المرأة العربية والكتابة الأدبية/ د. صالح أبو ليل
تاريخ النشر: 27/08/11 | 5:25في أطروحته لنيل شهادة الدكتوراة في الأدب العربي قدم الدكتور صالح أبو ليل بحثاً بعنوان “صورة المرأة الكاتبة في القصة العربية ” لاقت إستحسان أساتذته وكل من قرأها وهذا نصها:
لعب الأدب دور المنفعل الإيجابي بالتغيرات الاجتماعية والسياسية التي عرفها المجتمع العربي إبان النهضة، وعمل على تعميق روح التمرد والثورة ضد ظلم المستعمر واستبداد الرجل. وبرزت، منذ السبعينات، أقلام نساء عربيات تميزت في مجالات الشعر والقصة والرواية، فأصبح النقاش حول ظاهرة الإبداع النسائي مشحونا بالمغالطة والالتباس. وهذا الالتباس الذي طغى على مناقشة قضية إبداعات المرأة العربية المكتوبة، يعود إلى استخدام مفاهيم، لها علاقة بالسياق التاريخي والاجتماعي مثل المفهوم “أدب المرأة” أو “الكتابة النسائية الإبداعية”. وقد تمحور الجدل حول مضمون إشكالية تصنيف الأدب على أساس النوع الجنسي، فأصبح حضور هذه المسألة يستدعي طرح عدد من التساؤلات المهمة، التماسا لمعرفة وتوضيح مدى شرعية ومصداقية هذه المفاهيم. تلخص الناقدة
ريتا عوض هذه التساؤلات على النحو التالي :
1- هل الأعمال الأدبية التي تبدعها المرأة تختلف من حيث هي أدب، عن الأعمال الأدبية التي يُبدعها الرجل ؟
2 – إذا كانت المرأة تبدع ضمن منطق الأجناس الأدبية المُتعارف عليها بين النقاد والقراء، هل تتحول المرأة في إبداعها بطبيعة هذه الأجناس من حيث هي أجناس أدبية ؟
3- هل تفيد دراسة ما يسمى بالإبداع النسائي في التعريف بصورة أعمق وأوثق بمفهوم الإبداع ، فما هو الوجه أو الوجوه المقابلة التي تستدعي تمييزه ؟ وإذا نحن لم نسمع بمصطلح “الإبداع الرجالي” فهل يقف الإبداع النسائي مُقابل الإبداع بذاته ؟
4- هل يُسهم فصل الإبداع إلى صنفين: نسائي ورجالي في إدراك متميز وخاص للطبيعة الإنسانية أو للقضايا الثقافية والحضارية في العصر؟
5- إذا كان موضوع الإبداع النسائي يُطرح من وجهة نظر اجتماعية ، هل يُؤدي تمييز الإبداع الذي تقدمه المرأة إلى دعم موقفها وتعزيز موقعها في المجتمع ؟ أو حل مُشكلاتها ؟ هل تستفيد قضية المرأة من هذا الطرح إن لم تستفد قضايا الإبداع ؟.
إن هذه التساؤلات الملحّة تستدعي دراسة نقدية وبحثا حثيثا لأهميتها القصوى في تحليل إشكاليات الكتابة النسائية. فان توظيف المرأة للكتابة وممارستها للخطاب المكتوب بعد عمر مديد من الحكي والاقتصار عليه، يعني أننا أمام نقلة نوعية في مسألة الإفصاح عن الأنثى بعد أن كان الرجل هو المتكلم عنها والمفصح عن حقيقتها وصفاتها على مدى عصور طويلة.
والحقيقة أن القضية النسوية قضية قديمة، تبدأ منذ خلق الله الجنسين، الذكر والأنثى، ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا. وباعتبار أن المرأة مخلوق يُشكل نصف المجتمع، يجعل من حقها أن تشارك في جميع مجالات الحياة، وبدون هذه المشاركة تبقى الحياة مبتورة وناقصة.
