أمسية حول “النكبة والإحتلال” في حيفا

تاريخ النشر: 22/10/17 | 13:33

غصت قاعة نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الفائت ، بجمهور غفير من حيفا وخارجها في أمسية فريدة، ذات رسالة، ، وخاصة مع الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي ومقالاته التي ترجمت إلى العربية في كتاب ” كيف تولد المخربة وكيف تموت”.
شارك في الأمسية المصور الأسطوري أليكس ليبك (كاشف صورة فضيحة الحافلة رقم 300)، المربي أمين خير الدين- مُترجم الكتاب من العبرية والإعلامي وديع عواودة بمداخلة عن كتابة جدعون ليفي. استُهلت الأمسية بفقرة “لمسة وفاء” فكانت شريطا قصيرا مصورا مع الفنان التشكيلي الفلسطيني طيب الذكر اسماعيل شموط. افتتح بعدها الأمسية رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة فرحب بالحضور والمشاركين وحث الجميع على مواكبة نشاطات النادي عارضا برامج الأمسيات المقبلة وداعيا لحضورها بعد شكره للمجلس الملي الأرثوذكسي راعي تلك الأمسيات.أدار الأمسية وتولى عرافتها بمشاركة له عن الكاتب والكتاب المحامي علي رافع وقرأ بعض نصوص منتقاة بإتقان من الكتاب.

بداية قدم الإعلامي وديع عواودة مداخلة تحدث فيها عن كتابة جدعون ليفي الذي يحمل المعاناة الفلسطينية منذ ثلاثين عاما. مشيرا إلى أن ليفي يأتي بكتاباته هذه لتكون المرآة في وجه الإسرائيليين ليروا أنفسهم واحتلالهم فيها ومنعهم من مواصلة إنكار واقع الاحتلال ورغم محاولاتهم لتحطيم المرآة يصمم ليفي على مواصلة عمله الشجاع. تطرق عواودة لمقالات ليفي عن عمليات الإعدام الميدانية للفتيات والفتيان الفلسطينيين والتي تبقى أغلبيتها طي الكتمان لعدم وجود كاميرا. غير مكتف بسرد قصص القتل المجاني بل يأتي بالخلفيات القاسية التي تدفع هؤلاء لعملياتهم ضد بشائع الاحتلال. وذكر عواودة بتصريحات تاريخية حذر فيها رئيس اسرائيل الراحل شيمعون بيرس من استخدام الكاميرا لفضح جرائم الاحتلال. واعتراف جريء لد. أوري ميليشطاين أهم مؤرخ عسكري، أن طهارة السلاح كذبة إسرائيلية كبيرة وجيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أسرى ومدنيين منذ النكبة لكن لم تؤد لضجة واسعة كقضية قتل الشاب عبد الفتاح الشريف على يد الجندي ليؤور ازاريا وذلك ببساطة لعدم وجود كاميرا خلال تلك الجرائم التاريخية. وأنهى متمنيا أن نبارك بأكبر عدد ممكن من صحفيين يتحلون بشجاعة جدعون ليفي في قول الحقيقة.

