فرحات عباس ليس رجل دولة
تاريخ النشر: 02/11/17 | 8:17فرحات عباس رحمة الله عليه هو صاحب مقولة “أنا فرنسا” حيث بحث عن الجزائر حسب زعمه في المقابر والمداشر والمعابر فلم يجدها، وقال حينها:” لو كنت قد اكتشفت أمة جزائرية لكنت وطنيا ولم أخجل من جريمتي، فلن أموت من أجل الوطن الجزائري، لأن هذا الوطن غير موجود، لقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده وسألت عنه الأحياء والأموات وزرت المقابر دون جدوى “. وعيّنه قادة الثورة الجزائرية رئيسا للحكومة المؤقتة ولا أعرف لحد الآن الأسباب بالضبط، ويبدو أنّ إيقاف الحرب والدخول في المفاوضات كان من أبرز الأسباب باعتبار فرحات من الذين اعتبروا الثورة الجزائرية “حربا أهلية !” سنة 1956.
والسؤال الذي لم أجد له إجابة، كيف لفرحات عباس الذي اعتبر الثورة الجزائرية سنة 1956 حربا أهلية، وقال سنة 1936 “أنا فرنسا” يعيّن رئيسا للحكومة المؤقتة؟.
صاحب الأسطر يسأل هذا السؤال وهو يقدّر ظروف الثورة الجزائرية الصعبة ويحترم رموزها وقادتها دون تبرير لموقف أو قول، لكن يسأل في نفس الوقت: هل عيّنت فرنسا على رأس حكوماتها المتتالية فرنسيا يعترف بالجزائر وبحقّ الجزائر وبسيادة الجزائر؟.
الذين حكموا فرنسا بعد استرجاع السيادة الوطنية كانوا من الذين شاركوا في تعذيب الجزائريين ومناداتهم القولية والفعلية بـ “الجزائر فرنسية !” وميتران الذي استقبل في الجزائر استقبال الكبار كان من غلاة الفرنسيين وقد ذكره الجلاد السفاح المجرم أوساريس في كتابه ” شهادتي على التعذيب” على أنّه هو الذي أعطى الأوامر لجنرالاته بقتل بن مهيدي وكان القتل تحت إمرته وبعلمه. وقد ذكر صاحب الكتاب:
PIERRE VIDAL – NAQUET ” LA TORTURE DANS LA REPUBLIQUE 1954 – 1962″, HIBR, ALGERIE, ET MINUIT, FRANCE, 214 PAGES.
أن صناعة التعذيب وإهانة الجزائريين كانت ممارسة يومية في عهد وزير الداخلية يومها ميتران وتحت إشرافه وبعلمه التام والمسبق.
ولم يعرف لحد الآن أن فرنسا وضعت على رأسها حاكما كان يعترف بالجزائر إبّان الاستدمار الفرنسي والثورة الجزائرية، فكيف تضع الجزائر على رأس حكومتها الذي تغنى ذات يوم بكونه “أنا فرنسا”.
وخلال شهر أكتوبر الفائت أنهي قراءة كتاب:
Albert Camus ” Chroniques algériennes “, TALANTIKIT Bejaia, Algérie, 2016 contient 192 Pages
ظلّ يمتدح فرحات عباس ويجعله فوق الجميع وقبل الجميع، وألبير كامي هو الفرنسي الذي ولد في الجزائر ولا يعترف بالجزائر وظلّ يصف الثورة الجزائرية بـ: “الحرب المدمرة !” و”الإرهاب الذي يقتل المدنيين !”، ويصف المجاهدين الذين واجهوا الاستدمار الفرنسي بصدور عارية وبطون جائعة بالمجانين المجرمين.
رحم الله شهداء الجزائر وحفظ الله المجاهدين ومتّعهم بالصحة والعافية، وكان على الجزائر أن لا تضع على رأسها يومها من يفتخر بكونه “أنا فرنسا !”، ورحم الله فرحات عباس الذي لايمكن اعتباره رجل دولة.
معمر حبار