النائب يوسف العطاونة يعرّي ممارسات حكومة نتنياهو
تاريخ النشر: 31/10/17 | 13:09أثار خطاب النائب يوسف العطاونة الأول أمام هيئة الكنيست العامة مساء أمس الاثنين اهتمام الشارع الاسرائيلي بشكل عام والعربي بشكل خاص لما يحتوي من مضامين تعالج قضايا اجتماعية ومدنية وقومية تعاني منها الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد وخاصة سياسة التمييز الصارخ التي تمارسها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرِّفة في قضايا الأرض والمسكن والتعليم والصحة وغيرها، مؤكِّدا أن عمله البرلماني إلى جانب الزملاء النواب في القائمة المشتركة سيتمحور في تكثيف الجهود من أجل تحقيق المساواة للمواطنين العرب على كافة الأصعدة.
التربية والتعليم هما القيمة العليا لكل مجتمع حضاري يطمح إلى الرقي
وشكر العطاونة في بداية كلمته رفاقه في الجبهة الذين منحوه الثقة ليكون مرشّحا في المكان السادس في قائمة الجبهة والمرشح الـ17 في القائمة المشتركة من أجل خدمة مجتمعه في كافة مجالات الحياة وقال: “أتيتُ إلى هنا بعد أن كرّستُ جلّ ايام حياتي لتحسين مستوى التعليم في المجتمع العربي وخاصة في منطقة النقب، من خلال مناصب ومواقع عديدة كنت في صدارتها، وذلك لأني أؤمن بأن التربية والتعليم هما القيمة العليا لكل مجتمع حضاري يطمح إلى الرقي، خصوصا وأن أمام المجتمع العربي تحدِّيات اجتماعية واقتصادية وسياسية يجب تجاوزها والعمل على رفع سقف التوقعات بعكس حالها اليوم، وذلك من خلال تقوية وتعزيز جهاز التربية والتعليم لتحقيق إنجازات عينية ملموسة في مواجهة التحديات المذكورة”.
وأضاف: “إن جهاز التربية والتعليم العربي يعاني من التدهور والفجوات الواسعة مقارنة مع الوسط اليهودي، وفي كل عام تنشر وزارة التربية والتعليم معطيات حول الإخفاقات والنجاحات بواسطة الرسوم البيانية بالألوان المتعدِّدة للشرائح المختلفة في المجمع الاسرائيلي، حيث “يحظى” جهاز التعليم في المجتمع البدوي في النقب دائما باللون الأحمر. لذلك أتيتُ إلى هنا من أجل العمل إلى جانب زملائي في القائمة المشتركة لنصل إلى يوم تنشر الوزارة معطيات تكون الرسوم البيانية كلها بلون واحد فقط”.
أكثر من مائة ألف مواطن بدوي في النقب بدون كهرباء ومياه
وتطرّق العطاونة في خطابه للمعاناة الكبيرة التي يتعرّض لها سكان النقب في كافة مجالات الحياة وخاصة في القرى غير المعترف بها، مشيدا بالدور الرائد للجنة التوجيه لعرب النقب التي ينشط من خلالها سنوات طويلة لتحسين ظروف حياة المواطنين والاعتراف بالقرى غير المعترف بها وحقها في تلقّي الخدمات الاجتماعية المدنية وحق أهالي النقب جميعا في الحياة الحرة الكريمة بمساواة تامة أسوة بباقي مواطني الدولة.
وقال العطاونة: “في أمريكا تصدّرّت عناوين وسائل الإعلام في ايلول الماضي أرقاما بعدد المواطنين الأمريكيين غير المرتبطين بشبكة الكهرباء. لا توجد حاجة أن نبتعد كثيرا إلى ولاية فلوريدا، ولنتحدّث الآن عن مواطني دولة اسرائيل هنا، هنا في النقب القريب، حيث يعيش أكثر من مائة ألف مواطن بدوي بدون كهرباء ومياه، وهذه أبسط متطلبات الحياة التي يجب أن توفرها أي دولة تحترم نفسها لمواطنيها”.
