المنجَّل والحصاد: نهاية مأساوية في إنتظار أكراد سورية
تاريخ النشر: 26/10/17 | 17:16هل سيعيد التاريخ نفسة في سوريا بما يتعلق بالمرتزقة المحليين والعملاء اللذين يعملون لصالح الجيش والاحتلال الامريكي في سوريا وهل سيكون مصير هؤلاء كمصير العملاء والخونة الفيتناميون الذين تعاونوا مع قوات الغزو الامريكي ابان الحرب الفيتنامية الامريكية في ستينات القرن الماضي والتي انتهت عام 1973بهزيمة مذلة للقوات الامريكية الغازية التي انسحبت على عجل امام تقدم الثوار نحو سايقون, لكن اللافت في ذاك العام هو هروب العملاء الفيتناميين وتشبثهم بطائرات النقل والسفن الامريكية بعد ان تخلَّت عنهم امريكا وتركتهم لمصيرهم المحتوم وذلك بعد ان خانوا شعبهم ووطنهم وتعاونوا مع قوات الغزو الامريكي..!!
وما جرى في العراق لاحقا بعد عام 2003 كان مشابها الى حد كبير ما جرى في فيتنام حيث واجه العملاء العراقيون وخاصة ما سمي ب”المترجمين” الذين عملوا مع قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني على وجة الخصوص والاحتلال الغربي بشكل عام, واجهوا مصير مأساوي حين تخلت امريكا وبريطانيا عن الكثيرون من بينهم وتركتهم لمصيرهم المحتوم وقد لقي الكثير منهم مصرعة على يد المقاومة العراقية وجزء اخر فر الى خارج العراق فيما منحت امريكا وبريطانيا والدنمارك عدد ضئيل منهم حق اللجوء … ظلت صورة العملاء الفيتناميون 1973وهم يتشبثون ويتعربشون باخر طائرة “هيلوكبتر” امريكية تغادر فيتنام من امام مقر السفارة الامريكية في سايغون عالقة في ذاكرة العالم لمدة طويلة, حيث اقلعت الطائرة وتركت العملاء المرعوبين على الارض والامر نفسة تكَّرر في العراق بعد عام 2007 و2011 حين انسحب البريطانيون والامريكان وتخلوا عن الكثير من عملاءهم في العراق؟
التاريخ مدرسة ضخمة تضم في اكنافها امثال كثيرة على نهاية العملاء ومن بينهم العملاء الجزائريون الذين عملوا مع الاستكبار والاحتلال الفرنسي ابان احتلال الجزائر الطويل وابان ثورة التحرير الجزائرية في ستينات القرن الماضي حيث تُوجت النهاية بنصر الثورة الجزائرية وهروب الاف العملاء مع القوات الفرنسية المدحورة وقد قامت فرنسا بتوطينهم في ضواحي باريس وما زال ابناءهم وابناء ابناءهم2017 يعانون من العنصرية في فرنسا ويعيشون في احياء فقيرة ومكتظة بعد عقود على استقلال الجزائر وهزيمة الاستكبار الفرنسي.
