أمسية لإشهار كتاب د. سروجي في حيفا
تاريخ النشر: 31/10/17 | 8:39أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الفائت أمسية ثقافية تم فيها إشهار ومناقشة كتاب د. كلارا سروجي- شجراوي “طواف”-خربشات قصصية بحجم راحة اليد. كانت البداية “لمسة وفاء” للشاعر طيب الذكر أمين سليم جرجورة. قرأ بعدها رئيس نادي حيفا الثقافي، المحامي فؤاد مفيد نقارة نصا من كتاب “أنثى افتراضية” للكاتب فادي الموّاج الخضير، موصيا بقراءة الكتاب. أما الافتتاحية فقدمها المحامي حسن عبادي مؤهلا بالحضور ومؤكدا على ريادة نادي حيفا الثقافي في المشهد الثقافي في حيفا وخارجها، والفخر بكون النادي قدوة احتذى بها مجمع اللغة العربية وغيره في تنظيم أمسيات لنشر الثقافة في البلاد. ومشيرا للأصداء التي يلقاها النادي من خلال الدعوات التي يتلقاها من عمان ونابلس ورام الله وغيرها للتكريم والمشاركة في المحافل الأدبية هناك.
قامت بعرافة الأمسية الشاعرة فردوس حبيب الله فبلغتها الشاعرية الأنيقة والمنسابة كان لها تقديم مميز للمحتفى بها والمشاركين فنال الإعجاب.
وفي باب المداخلات قدم د. رياض كامل مداخلة تناول فيها أسلوب الكتابة لدى د. كلارا، كما أشار إلى أهم المواضيع التي تشغل فكرها.وأضاف، ترى د. كلارا أن الغبن اللاحق بالمرأة أشبه بحالة عبثية لا علاقة لها بالمنطق البشري السويّ، ورأت أننا غارقون في متاهات باتت جزءا متأصلا في ذواتنا وأفكارنا. مزجت في كتابتها بين الواقع والخيال والفانتازيا في آن معا، لتخلق حالة من المفارقة الساخرة التي تشبه واقعنا المؤلم. تشعل طرف الفتيل من بعيد فتسير النار هادئة، خفية، لهيبها منخفض لصيق بالأرض، حتى إذا ما لامس نقطة النهاية انفجر. وهي تؤْثِر الحروف والكلمات القليلة لتقول من خلالها أشياء كثيرة. ابتعدت عن الإطناب وعن الوصف المستفيض، آثرت أن تخاطب الناس بلغة همهم تبسط أمامهم ما يشغل فكرهم. حملت همومها وهمومهم، آلامها وآلامهم. لم تلجأ إلى الخطابة فكانت كلماتها مفخخة بعواطف ومشاعر تتفجر في وجه فهمنا المشوه للحياة. تنتقي كلارا سروجي كلماتها ومفرداتها بدقة متناهية، لتوصل الرسالة عن قصد وترصد، وهي لا تعمل على البحث عن الزؤان كي تتحاشاه وتلقيَه بعيدا، بل تبحث عن حبة القمح السمينة التي تندمج مع بقية أخواتها لتكتمل اللوحة، تماما كما تريد لها أن تكون. لذلك ليس صدفة أن تعتمد في “خربشاتها” إلى الكلام الموجز . تتساءل أثناء القراءة كيف يمكن لمثل هذه النصوص “الهامسة” أن تستفز القارئ وتثيرَه دون اللجوء إلى الخطابة. تعوِّض الكاتبة عن ذلك برسم لوحة إثر أخرى وما على المتلقي إلا أن ينظر في التفاصيل والدلالات، فيُذهل في كل مرة ويُفاجأ من الطرح العميق الذي يجعله يفكر في أبعاد الصورة/القطعة، التي تستفز الذكاء. اختارت الكاتبة أن تلجأ إلى النصوص القصيرة اللاذعة واللاسعة وكأنها اختارت أن توزع لسعاتها على أكثر من مكان بشكل أسرع كي تتمكن من الوصول إلى أكثر من موقع في زمن أقل.
أما المداخلة الثانية فقدمتها د. راوية جرجورة بربارة وكانت بعنوان ” صار ياما صار” فجاء فيها أن قصص د. كلارا ليست قصصا بمفهومها العادي وهي “خربشات” مدروسة بدقة، مرتبة، جريئة سلسة ومنسابة. خربشات فيها من العتب ومن اللوم . نصوص فيها تغييب لحدود الشخصية والحدث. الشخصيات فيها تمثيلية. تتكئ في نصوصها على ثلاثة عظماء كانوا من غبن الأرض. تتحدث د. كلارا عن المتخيل مع ديكارت علّه يكف عن التمسك بنظريته. هي “خربشات” مرتبة جمعت بين كل المتناقضات وفيها سمة التمرد متجلية في مستويين، المبنى والمضمون. الكاتبة تحيي ما قد مات وفات زمانه، تحول من كان ياما كان إلى صار ياما صار. أما عن الحلم فهو هروب من المستحيل إلى المنشود.توظف الكاتبة أسلوب الساتيرا والمفارقات والسخرية. ألأدب هو فن التعامل مع الإنسان، هو حكاية إنسان، ود. كلارا عرفت كيف توجه سهاما قصيرة حادة مؤلمة تصيب القارئ ولا تميته. كانت الكلمة في النهاية للمحتفى بها فبعد شكرها للقيمين على نشاط النادي تطرقت لعنوان مجموعتها ” طواف” ودلالاتها الدينية.وعن سبب بساطة لغتها أوضحت، أنها أرادت أن تصل قصصها إلى الجمهور الواسع، فالتعقيدات ليست في لغتها لكنها في المعنى وفي الدلالة. كعاشقة للفلسفة والأدب قصصها جاءت تمزج بين الاثنين معاً، العقل واللا عقل. وكل حكاية جاءت تعالج قضية فلسفية. وبالتوقيع والصور التذكارية كان الختام وأمسيتنا القادمة يوم الخميس 02.11.17 مع الكاتب المهندس فؤاد فرح وكتابه” فلسطين في عصور ما قبل الإسلام”. بمشاركة الأب أغابيوس أبو سعدى وعرافة المحامي حسن عبادي. يجدر بالذكر أن الأمسيات الثقافية تقام برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسي.
خلود فوراني سرية