أنواع التنوين
تاريخ النشر: 24/10/17 | 9:14التنوين:هو نون تثبت لفظًا لا خطًا ولا وقفًا. (نقرأها “لفظن” و “خطن”، وقد كانت النون تكتب في الكتابات القديمة في أوائل الإسلام، ولكنها لا تكتب اليوم في إملائنا، حيث وُضعت مكانها حركة تغني عنها، وهي الضمة الثانية والفتحة الثانية والكسرة الثانية- على حسب موقع الاسم من الإعراب.
وهذه النون هي غير نون التوكيد.
سمي التنوين بهذا الاسم لأنه يحدث صوت النون في نهاية الكلمة.
ركّزت من المصادر المختلفة أنواع التنوين البارزة:
تنوين التمكين أو الأمكنية – ويسمى –كذلك- تنوين الصرف:
وهو اللاحق للأسماء المعربة المنصرفة: صديقٍ، عجيبٌ، صادقًـا.
إنه متمكن من الاسمية، لكونه لم يُشْبه الحرف فَيُبنى، وليس على وزن/صيغة الفعل، فيمنع من الصرف.
وسمي “تنوين الصرف” لأنه يلحق بالأسماء المعربة، وليس ممنوعًا من التنوين
تنوين التنكير:
• هو اللاحق بأسماء الأفعال، نحو أفٍّ، صـهٍ- ويفيد التنكير.
ويلحق ببعض الأسماء المبنية كالعلَم المختوم بـ (ويهِ)، وذلك للتفريق بين المعرفة والنكرة، فما نُوّن كان نكرة، وما لم ينون كان معرفة، مثل:
مررت بسيبويهِ وبسيبويهٍ آخر- أي برجل آخر اسمه سيبويه.
تنوين المقابلة – وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم، نحو مؤمناتٍ، صادقاتٍ، فهذا التنوين يقابل النون في جمع المذكر السالم- مؤمنون، صالحين…
تنوين العوض أو التعويض:
وهو على ثلاثة أقسام:
* عِوض عن جملة:
وهو الذي يلحق (إذ) عوضًا عن جملة تكون بعدها؛ كقوله تعالى: {وأنتم حينئذٍ تنظرون}- الواقعة، 84؛ أي: حين إذ بلغت الروح الحلقوم، فحذف “بلغت الروح الحلقوم”، وأتى بالتنوين عوضًا عنه.
انتبه لكتابة الكلمتين معًا: يومئذٍ، ساعتئذٍ، وقتـئذٍ…
* قسم يكون عوضًا عن حرف: وهو اللاحق لـلأسماء الممنوعة من الصرف، مثل: معانٍ وليالٍ، ونحوهما رفعًا وجرًّا؛ فنقول: هذه معانٍ، تمتعت بليالٍ، وهن جوارٍ، فحُذفت الياء وأتِي بالتنوين عوضًا عنها.
إن تنوين (ليال) و (معان) ليس تنوين صرف كتنوين الأسماء المنصرفة، لأنها ممنوعة منه، وإنما هي عوض عن الياء المحذوفة.
(انتبه إلى تنوين المنقوص غير الممنوع من الصرف، فهو ليس للتعويض، بل هو للتمكين أو للصرف، ففي قولنا: حكم قاضٍ، نعرب (قاض) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة، وحذفت الياء للاستثقال، وكانت الكسرة الثانية على الضاد في (قاضٍ) بدل النون أو التنوين.)
* عوض عن المفرد، وهو ما يلحق (كلاً) أو (بعضًا) أو (أيًا) ويأتي عوضًا عما يضاف إليه، نحو كلٌ يموت- أي كل إنسانٍ، {أيًا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}- الإسراء، 110. {فضلنا بعضهم على بعضٍ}- الإسراء، 21.
*
تنوين الترنم:
وهو اللاحِقُ للقوافي الُمطْلَقَة بدلاً من حرف الإطلاق، فالترنم هو التغني يحصل بأحرف الإطلاق لقبولها مد الصوت، فإذا أنشدوا ولم يترنموا جاءوا بالنون في مكانها، كقول الشاعر:
“أقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالعِتَابَنْ *** وَ قُوِلي إن أَصَبْتِ لَقَدْ أصَابَنْ
والأصل (العتابا) و(أصابا).
وأصل عاذل: عاذلةُ، حذفت التاء للترخيم.
ويدخل هذا التنوين على الاسم والحرف والفعل (كما لاحظنا في قول الشاعر= أصابن).
..
تنوين الضرورة:
وهو التنوين المذكور في المنادى نحو قول الأحوص:
سلامُ اللهِ يا مطرٌ عَلَيْها *** وليس عليك يا مطرُ السلامُ
وقول الآخر:
ليت التحيةَ كانت لي فأشكرَها *** مكانَ يا جَمَلٌ حُيّيت يا رَجُلُ
كذلك هو اللاحق لما لا ينصرف: ويوم دخلت الخدرَ خِدرَ عُنيزةٍ …
هناك تنوين نادر هو التنوين الغالي، وهو اللاحق لآخر القوافي المقيدة، كقول رُؤبة:
وقاتِمِ الأعماق خاوي المُخْـتَـرَقْـنْ *** مشتبه الأعلام لمّاع الخـفـقْـنْ
وسمي غاليًا لتجاوزه حد الوزن.
هذه التنوينات الثلاثة الأخيرة (الترنم، الضرورة، الغالي) خاصة بالشعر.
هناك تنوينات أخرى قليلة الاستعمال.
للتوسع انظر : ابن هشام (مغني اللبيب، 443، مادة حرف النون)- دار الفكر.
ب. فاروق مواسي