هذا المفهوم العصري للمشاركة النسائية يختلف عن الصورة التي رسمها الأدباء القدامى للمرأة سواء كانوا عربا أو غربيين إلا من حيث التفاصيل السّطحية . وهذه التفاصيل لا تمس جوهر الصورة بأن المرأة كانت مملوكة للرجل بحكم النظام الأبوي في كل الأنظمة السياسية والأديان. فلم ينظر إلى المرأة في شريعة “ماني” وعند الفرس عموما، وفي الصين واليابان بأحسن مما نُظر إليها عند اليونان والرومان وجاهليي العرب، ولم تتعد قيمتها عندهم قيمة الرقيقة المستعبدة.
وحيث أن الأدب من ناحية المضمون يرتكز على الصراع ، فقد تكون قضية المرأة مع الرجل من أهم هذه الصراعات . فقد كان الأدب العربي الكلاسيكي يرتكز على مفهومين قديمين يتعلقان بنصيب المرأة الأدبي من هذا الصراع ؛ المفهوم الأول ، أن الشعر شيطان ذكر- كما يقول أبو النجم العجلي والثاني أن الشعر جمل بازل – كما يقول الفرزدق. والجمل البازل هو الفحل المُكتمل، والفحول طبقات وأعلى هذه الطبقات هي مقام الرجال الأوائل، وليس للأنثى بوصفها كائنا ناقصا أي نصيب من لحم الجمل أو من همسات شيطان الشعر، فالجمل ذكر مُنحاز إلى جنسه من الذكور والشيطان لا يُجالس إلا الفحول لأنه ذكر وليس أنثى. لذا فقد سُميت العبقرية “فحولة” وليس في الإبداع شيء من
“أنوثة”. كما وأن فحل الإبل يتميز على غيره في القوة التي تفرض هيمنته السلطوية على الأدنى منه في القوة بين الذكور وعلى الإناث اللائي يقعن في مداره، وينجذبن إليه بسبب هذه الفحولة. هذه القسمة أفضت إلى قسمة أخرى في مجال الأدب، فقد أخذ الرجل الكتابة واحتكرها لنفسه، وترك للمرأة “الحكي”، مما أدى إلى إحكام سيطرة الرجل على الفكر اللغوي والثقافي وعلى التاريخ، لكونه هو الذي يكتب هذا التاريخ ويعتبر نفسه صانعه.
وقد ثبت أن العرب عندما بنوا حضارتهم، كانوا على درجة موغلة في البداوة، مما قد ينتج عنه أمران: الأول، كانت لغتهم خالية من ألفاظ الحضارة المدنية ومحصورة في البيئة التي قضوا حياتهم فيها ، والأمر الثاني، تأثر لغتهم بطبيعة البيئة الجافية الخشنة. لذلك جاءت تراكيب اللغة، تعبيراتها وجملها، حاملة ذات الصفات حتى في الأمور التي يتحتم فيها الاتّسام بالمودة واللطف وفي مقدمتها اتصال الرجل بالمرأة .
أما الرواية العربية فهي نوع أدبي جديد استمد مقوماته من الأدب الغربي إثر الاتصال مع الغرب بشتى الطرق ، سواء كان ذلك مباشرا أو غير مباشر. وعندما استقرت الرواية كنوع أدبي مُعترف به ” رسميا” ودخلت إلى مجال الأدب العربي، كان ذلك بفضل الرواد الأوائل الذين اطلعوا على الآداب الغربية. ولم تأت الرواية العربية ناضجة فنيا منذ المحاولات الأولى، فقد مضى قرابة نصف قرن بين الرواية التي نشرها سليم البستاني عام ۱٨٧۰ على صفحات مجلة الجنان البيروتية، وأسماها الهيام في جنان الشام ، وبين رواية زينب لمحمد حسين هيكل الصادرة عام ۱٩۱۳. واعتبرت زينب الرواية الفنية الأولى، التي لم يشأ هيكل تسميتها رواية، بل مناظر وأخلاق ريفية بقلم ” مصري فلاح”، وكانت المشكلة الأولى التي استحوذت على تفكيره عندما كتبها، مشكلة العلاقة بين الرجل والمرأة. كانت هذه الرواية بمثابة المرة الأولى التي يُحاول فيها كاتب عربي رؤية العالم من خلال منظار امرأة، بشكل مُشجع.
