بركة:وحدتنا أكبر سلاح في وجه كل طغيان
تاريخ النشر: 29/10/17 | 12:41قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، في كلمته في مسيرة احياء الذكرى الـ 61 لمجزرة كفر قاسم، إن وحدتنا سلاح لا يقدر عليه أي طغيان. ولا يجوز للعنف الكلامي أن يكون طاغيا على حواراتنا السياسية، لأن من تختلف معه اليوم، هو شريكة في النضال ضد كل سياسات السلطة الحاكمة. وتوجه بركة في كلمته، لوقف شلال الدم المتواصل في جرائم العنف في مجتمعنا.
وقال بركة، نحن نلتقي سنة تلو سنة لنحيي ذكرى شهداء المجزرة، وعلى مدى السنوات الماضية، كانت تلازمنا رموز، لأسفنا وألمنا باتت تغادر الحياة. فقبل سنوات غادرنا الرفيقان توفيق طوبي وماير فلنر، اللذين اخترقا الحصار، والحكم العسكري ومنع التجول، ليعرفوا عن المجزرة ويبلغون العالم بها. وقبل ايام ودعنا المحامي أمنون زخروني، الذي كان من طليعة الناشطين اليهود الذين كشفوا عن المجزرة، وأصدر تقريرا عن ذلك. ولكن قبل ذلك، فنحن نلتقي اليوم في الذكرى الـ 61 للمجزرة، لأول مرة في ذكرى المجزرة من دون فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش، وأنا شخصيا افتقد حضوره في هذه الذكرى وهذا المكان. ولكل أولئك الذين حملوا مسعى لإحياء تلك المجزرة نقول لهم، نحن نواصل الطريق، جيلا ثائرا وراء جيل، كأننا عشرون مستحيل، في اللد والرملة والجليل، هناك باقون كالجدار، كقطعة الزجاج كالصبّار.
باقون كالجدار كالصبّار
وتابع بركة قائلا، نحن باقون على أرض الوطن، رغم المجازر والآلام والاضطهاد والتعسف. فنحن نملك سلاحا لا يقدر عليه طغيان، ولا يقدر عليه أحد، وهو سلاح وحدتنا ووحدة صفنا. نحن شعب ككل الشعوب، لنا آراء ولنا اجتهادات وتيارات، لكننا أصحاب قضية تجمعنا، اصحاب قضية تكتلنا، اصحاب قضية تدفعنا لأن نكون على قبل واحد. ولذا أنا أتوجه من منصة الشهداء في كفر قاسم، لكل أبناء شعبنا، بأن هناك مساحات للاختلاف، وهناك مجال للرأي والرأي الآخر، لكن لا يمكن أن نقبل بالتخوين وبالتكفير وهدر الدم، كلغة للتداول في مجتمعنا.
وقال إن من تشاركه على هذه القضية اليوم، هو شريك في الوقفة في ذكرى المجزرة، وفي الدفاع عن بيت مهدد بالهدم، وشريكك في معركة من أجل المساواة لسلطاتنا المحلية، وفي الدفاع عن الأوقاف والقدس، وهو شريكك في التصدي للاستيطان وحصار غزة. هو شريكك في العلم، علم فلسطين، علم كل أبناء شعبنا. لذلك لا يجوز لأحد أن يتطاول على الجسور التي بيننا، وعلينا جميعا، أن نؤكد على وحدتنا الوطنية.
وحدتنا
وقال بركة، من هنا، نطلق باسمنا جمعيا، تحية اعتزاز لشعبنا الفلسطيني، الذين ينجزون في هذه الايام اتفاق المصالحة، ونطالب الجميع، بأن يمضوا في هذا الطريق وينهوا هذا الفصل المظلم في تاريخ ومسيرة شعبنا.
إن وحدتنا تتطلب الدفاع عن كل مقدساتنا. فالآن، معركة في حيفا للدفاع عن المقدسات الاسلامية، ومعركة عامة، للدفاع عن الأوقاف الأرثوذكسية العربية في وجه التسريب للمستوطنين، والمعركة على أوقاف المسلمين هي معركة شعب بكامله، والمعركة على أوقاف العرب الأرثوذكس، هي معركة شعب بكامله، هي معركة وطن، وليست معركة طائفة.
مجزرة العنف
وقال بركة، نحيي اليوم ذكرى 49 شهيدا، وفي مطلع هذا الشهر، وقفنا لنحيي ذكرى 13 شهيدا، وقبل ذلك وقفنا لنحيي ذكرى شهداء يوم الارض الستة، ومجموع شهداءنا بعد العام 1948، عام النكبة بلغ 75 شهيدا، ونحن نطلق عهدا أن لا ننسى، ولا ننكس راية وذكرى شهداءنا. وفي لكن في ذات الوقت لا يمكننا أن لا نلتفت لأنفسنا، بما يجري في مجتمعنا، فمنذ العام 2000 وحتى اليوم، قتل بجرائم العنف 1126 من أبناء مجتمعنا، بما في ذلك هنا في هذه المدينة، والسؤال الى متى مع شلال الدم هذا؟
وتابع بركة قائلا، نحن مطالبين بأن نصون أبناءنا وعائلاتنا وبيوتنا، من هناك تبدأ محاربة العنف. فنحن نتكلم عن الوطنية والمسؤولية، ولكن سنكون ناقصين، إذا لم ننظف بيوتنا من عار العنف. وتوجه الى أهل كفر قاسم، بكونهم كانوا نموذجا للصمود، كي يكونوا نموذجا في كنس العنف وآفاته وسلاحه.