تنظيم يوم التراث بثانوية إبن رشد كفركنا
تاريخ النشر: 10/10/17 | 19:29راح التين وجاء الرمان والزيتون على عتبة بيتنا . اليوم احتفلت ثانوية ابن رشد في كفركنا بموسم الرمان بفعاليات ثقافية وتراثية وعلمية تندرج ضمن برنامج ثقافي للتربية اللامنهجية. وشارك في ” أيام الرمان ” مجمع اللغة العربية الذي انتدب مشكورا الأديب د.محمد هيبي ابن بلدة كابول والباحثة في التراث فتحية مقاري خطيب بنت قانا والخبير الزراعي ابن عرابة البطوف الباحث كامل خطيب والمربي نظمت خمايسي عن جمعية ” حواكير “. وتوضح مركزة التربية الاجتماعية في ثانوية ابن رشد المربية رائدة خميس/ عواودة أن الرمان هو الشعار الوطني في قانا الجليل خاصة ” الكروم الغرابا ” كما ورد في مغناة ” يا طير الطاير” وشكرت مدير المدرسة المربي يوسف أمارة على دعمه للفعاليات التربوية. وفي معرض حديثها عن الدافع لتنظيم فعالية ” أيام الرمان ” أكدت المعلمة رائدة أن الرمان ثمرة فريدة من عدة نواح وتحتوي على منافع صحية طبية كبيرة جدا. كما نوهت أن الرمان ورد بالكتب المقدسة (في القرآن الكريم ورد الرمان ثلاث مرات وفي الإنجيل المقدس ثلاثين مرة) ومن الثمار الطيبة المفيدة الحاضرة في أجمل الأهازيج الشعبية والملهمة للشعراء والرسامين والفنانين. وتضيف ” يبلغ الموسم ذروته بهذه الأيام فلا تدعوه يفوتكم دون التمتع بمذاقاته طعاما وشرابا. وتابعت ” حتى لو غارت صفورية غيرة أهل صفد من طبريا يبقى الرمان الكناوي فخر الزراعة الوطنية بأحجامه المتنوعة وألوانه الزاهية ومذاقاته الشهية والأهم أن مدرستنا أيضا اختارته شعارا خاصا بها ليبقى الكوز الملهم يوحد أهالي كفركنا “. وازدانت جدران العمارة الخاصة بطلاب الحوادي عشر برسومات مستوحاة من الرمان من نتاجهم وتناولوا شراب الرمان أعدوه بأنفسهم بين محاضرة وأخرى.
من جهته استعرض الكاتب محمد هيبي حضور الرمان بالأدب العربي واستذكر أنها وردت بالقرآن الكريم ثلاث مرات والمقرون بالزيتون،وبه يستدل على عظمة ودقة الخالق الباعث للتأمل ولحوار الشك باليقين “. كما أشار أن أكواز الرمان موحية لشعراء كثر منهم الشاعر الراحل إبراهيم طوقان الذي أحب طالبة جامعة من كفركنا التقاها بالجامعة الأمريكية في بيروت بالعشرينيات من القرن الماضي فبادر للتعبير عن حبه ووفائه لها مستحضرا صورة الثمار الحمراء وكروم الرمان خلال مروره بقانا الجليل هو في طريقه من نابلس إلى بيروت.
وتلا بعض من قصيدة طوقان :
جزتُ بالحيّ في العشيّ فهبّتْ نفحةٌ أنعشتْ فؤادي المعنَّى
قلتُ: منها، ودرتُ أنظرُ حولي نظراتِ الملهوفِ يُسرى ويُمنى
وإذا طيّبٌ جنيٌّ من الرمَـانِ مثلُ لو هي تُجنى
وافقتْ نظرتي نداءَ غلامٍ ناصريْ يا رمّانُ من كَفْركنّا
قلتُ أسرعْ به فِدىً لكَ مالي وتـــرنَّمْ بـــذكــره وتَغَنَّ
يا رسولَ الحبيبِ من حيثُ لم تَدْرِ ، لقـد جـئـتَني بما أتمنّى
من جهته توقف الخبير الزراعي كامل خطيب في محاضرته المثيرة عند تاريخ هذه الشجرة المدهشة،صنوفها وخواصها مستحضرا عينات منها فقال إنها نمت في إيران قبل خمسة آلاف سنة وتعد أصنافها بالعشرات في العالم.
