز تربية يقيم للكفاءة وزنا لتم تكريمه منذ عهد قديم .الاستاذ عبدالله بحركاته اللافتة للانتباه واسلوب مرح مانع للذهن من ان يشرد ويشت ،جعل من التاريخ مادة مستساغة ،بل حبب الناس في تاريخهم الاصيل .هو الاستاذ في استاذيته دون منازع ،الرقم الصعب في جهاز تعليم كثر فيه الدخلاء والغير اكفاء .وليس من المبالغة ان قيل في حقه ،مدرسة ينبغي على المبتدئين ان ينهلوا من نبعها الصافي .شخصيته ذات الحضور وصوته الجهوري وأسلوب أخاذ يأسر القلوب والالباب ،كل هذا جعل منه ايقونة لا مثيل لها وأنموذجا فريدا إنصافه بات حتميا لا مفر منه
إن الذي اراد السوء بهكذا قامة لن يفت في عضد محبيه ولن يردعه عن مواصلة مشوار العطاء على ذات النهج الفريد .ولو شققتم عن القلوب لوجدتموها تنضح بالمحبة والمعزة له .سنظل نوقره ما حيينا ابدا ،وسنقوم له موفين التبجيلا ،فهو وبحق المعلم الذي كاد ان يكون رسولا.
بقلم الدكتور ريحان طه