بشرى إتفاق القاهرة

تاريخ النشر: 15/10/17 | 16:51

وأخيراً ، جاءت البشرى من قاهرة المعز الفاطمي ، بتوقيع اتقاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس ، برعاية مصرية ، وذلك بعد الانقسام البغيض الذي دام حوالي ١١عاماً ، وترك أثره السلبي المدمر على مسيرة النضال التحرري الفلسطيني ، والقضية الوطنية الفلسطينية ، وهو من أسوأ الصفحات السوداء في تاريخ شعبنا الفلسطيني الكفاحي .

انه اتفاق تاريخي سيحدث بلا شك تغييراً نوعياً في المشهد السياسي الفلسطيني ، وله أثر ايجابي على السلم الأهلي والاجتماعي والوضع الفلسطيني الداخلي ، وعلى مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني .

ومن الواضح ان الوضع السياسي العام في المنطقة ، فرض على فتح وحماس أن يبادران بشكل جدي وحسن نوايا الى اعادة اللحمة الفلسطينية ، ووضع حد لحالة الانقسام والفرقة بين شقي الوطن ، وتحقيق المصالحة الفلسطينية ، التي طالماً كان شعبنا في كل اماكن تواجده ، وكل القوى التحررية المحبة للسلام والحرية والعدالة في العالم ، يرنون ويتطلعون وينتظرون هذه المصالحة منذ امد بعيد ، وذلك امام صلف وعنجهية الاحتلال وممارساته التنكيلية والقمعية بحق ابناء شعبنا الفلسطيني ، واعادة عدد من المحررين الى السجون والزنازين الاحتلالية ، واعتقال عدد من القيادات والشخصيات الوطنية وفي مقدمتهم النائب في التشريعي الفلسطيني خالدة جرار .

ان نجاح المصالحة يبدو الخيار الوحيد لجميع الاطراف المنخرطة فيها ، بدءاً من حركة حماس ، التي قدمت تنازلات جوهرية في ملف ادارة قطاع غزة ، حيث انها تحتاج للتخلص من ثقل المسؤولية واعباء ادارته وسط حصار طويل انهك القطاع وسبب معاناة اقتصادية ونفسية لأهله ، خاصة القطاعات الشعبية الفقيرة الكادحة المسحوقة ، بينما حركة فتح معنية بنجاح المصالحة لسد الطريق امام محمد دحلان وتياره ، الذي بدأت مصر تلوح به عندما بادرت الى لقاءات في القاهرة بين قيادات التيار الدحلاني ووفد حماس بقيادة يحيى السنوار .

ان التحديات الرئسية التي تقف امام تنفيذ اتفاق المصالحة هو سلاح المقاومة ، والموقف من خق العودة وتقرير المصير ، واستكمال العملية السلمية والمفاوضات السياسية مع الجانب الاسرائيلي .

المصالحة في الوقت الراهن حالة ضرورية وحاسمة ورافعة للاطراف والقوى الفصائلية الفلسطينية ، ولا خيار امام جميع الفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية سوى الوحدة الوطنية ، صمام الامان لتحقيق الانجازات والحلم الفلسطيني المأمول ، والاهم من ذلك وضع استراتيجية عمل لمواجهة سياسات الاحتلال ، ومكافحة الفساد السياسي والاداري المتفشي في الحياة السياسية والاجتماعية للمجتمع الفلسطيني ، باجراء الاصلاحات والتحولات العميقة ، بعد قبول فلسطين كعضو في المنظمة الدولية ” انتربول ” .

كلنا أمل أن يتم استكمال اتفاق المصالحة وتنفيذه وفق خطوطه العريضة ، كي لا نعيش في اوهام واضغاث احلام ونصاب بخيبة امل كما هو الحال في المرات السابقة ، حين توصل الطرفان الى اتفاق وتفاهمات لم تتحقق ولم تنفذ على ارض الحقيقة والواقع بشكل ملموس .

بقلم : شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة