حفر أنفاق جديدة أسفل القدس القديمة
تاريخ النشر: 22/08/11 | 23:22من محمود ابو عطا
كشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” في تقرير إخباري لها اليوم الإثنين 22/8/2011م أن الإحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية متمثلة فيما يسمى بـ ” سلطة الآثار الإسرائيلية” بدأت مؤخراً بحفر أنفاق تحت الأرض ، في جوف المغارة المسماة بمغارة الكتان – الواقعة ما بين بابي العامود والساهرة على حدود السور الشمالي للبلدة القديمة بالقدس – أحدها يمتد جنوباً ليصل الى أسفل المسجد الأقصى في منطقة المدرسة العمرية في جهة الجدار الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ، والآخر يمتدّ شرق شمال ليصلّ الى المنطقة القريبة من باب الساهرة – أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس – ، وبحسب معلومات “مؤسسة الأقصى” فإن الإحتلال يخطط لربط هذه الأنفاق مع شبكة الأنفاق الممتدة من بلدة سلوان وأسفل المسجد الأقصى ومحيطه الملاصق ليشكل بذلك حيزاً من الأنفاق الأرضية ، تبدأ من وسط سلوان وتخترق البلدة القديمة والمسجد الأقصى جنوباً وشمالاً وتصل الى أقصى شمال البلدة القديمة ، في مجموعة من الأنفاق يصل طولها الإجمالي نحو 1600م .
وفي جولة ميدانية قامت بها “مؤسسة الأقصى” كشفت فيها عن حفر هذه الأنفاق ، حيث يقوم بالحفر عدد من الحفّارين في نهاية ووسط مغارة الكتان – والتي يسميها الإحتلال زوراً وبهتاناً مغارة الملك سليمان او مغارة تصدقياهو ، وهي تسميات توراتية تلمودية – وخلال عملية حفر الأنفاق يقوم الإحتلال بتقوية ما يحفره بالمشبكات الحديدية القوية ، وبحسب ما توفر من معلومات ، فإن أحد الأنفاق التي تحفر ستتجه جنوباً باتجاه المسجد الأقصى ، وتخترق أسفل البيوت المقدسية في البلدة القديمة بالقدس ، ومن المخطط أن تصل الى أسفل المدرسة العمرية ، حيث نقطة نهاية النفق اليبوسي ونقطة الخروج منه أسفل الجدار الشمالي للمسجد الأقصى – وهي نقطة نهاية النفق المسمّى بنفق الحائط الغربي – ، ومن المخطط ربط النفق الجديد مع النفق اليبوسي ، وشبكة الأنفاق أسفل المسجد الأقصى ومحطيه الملاصق .
أما النفق الآخر الذي يُحفر فيتجه بشكل ملتوي ، الى الجهة الشرقية وسيتجه من ثمّ الى الجهة الشمالية وينتهي بمخرج أسفل سور القدس التاريخي عن يسار باب الساهرة ، ويلحظ هناك وجود باب يشكل مدخل للحفّارين أو مخرج إضافي لهذا النفق ، فيما أحيطت المنطقة بالألواح والأسيجة الحديدية ، ويلاحظ بشكل دائم سماع الأدوات الحفرية في المواقع المذكورة .
وقالت “مؤسسة الأقصى” :” أن الإحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال هذه الحفريات والأعمال الإنشائية التي ينفذّها هذه الأيام الى تهويد مغارة الكتان وتحويلها الى مزار سياحي تهويدي تحت مسمى توراتي بإسم ” مغارة تصدقياهو ” – أو ” محاجر الهيكل ” المزعوم ، بعد أن قام مؤخراً بهدم وطمس المعالم الإسلامية قبالة المغارة المذكورة ، ويقوم بهذه الأيام بأعمال إنشائية يدعي الإحتلال انه سيخصصها مواقف للحافلات السياحية ” ، وأضافت “مؤسسة الأقصى :” أن الإحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال حفر هذه الأنفاق ، الى إيجاد حيّز متشابك من الأنفاق تمتد من بلدة سلوان جنوباً مروراً بأسفل ومحيط المسجد الأقصى ، وانتهاءً بشمال البلدة القديمة ،
وقد يصل مجموع طول مسار هذا النفق بالمجموع الى ما لا يقل عن 1600م ، ويعمل الإحتلال في نفس الوقت على تزوير التاريخ والآثار ، ليحل محلّها المرويات التلمودية والتوراتية ، بحيث يهوّد الفضاء الأرضي في القدس ، ويحاول إستنبات تاريخ عبري قديم ، وهو الأمر الذي يتناقض مع الحقائق الأثرية والتاريخية ، ولعلّ ما نشر على لسان ” يتسحاق فلنكشتاين” – عالم الآثار الإسرائيلي – في صحيفة “جيروزاليم بوست” مؤخراً حول عدم وجود صلة لليهود بالقدس وان لا وجود لشواهد تاريخية أو أثرية تدلل على المرويات التاريخية العبرية حول القدس والهيكل ، تشير بالتأكيد الى إسلامية وعربية التاريخ والحضارة للمدينة المقدسة ، وأن كل محاولات الطمس والتزوير التهويدي ستبوء بالفشل “.