ويوضح خطيب أن هناك 250 نوعا من الرمان صالحا للطعام و 13000 نوعا للأبحاث الزراعية.
كما أشار أن هناك عدة انواع من الرمان في بلادنا ابرزها ” راس البغل”(البغالي) ورمان عكا وبنت الباشا والمليسي والشامي والشرابي. لافتا لجودة الرمان في بلدتي كفركنا وصفورية في قضاء الناصرة المباركتين بالينابيع الفياضة والبساتين الخضراء،من ناحية مذاقها وحجم الثمرة التي يبلغ معدل وزنها750 غرام. ويستذكر الباحث ان الرمان الامريكي من نوع “وانديرفول” صاحب اللون الأحمر الداكن والشكل الظريف هو الأوسع انتشارا في العالم. وتطرق خطيب لما يشاع حول عدد حبات الرمان في الكوز الواحد فقال إن كل كوز يحوي 12 خلية(جمل) ويشمل أيضا 500-400 حبة رمان مشيرا إلى أن العصير يكون أكثر فائدة مع قشره لا مع الحبات فحسب. وتابع ” من منافعه الصحية : توغر مادة الأوميغا 12المساهمة في تجدد الخلايا وإعاقة الشيخوخة وتأمين توازن ضغط الدم وخفض منسوب الدهون الخ”.
رمانك هالمليسي
يمتاز الرمان بحضور قوي في التراث والفن وتوضح الباحثة في التراث العربي فتحية خطيب مقاري ان ثمار وازهار الرمان غذت التراث العربي بكثير من القصائد والاهازيج والاغاني وقد قدمت نماذج غنائية بصوتها وشاركها الطلاب في صفوف الحوادي عشر. ومن ضمنها الاغنية الشعبية واسعة الانتشار :
رمانك يا حبيبي… يا حبيب قلبي ونصيبي
رمان صديرك فتّح يا ريته من نصيبي
رمانك هالمليسي وانا شريته بكيسي
وحلفلك عالكنيسة ما اخونك يا حبيبي
كما تنوه مقاري الى ان اهازيج الافراح في فلسطين تاريخيا ازدانت بثمرة الرمان لافتة الى اهزوجة أخرى” رماني يا رماني .. شرابي يا رماني
وتحمم يا عريس .. ومبارك الحمام
وتوقفت عند الأمثال الشعبية وقالت إنه كما هو الزيتون فإن الرمان أيضا من الرموز والأمثلة الوطنية الشعبية كالقول ” مش ع رمانة.. ع قلوب مليانة ” وغيره. أما المربي المخضرم نظمت خمايسي( أبو إياد) الذي شارك متطوعا بهذه الفعالية فقد استلهم الرمان مؤديا ” قصيدة الرمان ” قال فيها :
أقسمٓ الباري فاتّعظْ يا حليمُ
“انهُ قسمٌ لوْ تعلمونٓ عظيمُ ”
التينُ والزيتونُ والرمانُ والعنبُ
الفاظٌ زيّنها القرآنُ الكريمُ
الرمانُ والزيتونُ في الأوراقِ مشتبِهٌ
وفي الطّعْمِ اختلافٌ ايّها الفهيم
رمانُ كنّا ألْهَمَ الشّعراءٓ قديماً
فجادٓ طوقانُ ذاكٓ الشاعر الحميمُ
فكانتْ ماري للشعراءِ مُلهمةً
بقربِهاالرّمانُ و الخيرُ العميمُٰ
الرمانُ فاكهةٌ تعدّدٓتْ اصنافُها
الملّيسيّ والبغّالُ في الذّوقِ سليمُ
امٌا الشرابيُّ والفارسيُ حامضٌ طعمهُ
لذّٓ للاجسادِ حتّى وهي رميمُ