لا شك ، أن ظهور شخصيات نسائية جديدة في رواية زينب كانت محاولة لم تعرف سابقا، بل حتمتها الفترة التي عاش فيها هيكل، فترة المناداة من أجل تحرير المرأة، لكنه مع ذلك لم يستطع إيجاد حل فاصل لمشكلة “عزيزة” في الحب والزواج سوى موتها. ففي هذه المرحلة من تاريخ الأدب العربي، العقد الأول والعقد الثاني من القرن العشرين ، كانت قد سيطرت الرومانسية على الأدب واقترنت بالثورية من أجل إصلاح الواقع. والرومانسية هي كلمة فرنسية قديمة، قامت على أطلال الكلاسيكية ويسرت للإنسان الحصول على مبادئه بتمهيدها ومعاصرتها للثورات، واعتمدت في ذلك من خلال بطل واحد. كانت سمة “فردية البطل” تستحوذ Monist viewعلى الرؤية الواحدية على جهد الكاتب في استقطاب بطل وبطلة من خلال قضايا عاطفية، عبّرت فيها شخصية الفرد عن الواقع. وقد شكلت الرومانسية منهجا لتفكير الأدباء في جميع الأنواع الأدبية ، فهي المذهب الذي صاحب ثورات الشعوب وعبر عنها، وهي الحاملة لمبادىء التحرر من القيود السلطوية المختلفة ، التي كانت تأخذ بخناق المجتمع. وكانت صلاحية المرأة في كونها تمثل الواقع وترمز عنه ، تجعل موضوع الحديث عنها رائجا بين الكتاب ؛ فالمازني (۱٨٨٩- ۱٩٤٩) مثلا ، كان يرى في المرأة تمثيلا أكثر للنوعية ، بينما كان يرى في الرجل أكثر تمثيلا للفردية. فالرجل، من وجهة نظره، كتب عليه أن يُكافح الطبيعة وأن يتكفل بالسعي والسعي قد يُعرض للأخطار.
أما النساء فلم يكن سهلا تجميع صفاتهن كأفراد، وإنما كنماذج لها سمات عامة مميزة، وليس لهن خصوصيات. وهكذا، فقد لمس الأدباء العرب ما تشكله المرأة من رموز غنية في التعبير عن الوطن، الحب، التحرّر على التفاوت الطبقي وغيرها من مواضيع. وكانت من أشهر المؤلفات التي تدل على رمزية المرأة في التعبير عن الوطن : عودة الروح (۱۹۳۳) و يوميات نائب في الأرياف (۱۹۳٧) لتوفيق الحكيم ، قنديل أم هاشم (۱۹٤۱) ليحيى حقي، وغيرها. وكان سقوط المرأة في ظل نظام الطبقات الاجتماعي عاكسا لبعض بذور الاتجاه الواقعي في تصويره للصورة النسائية.
وقد أهمل الأدباء العرب الكتابات النسائية العربية بحجة أن المرأة تملك خبرة ومخيلة محدودتين، وكان رأي النقاد ، أنها لا تكتب عن قضايا إنسانية عامة وإنما تعالج قضايا ذاتية تختص بالأسرة وبالبيت والحب ، ولا تعالج موضوعات سياسية أو اجتماعية عامة. لذا فقد تعاملوا مع أعمالها الأدبية بأحكام مُسبقة واتهموها أنها تحملُ طابع السيرة الذاتية وتعالج مواضيع بعيدة عن اهتمام القراء، فلم يوضع كتاب نقدي واحد عن الروائيات العربيات حتى هذا اليوم، باستثناء عدد بسيط من الروائيات أمثال، غادة السمان ونوال السعداوي.