اعتلى بعده المنصة المحتفى به الكاتب الإعلامي جدعون ليفي ليقول كلمته حيث قال إن نكبة فلسطين ما زالت مستمرة حتى اليوم. وأكد بدوره أن إسرائيل لن تنهي احتلالها للضفة وغزة إلا إذا دفعت ثمنا حقيقيا لهذا الاحتلال، وبضغط دولي على غرار ما تعرضت له جنوب إفريقيا التاريخية التي سقط نظامها العنصري بعدما حاصره العالم. قال ليفي إنه منذ بدأ الكتابة في صحيفته ” هآرتس ” عن بشاعات الاحتلال ينحو الإسرائيليون بالاتجاه المعاكس معتبرا ذلك فشلا له أيضا. وتابع بروح نقدية أن الاسرائيليين يعيشون بإنكار فاضحا لحقيقتهم، حقيقة أنهم محتلون، معتدون ومنتهكو حق. لديهم خصال غريبة كالزعم أنهم متدينون وعلمانيون، شعب الله المختار ولا يخطئون. وتابع، لا يوجد شعب في العالم يحتل ويقول عن حاله ضحية. شعب مختار وضحية. هذه التوليفة خطيرة جدا . ليفي الذي يسبح ضد التيار بشجاعة قال إن معظم الإسرائيليين لا يرون الفلسطينيين بشرا مثلهم . منوها إلى براعة إسرائيل المعتدية المحتلة في ظهورها بوجه إنساني حضاري من خلال مساعدة مناطق منكوبة بالعالم بعد كل كارثة تلحق بها. وأضاف، الإسرائيليون مقتنعون أن جيشهم أخلاقي بامتياز وأن الاحتلال فُرض عليهم. وأضاف ساخرا، عليك ألا تجرؤ مثلا على السؤال لماذا ينتهك الطيران الإسرائيلي سماء لبنان في حين أن الصاروخ السوري الدفاعي الذي يعترض طائراتهم المعتدية هو عدوان. وكذلك إلقاء حجر من طفل فلسطيني هو شغب وإخلال بالنظام اما الدبابة الاسرائيلية التي تقتحم مخيم عسكر فهذا نظام وطبيعي وفق منطقهم. مؤكدا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية شريكة مع المؤسسة الحاكمة بالمسؤولية عن واقع الاحتلال من خلال حجبها الحقائق والمساهمة في تصوير الضحية بصورة جلاد.

ليفي الذي فرضت عليه حراسة شخصية نتيجة تهديدات بالقتل بعد نشره مقالات ضد العدوان على غزة، يؤكد أن الكثير من الاسرائيليين يؤمنون أنهم داهود والفلسطينيون هم جوليات. ومن استنتاجات ليفي الخطيرة أنه لا يمكن كسر غسل الدماغ هذا لدى الإسرائيليين وأنه لن يأتي تغيير من الداخل.نهايةً، ورغم الزمن الأصفر الرديء، حاول ليفي أن يختم متفائلا ومعلقا آماله على مفاجأة يقدمها الزمن. فالتاريخ مليء بالمفاجئات وسبق أن انهارت امبراطوريات كبيرة بشكل مفاجئ ملمحا لاحتمالات انهيار الاحتلال الاسرائيلي. وختم، كي تكون واقعيا عليك أن تؤمن بالعجائب أحيانا !تلاه المصور موثق جرائم الاحتلال أليكس ليبك بعرض صور مميزة من قلب الاحتلال في عارضة محوسبة.أما مُترجم الكتاب ” كيف تولد المخربة وكيف تموت” المربي أمين خير الدين فقدم مداخلة جاء فيها أن هذا الكتاب أعاده لجان بول سارتر وكتابه “عارنا في الجزائر”. ثم تحدث عن هدفه من ترجمة الكتاب وهي أن يعرف القارئ العربي أن ثمة أصوات في الجانب الإسرائيلي ترفض الاحتلال والقهر. ثم أوضح نقاط ثلاث في عملية ترجمته للكتاب. وتمنى في النهاية أن يكون لدينا إعلامي حر جريء وشجاع مثل جدعون ليفي.يجدر بالذكر أنه قدم تحية خاصة كل من البروفيسور سليمان جبران، الكاتب الشيخ نمر نمر والشاعر تركي عامر بتحية شعرية. وبالتقاط الصور والتوقيع على الكتاب كان الختام ، ولقاؤنا القادم يوم الخميس 26.10.2017 في أمسية ثقافية مع د. كلارا سروجي شجراوي وإشهار مجموعتها القصصية “طواف”. بمشاركة د. فياض هيبي، د. راوية جرجورة بربارة ، د. رياض كامل وعرافة الشاعرة فردوس حبيب الله.
خلود فوراني سرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة