قراءة في أسماء الأصوات
تاريخ النشر: 15/10/17 | 9:12في تصفحي كتبَ اللغة جمعت لكم أسماء أصوات؛ وأرى من المستحسن أن نتذكر الكلمة الملائمة التي وُضعت لصوتٍ ما، ولكني لا أرى التقيد بها وبأن كل ما جاءت به كتب فقه اللغة هو ضربة لازب، فما الذي يلزمنا أن نستخدم (صَئِيّ) للعقرب، وهل نسمع صوتها أصلاً، فلنقل عند الضرورة صوت القفل وصوت المفتاح، وصوت سام أبرص…فكلمة (صوت) تغني وتكفي.
لكن، من جهة أولى فثمة أصوات يجب أن يتعلمها الطالب كالزئير والنهيق والحفيف والثغاء والعواء…إلخ
أجمع لكم هنا من الأصوات، وأرتبها على أوزان بارزة وردت فيها، فلنحفظ منها ما نستسيغه، وأود في أثناء متابعتنا أن نستشف ونتذوق موازنة اللفظ مع المعنى، فكثيرًا ما نجد الأونوموتوبيا= حكاية الصوت للمعنى.
* فَـعيل:
أزيز المِرْجل عند الغليان، نشيش القدر أو غليان الشراب، أنين المريض، حسيس النار- وقد وردت في القرآن:{لا يسمعون حسيسها}- الأنبياء، 102، ويقال لصوت النار كذلك زفير، والزفير أيضًا للمكروب إذا ضاق صدره.
حفيف الشجر، فحيح الحية (بفمها، والكشيش بجلدها، والحفيف بحركتها)، حنين الناقة، خرير المياه الجارية (وفَقيق= صوت الماء إذا دخل في مضيق)، دَويّ النحل والرعد، رنين القوس، زئير الأسد، شحيج البغل، صهيل الحصان (هناك كتاب للمعري= الصاهل والشاحج)، صَئِــيّ الفأر (وهو كذلك للفيل واالعقرب والخنزير)، وصرير الباب (وهو كذلك للقلم والجراد والنعل)، صفير النسر، صليل السيف والنصل والحديد، والدراهم (ويقال له أيضًا- صلصلة)،
ضغيب الأرنب، طنين الذباب (والبعوض والنحل)، عزيف الجنّ، عويل الباكي، غطيط النائم، نبيب التيس، نزيب الظبي، نعيب الغراب ونعيقه- (قال بعضهم: النعيق بالخير والنعيب بالبين)، نقيق الضَّفـْدَع، نهيق الحمار، هدير الجمل، هديل الحمامة، هرير القط، هزيز الريح، هزيم الرعد (ويقال أيضًا قصيف، والقصيف يقال كذلك للبحر).
عجيج تقال للرعد ولصوت الحجيج، والشاء.
أطيط الناقة والجمل إذا أثقله ما عليه،
شخيخ- صوت البول.
والأفعال منها واردة، وهي أكثر ضرورة في استعمالها
* فَـعْـلَـلة:
جعجعة الطاحون، جلجلة الرعد (أو السبع)، زقزقة العصفور وسقسقته، صرصرة الباز، طنطنة الأوتار، عندلة العندليب، غرغرة القِدر وغطغطته، غرغرة المحتضر وحشرجته، قرقرة الكروان والقرد، قضقضة العظام، قعقعة السلاح والقيد والصقر، قلقلة القُفْل والمِفتاح، لقلقة اللقلق، بطبطة البط، قهقهة الضاحك، نقنقة الدجاجة، هدهدة الهدهد، بقبقة الماء- صوت جريان الماء من جرة أو من كوز، نشنشة المقلى، خشخشة الثوب الجديد في حركته.
هنا في هذا الوزن يتمكن الكاتب إبداع الأسماء بما يتلاءم صوتًا، كأن يقول قائل (شقشقة) لصوت الباب أو الطير، المطر، وزمجرة أو همهمة أو “وغوغة” للضبع…
لاحظنا أن للرعد عددًا من الأسماء: دَويّ، هزيم، قصيف، عجيج، جلجلة، وفي تقديري يمكن أن نبدع كلمات جديدة تبعًا لشعور الكاتب وسماعه صوت الرعد.
برز استعمال الأفعال الرباعية المضعفة ومصادرها في شعر السياب، ففي ديوانه (منزل الأقنان) استعمل: سقسقات (العصافير)، هسهسة (الرثاء)، ولولة (الأب المفجوع)، ورقرقة (الجدول).
وفي دواوينه الأخرى قرأنا- تحمحم، تغمغم، تقعقع..
ويجدد لنا إذ يجعل يكركر- لصوت الماء، كما يجعلها للضحك، ويجعل الوهوهة للنيون الكهربائي وللماء.
أعود إلى القول إن الكاتب يستطيع مجازًا أن يجعل هذا الصوت لما لم يُعرَف أنه له، وذلك إذا أحس محاكاة الصوت للمعنى.
* فُـعال:
ثُغاء الغنم، خُوار البقرة، رُغاء الجمل، صُقاع (أو زُقاء) الديك، صُراخ الطاوس، ضُباح الثعلب، عواء الذئب (ووعْوعته، كما كثر استخدام عواء للكلب)، نُباح الكلب (والهرير إذا أنكر شيئًا)، مُواء الهرة، قُباع الخنزير.
أوزان أخرى:
سَجْع القُمْري والحمام، خَفْق النعل، ضَحِك القرد، وَسْواس الحَلْي، دَرْداب الطبل، يَعار المعْز، وننهي بالتغريد- صوت المغني والحادي والطائر.
ب.فاروق مواسي