ومنذ بداية الخمسينات من القرن العشرين، أخذت تتعالى أصوات نسوية مشحونة بالرفض والاحتجاج، صادرة عن كاتبات أمثال : ليلى بعلبكي، كوليت خوري وليلى عسيران، وغيرهن. كان لصدور نتاجهن الأدبي صدى واسع بين أوساط النقاد لقيمته الفنية ولكونه يصدر عن كاتبة أنثى، فانبثق منذ ذلك الحين مصطلح جديد هو”أدب المرأة”، وأصبح واسع الانتشار. ومما لا شك فيه، أن هذا المصطلح في صيغه الترادفية: “أدب نسائي” أو “أدب المرأة” أو”الأدب النسائي” أو “أدب الأنثى”، يقف في طليعة المصطلحات، التي تثير الجدل عند ظهورها لما يكتنفها من تعميم وغموض وبما تنطوي عليها من إشكاليات تتعلق بمدى مشروعيتها وإمكان تصنيف الأدب على أساس الاختلاف الجنسي. فالمفروض أن يستشف منه “جوهر” معين، يعتمد على مُمايزة مُفترضة بين كتابة المرأة وكتابة الرجل. لذلك نجد أن معظم الكتاب والكاتبات سارعوا لرفض هذا المصطلح، مُستندين في تصورهم النقدي على أن الأدب له مفهوم عام؛ أي افترضوا وجود عناصر مُكونة ثابتة، تعتمد على تشابه في الخبرة الفنية والجمالية وتشغيل المخيلة. وهذه العناصر هي عناصر مشتركة بين الجنسين، قد تصعّب الحديث عن فروق وتمايزات بين أدب رجل أو أدب امرأة. هذا الطرح، بالرغم من كونه منطقيا، ينطوي على مغالطة وعلى تعميم لكونه يتجاهل مسألة تحليل الإشكالية وتبرير عناصر تخصيصها في ضوء سياقها التاريخي والاجتماعي ، التي ترتبط مع أسئلة الثقافة والإبداع في المجتمعات الأدبية ويكون لها دور واضح في تكسير المنوالية والوصائية الذكورية.
وبالرغم من أن المنظورات الإبداعية التي أنتجت هذا اللون من الأدب ، هي أيضا ، ترفض هذا المصطلح بحجة أنه يجزأ فعل الإبداع ، مثل التفسيرات التي يقدمها كتاب وكاتبات أمثال:
غادة السمان، إملي نصر الله، حسام خطيب، خالدة سعيد، سهام بيومي وغيرهم، إلا أنها تقرّ وتعترف بوجود خصوصيات تجعل من هذه الظاهرة مميزة ، وعلامة بارزة في حقل الإبداع الأدبي. لذا فهي تقع في نوع من التذبذب، وتتسم ببعض التناقض، بنفيها اختلاف هذا النمط من الكتابة عما يبدعه الرجل، وإثباتها في ذلك السياق، توفر الإبداع الذي تنجزه المرأة، على علامات الخصوصية والاختلاف.