لا تزال والدة المربّي الشهيد يعقوب ابو القيعان تبحث عن حقيقة المأساة التي حلت بها
ثم تحدّث النائب العطاونة عن بلدة أم الحيران التي تنوي دولة اسرائيل هدمها وإخلاء سكانها لتبني على أنقاضها مستوطنة يهودية باسم “حيران” وقال: “جئتُ إلى هنا لأواصل نشاطي ودوري إلى جانب زملائي في القائمة المشتركة من أجل الاعتراف بقرية أم الحيران والعمل على تطويرها وتحسين ظروف حياة سكانها، فأراضي النقب واسعة وجميلة جدا، فإذا نظرتم شمالا ويمينا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ترون مساحات شاسعة بالإمكان بناء المدن الواسعة عليها، وبالرغم من كل ذلك تصرّْ الدولة على هدم أم الحيران وإقامة “حيران اليهودية” مكانها !!!، ماذا يمكن تسمية ذلك سوى أنها سياسة عنصرية أو أبرتهايد.
بعد عشرة أشهر من أحداث أم الحيران، أقف هنا باسم سارة أبو القيعان والدة المربّي الشهيد يعقوب ابو القيعان والتي ثكلت ابنها ولا تزال تبحث عن حقيقة المأساة التي حلت بها، جئتُ إلى هنا لأعمل إلى جانب زملائي في القائمة المشتركة من أجل كشف الحقيقة وتقديم الجاني للمحاكمة لينال العقاب الذي يستحقّه”.
منذ بداية العام الجاري 58 ضحية قتل في المجتمع العربي
وحول العنف المستشري في الوسط العربي أشار النائب العطاونة إلى تفاقم وازدياد أعمال العنف والجريمة التي أصبحت حالة مقلقة وانعدام للأمن والأمان للمواطن العربي وقال: “نستفيق اسبوعيا وأحيانا يوميا على جريمة قتل أو اعتداء في بلداتنا العربية، وقد سقط منذ بداية العام الجاري 58 ضحية قتل. جئتُ إلى هنا لأعمل إلى جانب زملائي من أجل لجم هذه الظاهرة البغيضة ولأكرر ما ردّده زملائي على هذه المنصّة مرارا، أننا نحمِّل الشرطة أولا مسؤولية تفاقم هذه الظاهرة، فواجبها الذي وجدت من أجله توفير الأمن الأمان للمواطنين، ومهمّتها الأساسية تنظيف الشارع من السلاح غير المرخّص، إلى جانب دورنا القيادي طبعا بمضاعفة نشاطنا في مواجهة هذه الآفة، وتعزيز دور جهاز التربية والتعليم في نشر التوعية على الأسس التربوية القيمية وترسيخ روح التسامح، لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.
قوة الديمقراطية بحماية الأكثرية لحقوق الأقلية
وأضاف العطاونة: “أنا هنا اليوم لأتحدّث باسم ومن أجل طلاب السلام العرب واليهود، اليهود والعرب، الذين يؤمنون بأنه، كتب لنا أن نعيش سوية بمساواة تامّة، باحترام متبادل مبني على الأسس الديمقراطية الحقيقية، هذا ممكن طبعا إن أردنا ذلك.
أذكر في هذه الأثناء عندما التقينا مجموعة صغيرة من اليهود والعرب ونجحنا بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتنا ببناء مجموعة من الأطفال اليهود والعرب لتعليم اللغتين العربية والعبرية بمساواة تامّة، ونتيجة ايماننا الراسخ بهذه المهمّة أقمنا جمعية “هاجر” لبناء حيّز تربوي ثنائي اللغة، أساسه المعرفة والتسامح والاحترام المتبادل”.
واختتم العطاونة خطابه قائلا: “جئتُ إلى هنا في مرحلة ليست سهلة، حيث تشهد الكنيست موجة من تشريع القوانين العنصرية التي تمسّنا بالصميم كأقلية قومية، فالديمقراطية لا تبنى على استبداد الأغلبية، فإن قوة الديمقراطية بحماية الأكثرية لحقوق الأقلية”.