ليس هذا فقط حيث تصدى الفلسطينيون ابان انتفاضة الحجارة 1987 لظاهرة العملاء الذين يعملون مع قوات الاحتلال وكانت النتيجة مقتل وتصفية الكثيرون من بينهم وهرب عدد كبير من بينهم الى داخل الكيان طلبا للحماية وكانت نهايتهم ونهاية ابناءهم وعائلاتهم نهاية مخزية ما زالوا يعانون منها حتى يومنا هذا حيث يعيشون في حارات فقر على هامش المدن والمستوطنات الصهيونية وتتفشى في صفوفهم الدعارة والمخدرات والجريمة والكثير من الحالات الميؤوس منها,لكن النهاية الاكثر وضوحا ومأساوية كانت مصير عملاء جيش لحد في جنوب لبنان الذين هربوا الى داخل الكيان الاسرائيلي بعد هزيمة الاحتلال وانسحابة عام 2000 من الجنوب اللبناني واللافت للنظر ان جيش الاحتلال لم ينسق انسحابة مع افراد جيش العميل لحد وتركهم لمصيرهم حيث هربت الاكثرية كالارانب المذعورة الى داخل الكيان فيما اعتقلت المقاومة اللبنانبة جزء منهم والمحصلة ان هؤلاء اليوم يعيشون ظروف صعبة ومهمشون داخل دولة الاحتلال… نهاية تليق بكل خائن يخون شعبة ووطنة؟؟
في سوريا اختلط الحابل بالنابل فصارت قوات النظام والميليشيات الموالية لة عملاء ومرتزقة لقوات الاحتلال الروسي والايراني فيما جماعات اخرى صارت عملاء لتركيا لكن الابرز هو دور اكراد سوريا وتبعيتهم للقوات الامريكية التي تحتل وتسيطر بدعم من الميليشيات الكردية على مناطق شاسعة في شمال شرقي سوريا وهذه المناطق يسكنها العرب وليست الاكراد فقط وقد مارست الميليشيات الكردية بدعم امريكي اقذر اساليب التطهير العرقي بحق العرب سكان هذه المناطق وبالمحصلة صارت الميليشيات الكردية وعلى راسها ” قسد” قوات عميلة تُسلحها وتمولها امريكا وتزج بها في المعارك ضد تنظيم الدولة واخر هذه الاحداث هو احتلال ميليشيات “قسد” بدعم جوي امريكي مدينة الرقة ذات الاغلبية العربية وبالتالي ماجرى على مدى اعوام الصراع السوري هو ارتكاب ميليشيات “قسد” مخالفات ومجازر جمة بحق السوريين العرب وصلت الى حد القتل والابادة الجماعية وتهجير مناطق عربية كاملة وكل هذا حدث بالتنسيق مع الاحتلال الامريكي الذي اراد خلق واقع جغرافي وديموغرافي يسمح بتقسيم سوريا طائفيا وعرقيا…؟
الان وبعد ان شارفت المعركة مع تنظيم الدولة على نهايتها بانحصار مناطق نفوذ هذا التنظيم ولربما نهايتة تشرف ايضا مهمة عملاء امريكا على نهايتها وامريكا لاتريد التقدم اكثر من الرقة وجيش النظام السوري المدعوم من روسيا وايران يريد استعادة الرقة والمناطق السورية التي احتلتها ميليشيات “قسد” والسؤال المطروح هل ستنسحب امريكا طوعا ام قسرا من المناطق التي احتلتها بدعم من الميليشيات الكردية وتترك الاكراد لمصيرهم الحتمي والبائس؟ .. كل التحليلات تشير الى عدم قدرة او رغبة امريكا البقاء في سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة وهذا ما يعني انها ستتخلى عن حلفاءها الاكراد بعد ان استعملتهم والقت بهم في اتون الانتقام القادم, بمعنى واضح تبدو نهاية ميليشيات “قسد” في سوريا شبيهه بنهاية جيش لحد في جنوب لبنان لكنها نهاية اكثر مأساوية للاقلية الكردية في سوريا المتهمة بسبب عمالة ” قسد” واتهامها بارتكاب فظائع ومجازر بحق العرب السوريون الذين يشكلون الاكثرية الساحقة من سكان سوريا..المنجل والحصاد المر.. حصاد الخطأ القاتل : نهاية مأساوية في انتظار اكراد سورية.. رقص الاكراد في الرقة العربية واحتفاءهم بالنصر بهذا الشكل الاستفزازي كان مبالغ فية ويُحسب ضمن عناصر قائمة تطاولهم الطويلة على الشعب العربي السوري بدعم امريكي لابل ان القصف الجوي الامريكي الذي كانت”قسد” توجهه من على الارض في اتجاة المدن والقرى العربية كان قصفا همجيا انتقاميا وانتقائيا حصد ارواح الاف المدنيين العرب.. ما يسمى بقوات سوريا الديموقراطية “قسد” كانت تطلب الدعم الجوي الامريكي لابادة احياء كاملة بحجة قتل عدة عناصر من تنظيم الدولة؟.. المنجل والحصاد القادم..!!
د.شكري الهزَّيل