إن التفسير الأول لرفض هذا المصطلح يمكن إرجاعه إلى غياب التصور النقدي الذي لم يصل إلى مستوى دراسة هذه الظاهرة وتفكيكها داخليا، ولم يبحث عن أسباب وجود خصائصها المميزة. وهذا يفسر عدم التعامل مع هذا الأدب مثل أي أدب مهمّش، له خصوصيته كأدب الأقليات الثقافية، وأدب الرواية السوداء، وأدب الشطار وغيرها. والتفسير الثاني لهذا الرفض، خاصة من طرف الكاتبات، بالرغم من تأكيدهن على وجود عناصر خصوصية معينة في الكتابة النسائية، ربما يكون ناتجاً عن الخوف من إلصاق تهمة الدونية بها والرغبة في انتحال موقع الرجل. وهذا السبب الأخير، على حدّ تعبير بثينة شعبان، يفسر مقاومة معظم الكاتبات العربيات لتصنيف أدبهن على أنه “أدب نسائي”، مثل الكاتبة المصرية لطيفة زيات، التي بررت رفضها للمصطلح قائلة: “لقد رفضت دائما التمييز بين الكتابات النسائية وكتابات الرجال رغم شعوري بأن النساء والرجال يكتبون بشكل مختلف. والذي أملى عليّ هذا الموقف هو خوفي من أن مثل هذا المصطلح سيلعب دورا في إبقاء الأعمال النسائية في الدرجة الثانية في الأدب”، تماما كما تم الإبقاء على المرأة في الدرجة الثانية في المجتمع والحياة. ولكن الآن، وبعد أن أصبح من الممكن والمحتمل تحقيق المساواة بين النساء والرجال، يمكن لنا أن نعترف بالطرق المختلفة التي كتب بها الرجال والنساء دائما، دون أن يعني هذا بأي شكل من الأشكال بأن أحدهما متفوق على الآخر.
فعبارة “أدب نسائي” كانت توحي بالنقص أو بإهانة الكاتبة المرأة، مما جعل الكاتبات يرفضن هذا التصنيف، وكان عليهن أن يدخلن عالم الأدب “كرجال شرف” على مدى فترة طويلة من الزمان، خوفا من أن يوجه اللوم إليهن بالتحيز للنساء وبالابتعاد عن التراث الذي يمثل التيار الأدبي الأساسي. وتشير شعبان إلى أن دوافع تطور هذا المصطلح إنما لأن تاريخ الأدب العربي يدل على إهمال أعمال النساء، ربما بدا للبعض أنه الأمر الطبيعي الذي يجب فعله. وربما لم يقم أحد عن قصد باستبعاد شعر النساء من التسجيل أو النشر، لكن الاتفاق الضمني والمقبول عموما، كان أن كتابات الرجال هي بالضرورة ذات قيمة أدبية أكبر”، وهي تعتقد أن تركيزها على الأعمال النسويّة، من خلال هذا المصطلح، إنما يعيد التوازن عن طريق القيام بالعمل الذي كان على الرجال أن يقوموا به منذ زمن طويل، لو أنهم كانوا يريدون التحلي بالموضوعية وعدم التحيز ضد النساء. أما الاعتراض الذي يتذرع به الرجال حول التسمية “أدب نسائي” بادعائهم أنه يعطي فرصة لكاتبات سيئات قد لا يحصلن عليها في حال غياب هذا المصطلح، فهو اعتراض يُجحف حق الكاتبات المبدعات في النيل من فرص مكافئة للرجل، فقط لأنهن نساء. فالهدف من هذه التسمية ليس إعطاء صوت لهؤلاء اللواتي لم يكن لهن صوت أبدا، وإنما اكتشاف حجم هذا الأدب والحكم على نوعيته خلال تطبيق المقاييس الأدبية المتعارف عليها عالميا بالنسبة للكاتبات اللواتي تم إخماد أصواتهن وتهميشهن أو التقليل من أهميتهن فقط لأنهن نساء.
