حتى في مناماتي أرى وجوها بائسة
تاريخ النشر: 31/10/17 | 17:45ألا يكفي أن أرى وجوها بائسة في كلّ صباحٍ، حينما أسير في الطرقات، وحين التقي بهم في المؤسسات والمحلات التجارية، حتى أنني بتّ أراها في كل ليلة في مناماتي، فعلى تلك الوجوه أرى كلّ البؤس، فلحظتها أدرك مدى البؤس الذي وصلنا إليه، وكأنّ البؤسَ على تلك الوجوه التي أراها في كلّ الصباح بات ينتقل لي من تلك الوجوه كفيروس معدٍ، وعندما أعود إلى بيتي عند المساء أرى ذات الوجوه البائسة أمامي، فأدخل بيتي بائسا، وأجلس خلف كمبيوتري لكتابة قصّة أو مقال، لكنّ تلك الوجوه تظلّ أمامي، فأهربُ في ساعات المساء صوب السّهل أو الوادي، فأراها أمامي، فأعودُ إلى بيتي مرة أخرى، فأحاولُ أنْ أنامَ مثل كلّ ليلة، لكنني أرى في مناماتي ذات الوجوه البائسة، التي لا تريني سوى بؤسها..
فأنهض من فراشِي لأرى ما هي آخر الأخبار، فأجلس على الأريكةِ، وأضغط على ريموت تلفازي لكي أشاهدَ ما الجديد في المحطات الفضائية، لكنني كالعادة أرى صورَ القتل والدمار والموْت والبؤس، فأحزن كثيرا مما أشاهده، فأقوم بإطفاء جهاز التلفاز، وأذهب إلى فراشي مرة أخرى، لكي أنامَ قليلا عساني أن أنسى ولو للحظات همّي، لكن عندما أنعس أرى في مناماتي تلك الوجوه البائسة وهي تنظر صوبي ببؤسِها الثقيل، فأنهض من فراشِي وأتكدّر ولا يأتيني النّوْم مرة أخرى..
عطا الله شاهين