إمرأة تتمنّى الوقوعَ في الحُبِّ
تاريخ النشر: 17/10/17 | 12:50شاء القدرً أن تعيشَ تلك المرأة بمفردها بعد أن مات والداها من أمراض ألمّت بهما.. امرأة تبدو في عقدها الخامس.. تنهض في كل صباحٍ لتفقد عنزاتها، التي بقيت كورثة لها من والديها.. تقوم بحلب عنزاتها في كل صباح لبيع الحليب في سوق المدينة القريب.. تعوّدت تلك المرأة على هذا الروتين اليومي، رغم أنها تظل تشعر بضجرٍ بسبب أنها تعيش بمفردِها في بيئةٍ موحشةٍ وحيدة.. فهي لم يحالفها الحظّ بعد في الزّواج ..
باتت تلك المرأة تشعرُ في كل يومٍ بأنها ضجرةٌ من عيشتها، ولكن ماذا تفعل؟ فهي مؤمنة بقدرها، لكنها تتمنى بأن تتزوّج ذات يوم، رغم كبر سنها، لا لشيء إنما لقتل ضجرها في تلك البيئة المقفرة.. تجلس على باب بيتها المبني من الطين، وتقول في ذاتها: لقد هرمتُ، معقول سأجدُ من يتزوّجني، فمَنْ سينظرُ إليّ بهذا السنّ، رغم أنني جذابة بعض الشّيء، لكنها تتمتم في ذاتها: لقد فاتني قطار الزواج، رغم أنني لم أفقد الأمل بعد.. فهي لا تتحدث سوى مع عنزاتها، وتردد لها ذات الكلمات في كل يوم .. تعود تلك المرأة مع عنزاتها عند ساعات الظهر، ويكون التعب جليا عليها مثل كل يوم، فهي ترعّي العنزات تحت أشعة الشمس، وتسير بشكل يومي في جبل وعر.. تعود إلى فراشها لتأخذ قسطا من الراحة.. تصحو بعد الظهر وتخطو صوب صورة أمّها المتوفاة منذ زمن تنظر إلى الصورة المعلقة على حائط بيتها المتصدع ..تحدّق في الصورة لدقائق كعادتها في كل يوم، لكن يخيل لها بأنها تسمع صوت أمّها يقول لها إذا شعرت بالوحشة، فما لك يا ابنتي سوى الدعاء إلى الله حتى يحميكِ تحت كنف رجل تقيّ، لكي يلتفت إليك في الصراء والضراء. تبتسم تلك المرأة بحزن، وتقول في ذاتها إن شاء الله، وتذهب لتتفقد عنزاتها..
ففي كل مساء تذهب إلى فراشها، وتقول في ذاتها قبل أن تغطّ في نومها، أتمنّى بأن تتحقق أمنيتي ذات يوم بالزواج من رجلٍ أقع في حُبّه، أو من رجلٍ يفهم ما أريد منه بقية عمري، وأن يفهم ما أريده من الحياة ألا وهو الحُبّ..
عطا الله شاهين