إن الاتجاه العام في مناقشة مصطلح “أدب المرأة”، كما هو الحال لدى الناقدة يمنى العيد، يمكن أن نصفه بالقراءة الخارجية لهذا الأدب. بمعنى أنه يبحث عن الشرط الاجتماعي والسياسي لتفسير
ظهور هذا المصطلح دون القيام بتفكيك داخلي لمشروع هذه التسمية. وترى الكاتبة رشيدة بنمسعود أن يمنى العيد تؤكد على دور الواقع الاجتماعي في تفسير الممارسة الأدبية عند المرأة ، وأن هذا الطرح يتعامل مع الأدب كانعكاس مباشر للواقع المادي لذلك فهو لا يستطيع أن يقدم تفسيرا مقنعا لظاهرة أدب المرأة لأنه ينكر دور الذات المبدعة التي يمر عبر واسطتها الإبداع الأدبي، كما أن التجارب الاشتراكية في البلدان التي قطعت أشواطا كبيرة في تبني الاختيار الاشتراكي الذي تتبناه يمنى، تؤكد على عدم صحة مثل هذه الطروحات. فمن ناحية فنية، التعبير عن الذات له عناصر مشتركة بين كلا الجنسين، ولكن الذات المعبرة تخضع وتستجيب لتجربة حياتية ، فيزيقية، بشرط أن يتوافر فيها الشرط الاجتماعي والتاريخي والقانوني ليترك بصماته على نوعية التعبير الإبداعي ومضمونه وتشكلاته. وهذا بالضبط ما يستوجب التنسيب عند صوغ إشكالية المرأة الكاتبة، من خلال استبدال التخصيص بالتعميم لتحديد ما هو مغاير في كتابات المرأة العربية ولتأكيد الاختلاف بوصفه عنصرا ديناميكيا في الحراك الاجتماعي، يستهدف الإسهام في ضبط خطوات المجتمع برمته، وهو المجتمع الذكوري بامتياز، كما توضح ذلك العديد من الدراسات السوسيولوجية.
وقد قدم الكاتب المعروف د. سالم القريناوي تقديماً قيماً على بحث د. صالح هذا واليكم نصه :
“جذبني هذا البحث، لأول وهلة، عنوانه “صورة المرأة الكاتبة في القصة العربية في إسرائيل”، فكان حب استطلاعي كبيرا جدا في أن أغوص والباحث صالح يوسف أبو ليل لنحلق سويّة في فضاء بحثه في النهضة الأدبية النسائية في القصة العربية المحلية ثم مقارنة الأدب الذكوري بالأدب النسائي كي يصل بنا المطاف إلى المضمون، المبنى اللغوي، والملامح الأسلوبية في كلا الأدبين.
قارن الباحث صورة المرأة في الأدب الذكوري والنسائي فكانت مقارنة عميقة وشيّقة، استرعى جُلّ اهتمامي وعنايتي بها نموذج المرأة المتحررة الجديدة، الذي ينقسم إلى قسمين يختلفان من حيث التمرّد على المجتمع، فالايجابية كانت تحاول أن تتمرّد دون أن يكون تمرّدها متطرّفا وخارقا للعادات بشكل واضح. أما السلبية فلا يكون لها مفرّ سوى التمرّد الحاد لأن المجتمع سيحكم عليها بالموت المؤكد لكونها مطلقة. يتجسد تمرّد” فريدة” الثائرة، في رواية “الجزار” لآسيا شبلي، في انتقالها للسكن مع سمير خارج مدينة عكا، وعملها علانية في دكانه دون خوف من الشائعات والأعراف الاجتماعية. حسب تصوّري لم تتغيّر صورة المرأة في الأدب الذكوري عما كانت عليه في الماضي البعيد بل ظهرت مُتميّزة بشكل جليّ في الأدب النسائي.
إن هذا التميّز يستدعي إعادة النظر في كيفية عرض صورة المرأة في الأدب الذكوري وتدعيم تحرّرها الايجابي، أي بما يعني مُساواتها بالرجل. فمن الصعب أن نرى أجيالا تتوق إلى الحرية والاعتماد على النفس دون الالتزام بمنحها حرية التميّز والخصوصية.
