إحياء مئويّة فدوى طوقان بالثّقافيّ النّاصرة

تاريخ النشر: 22/10/17 | 11:35

بدعوة من بلديّة النّاصرة ودائرة المراكز الجماهيريّة، وفي جوّ ثقافيّ حضاريّ أحيى مركز محمود درويش الثّقافيّ يوم الأربعاء الماضي الموافق 18/10/2017 مئويّة الشّاعرة الفلسطينيّة فدوى طوقان، لمناسبة مرور مئة عام على ولادتها. تولّى عرافة هذه الاحتفاليّة المربّي الأستاذ عايد علي الصّالح، بأسلوب متميّز دمج ما بين سيرة الكاتبة المناضلة والثّائرة وبين نتاجها، إضافة إلى ترحيبه بالحضور وتعريفه بالمحاضرين وإدارته للنّقاش. وقد ركّز على أهداف النّدوات الّتي تعقد في المركز، كونها تنشر الثّقافة والحوار الحضاريّ، وتهتمّ بجيل الشّبّاب الصّاعد وبمشاركتهم في مثل هذه اللّقاءات.وكانت كلمة الشّاعر مفلح طبعوني مركّز هذا البرنامج، حيث تناول فيها شعرًا ذكرياته مع الشّاعرة وزيارتها لحيفا والنّاصرة والحوارات الثّقافيّة السّياسيّة الأدبيّة الشّعريّة الّتي جمعتهما في السّاحة الفلسطينيّة. وممّا قاله وفاء لذكراها: “مأخوذةٌ بنسيم الجليل العليل ورائحة الكرمل، مفتونة بمرج ابن عامر جاءت إلينا.. متواصلةٌ مع قصائدنا وأدبنا جاءت إلينا.. متماثلةٌ مع جبلي جرزيم وعيبال جاءت إلينا. متماثلةٌ مع قصبتِها المقاوِمةِ، وزيت جبل النّار والنّضال جاءت إلينا.. متماثلة مع الشّعر والآداب والإبداع جاءت إلينا.. ستبقى تسكننا تأوّلاتُكِ النّابضة، كثافةٌ عشقك تسكننا بعيدًا عن مخاوف الوداع”.

بعدها عرضت الكاتبة والباحثة منى ظاهر مداخلة أدبيٍّة شعريّة حول مشروعِ طوقان الإبداعيّ، مع إطلالةٍ على سيرتِها الجبليّة الصّعبة.. وفي هذه المداخلة الّتي جاءت على صورة رسالة أدبيّة بعنوان: عصفورة الشّمس؛ فدوى طوقان، وقفت عند محطّاتٍ مهمّة في حياتها، واقتبست من شعرها وحلّلت المضامين والأساليب الفنّيّة، حيث استطعمنا الجزالةَ والغنائيّة والإيقاعَ وموتيفاتِ القمر والطّير والزّهر والثّلجِ والدّيجور وغيرها.. في موضوعاتٍ نسائيّة وفيها من الفكر الجنسويّ والنّوع الاجتماعيّ، وأخرى وطنيّة واجتماعيّة تناهض الظّلمَ والعبوديّة والاستعمارَ، وغيرها من التّأمّلاتِ في الحياة والحرّيّة والمساواة. وقد وصلنا من إبداعها، كما ذكرت ظاهر الشّعرُ العموديّ برومانسيّةٍ وعزلة وحزنٍ في “وحدي مع الأيّام” (1952).. ثمّ انطلقت بأجنحةِ قصيدة التّفعيلة بحرّيّةٍ وحبٍّ وأملٍ في “وَجَدْتُها” (1956).. وفي “أعْطِنا حُبًّا” (1960).. و”أمام البابِ المغلق” (1967).. ثمّ واصلت أسلوبَ الشّعر الحرّ بفكرٍ تنويريٍّ على مرّ الأيّام. وتحوّلت موضوعاتُ طوقان في “اللّيل والفرسان” (1969) و”على قمّة الدّنيا وحيدًا” (1973) من الهمّ الخاصّ إلى الهمّ العامّ؛ حيث مقاومةُ القمع والاحتلال والتّضحياتُ والنّضال.. حتّى وصلَنا اللّحنُ الأخيرَ (2000).ثمّ جاءت قراءة قصائد “ليل وقمر” و”صلاة إلى العام الجديد” و”يوم الثّلوج” من الطّالبتين نرمين بركة وسدى حجّة من “منتدى القراءة والإبداع” الّذي ترعاه مدرسة الجليل الثّانويّة التّجريبيّة البلديّة منذ ثلاثة أعوام، وتشرف عليه وتركّز عمله المعلّمة الكاتبة منى ظاهر. وهو يُعنى بتطوير مهارات الكتابة الإبداعيّة لدى طلّابنا وطالباتنا، وتنمية الخطابة والقراءة والمطالعة لديهم. ويرتكز على تعزيز مكانة لغتنا العربيّة وأدبنا العربيّ والمحلّيّ.وفي الختام، تداخل الجمهور من دارسين وباحثين ومهتمّين بتساؤلات واستفسارات وتعقيبات أغنت اللّقاء، أجاب عنها المحاضرون مع التّأكيد على أهمّيّة استمراريّة مثل هذه النّشاطات الثّقافيّة الجادّة الّتي يتعطّش لها مجتمعنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة