حينما دفّأتني تلك المرأة الشّبح ذات حُلْمٍ
تاريخ النشر: 30/10/17 | 15:04أذكرُ ذات حلْمٍ بأنني كنتُ أقفُ على أرضٍ متجمّدة، ورأيتُ الشّفقَ وجنونه وألوانه السّاحرة، وفجأة رأيتُ امرأةً بشعرِها الأزرق الطّويل المنسدل على ظهرها، فدنوتُ منها، وحين نظرتُ صوبها، ارتعبتُ منها، رغم أنها امرأة ساحرة الجمَال.. كانت ترتدي رداء طويلا بنفسجي اللون، لكنها ظلّت صامتة، فتمالكت نفسي وجمّعت قواي، وتجرأت أكثر، وسألتها أأنتِ من هنا؟ فردّتْ: كلا، أنا من سماءٍ بعيدةٍ لكنني تهت في العتمة، وجذبني سحر الشّفق وأتيت إلى هنا لرؤية الوان السّماء، فمن الوانها أهدأ، فقلتُ لها: أتدرين أين أنتِ الآن، أنتِ في شمال القطب الشّمالي، وأنتِ تقفين على ثلجٍ يغطّي أرضاً متجمّدة وتشتاقُ للشّمسِ، مع أنّكِ لا تشعرين بالبرْدِ مثلي، فردّت عليّ بصوتٍ ناعمٍ يحتلف عن صوتِ نسائِنا هنا، وقالت: لا حظتُ بأنّكَ ترتجفُ، أتريد ردائي كي تتدفّى قليلا، فقلت لها كلا، سأستمد الدفء من عينيك الزرقاوين فهما يعكسان ضوء الشفق الأحمر كلما اقتربت منك أكثر، وأشعر بدفء غير عادي، رغم برودة الجوّ هنا، وفجأة استئذنتْ منّي وقالت: سأطير إلى سمائي.. فهناك أشعر بهدوء أكثر، رغم أن الحديث معك كان ممتعا، وأكثر شيء ما أحببته فيك عناقكَ المرتجف، فأنتَ كنتَ ترتجفُ تَحْتَ ردائي البنفسجي، لكنني دفّاتكَ بكلماتي، وحين صحوتُ من حُلْمِي علمتُ بأنّها امرأةٌ مختلفة لأنها كانت شبحا، وبقيت أتذكّر دفئَها المجنون..
عطا الله شاهين