إنني بحكم عملي مديرا لمدرسة النجاح رهط الثانوية مُتعددة المجالات، أوصي بحرارة قراءة وتناول هذا الكتاب القيّم، الذي هو عبارة عن دراسة قيمة جدا للقصة القصيرة المحلية في الأدب العربي في إسرائيل، في المرحلة الثانوية في المدارس وفي كليات إعداد المعلمين العرب في إسرائيل.
فعلى المستوى الاجتماعي، أعتبر أن تمكين المرأة من الكتابة الأدبية يتطلب النظر إلى المرأة إنسانا مساويا للرجل، له أفقه وامتيازاته وطاقاته التي لا شك تختلف عن القدرات في المجتمع الذكوري. فحسب رأيي، إذا التزم المجتمع النظرة الإنسانية المساوية بين الرجل والمرأة سوف يتغير المجتمع العربي وسوف يواكب المجتمعات المتحضرة الغربية، وهذا ما يذكرني بقول الشاعر معروف الرصافي : يُرفع الشعب إناث وذكورٌ – وهل الطائر إلا بجناحية يطير مع تمنياتي لكم بمطالعة مثيرة وممتعة” .
كل الاحترام لك يا دكتور صالح والف مبروك
تحية محبة واحترام مكللة بالتبريكات للاخ الكريم صالح ابوليل بمناسبة حصوله
على شهادة الدكتوراه في اللغة والادب العربي..
لا شك ان المراة العربية قطعت خطوات كبيرة في دروب المساواة مع الرجل..
الشعب يرتفع نحو الرقي بهمة جميع ابناؤه..ذكورا واناثا..
استاذي الكريم ..لقد سررت بكتابك .اتمنى لك دوام التقدم والعطاء..كل عام وانت بالف
خير…
صدر هذا الكتاب السنة الفائتة للدكتور والزميل صالح ابو ليل وقد أوعدته ولا زلت عند وعدي بأن أكتب عنه مقالا موسعا لانني اعتبره نقلة نوعية مميزة في الكتابة الادبية الفلسطينية. هنيئا للقراء والف مبروك اخي العزيز
الف مبروك للاستاذ صالح ابوليل بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه
الف مبروك دكتور صالح اتمنى لك دوام النجاح والتقدم والعطاء
حفظك الله ورعاك
مبروك.
لطفاً، ما علاقة المضمون بالصور التي ترافق النّص؟!
كل الاحترام الى صاحب الصوت الجميل وصاحب الذوق العظيم الى الفنان والدكتور صالح ابو ليل
الف الف مبروك الله يزيد ويبارك بنجاحك يا رب
شكرا جزيلا -هذه الصور اضافها الموقع وليست في المقال عدا صورة غلاف الكتاب وهي الصورة الاولى هنا. تعليق في محله شكراااا
كل الاحترام للاستاذ والفنان والدكتور والزميل صالح ابو ليل
الف الف مبرووك على شهادة الدكتوراه وعلى هذا الكتاب الرائع والحمد لله على سلامتك
اتمنى لك دوام الصحه والعافية والعطاء والنجاح
مبرووك
الف مبروك وكل احترام لدكتور صالح ابو ليل على هذا الكتاب
الف مبروك على حصولك لشهادة الدكتوراه
اتمنى لك التوفيق
يوسف ابو ليل
بعدك ما رح يظل فن لمين بدك تتركو يا دكتور يا كبيييييير
أخي وصديقي يوسف أبا صالح : احييك بهذه الثمرة المميزة ولهذا ألأنجاز العظيم ألذي حققه ولدكم العزيز مع أعز التهاني والتمنيات له بالتقدم ، وأقول : اليس هذا الشبل من ذاك الأسد ؟ ألف مبروك لجميع عائلة أبو ليل.
الف الف مبروك و الى الامام
اهل بلدك يفتخروا بك انت مش بس فنان كمان دكتور الى الامام
كل الحترام الف مبروك و بالتوفيق
الف مبروك ابو يوسف ودائماُ الى الأمام