القيادة الفلسطينية الراهنة أخطَّر من “وعد بلفور”
تاريخ النشر: 02/11/17 | 8:21مئة عام على وعد بلفور المشؤوم والمجرم..مئة عام على جريمة بريطانيا المستمرة في تبجيل هذه الجريمة لابل الاحتفال والاحتفاء بهذه المناسبة التي اسست لاحتلال فلسطين وتشريد شعبها.. مئة عام ونحن نندب حظنا الردئ مع بريطانيا الصهيونية ومشتقاتها من صهاينة الكيان الغاصب, ومئة عام قادم سنندب ونشجب وندين اذا لم نتدارك الامر ونرص صفوف الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا ونصحح بوصلة نضالة نحو المسار الصحيح اللذي حرفتة عصابة “اوسلو” عن مسارة وحولتهُ الى قضية حياتية وراتب يتقاضاة موظفي سلطة كرزاي فلسطين في رام الله وغزة لابل ماجرى منذ عام 1993 وحتى يومنا هذا اخطر بكثير من وعد بلفور…بلفور وبريطانيا الصهيونية منحت ما لا تملك لمن لا حق له في فلسطين وسلطة اوسلو منحت الاحتلال شرعية لا يستحقها على كامل فلسطين وهذه الاخيرة تزعم انها قيادة فلسطينية” شرعية” يقودها “بلفور” الفلسطيني الذي تعمل قوات امنة وشرطتة جنبا الى جنب مع قوات الاحتلال لتوطيد وجود هذا الاخير واعطاءة الفرصة لفرض سيطرتة عبر الاستيطان والقوه العسكرية على كامل فلسطين بما فيها القدس وباحات المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي وعلى كل شبر من ارض فلسطين السليبة والاسيرة… منظومة “بلفور” الفلسطيني اخطر بكثير من منظومة” وعد بلفور” البريطاني!!
الشعب الفلسطيني شعب حي ومناضل قبل وبعد وعد بلفور. وقد سطر هذا الشعب عام 1936 ملحمة الكرامة الوطنية وكتب تاريخها بدماء شهداءة الابرار الذين سقطوا ابان ثورة عام 1936 ضد الاحتلال الانجليزي والهجرة الصهيونية ووعد بلفور. ولولا الخدعة البريطانية وخداع حكام العرب انذاك لتمكنت ثورة عام 1936 هزيمة بريطانيا والمشروع الصهيوني في فلسطين, وجرى ماجرى فيما بعد وجاءت نكبة عام 1948 بناءا على نتائج ثورة عام 1936 حيث قمعت بريطانيا الثورة وصادرت السلاح الفلسطيني فيما قامت في الوقت نفسة بتسليح العصابات الصهيونية التي اعلنت عام 1948 نشأة الكيان الغاصب على ارض فلسطين وتشريد اكثرية الشعب الفلسطيني..كانت فلسطين حتى عام 1948 عامرة بشعبها ومدنها وقراها التي احتلتها وشردت اهلها العصابات الصهيونية مدعومة من بريطانيا والغرب الامبريالي..!!
واصل الشعب الفلسطيني نضالاتة الجماعية والفردية والمنظمة في اطار في منظمة التحرير والكفاح المسلح لاحقا وقد خاض هذا الشعب معارك اعظم الانتفاضات الفلسطينية” انتفاضة الحجارة 1987 وانتفاضة الاقصى 2000 وانتفاضة القدس 2015″ وما زال هذا الشعب على اتم الاستعداد للنضال والتضحية لَولا وجود عصابة اوسلو العاجزة والعميلة, وهي في الحقيقة اشد خطورة من كرزاي افغانستان ولحد جنوب لبنان ومن وعد بلفور لانها ببساطة قيادة خائنة فرطت وتفرط منذ عام 1993 بكامل الحقوق الفلسطينية في فلسطين كل فلسطين.. وجود كرزاي فلسطين شجَع الاحتلال الصهيوني ليس على الاستيطان المكثف في الضفة والقدس فقط لا بل ايضا الاستيطان والمصادرة وهدم البيوت الفلسطينية على طول وعرض فلسطين من الجليل شمالا وحتى النقب جنوبا ومن رفح غربا وحتى القدس والخليل شرقا وقد وصل الامر ان يقوم الاحتلال بتغيير”تهويد” اسماء المدن والقرى العربية على لافتات الطرق والشوارع في كل فلسطين فصارت عكا معبرنة “عكو” وصارت الناصرة ” نتسيرت” وصارت بئر السبع “بيرشيبع” والقدس “يروشلايم”.
ماذكر اعلاة هو غيض من فيض ماهو جاري في فلسطين منذ قدوم عصابة اوسلوعام 1994 وانشاءها ما سمي زورا ب” السلطة الوطنية الفلسطينية”…لا وطنية ولا شحار بين..سلطة راتب عميلة ومرتزقة تابعة لمنظومة الاحتلال الصهيوني.. استبدل الاحتلال العميل مصطفى دودين رئيس عصابات” روابط القرى”في ثمانينات القرن الماضي,استبدلة ب محمود عباس رئيس عصابات” روابط اوسلو” في الضفة والقطاع وهذا الاخير اخطر بكثير من مصطفى دودين التي كنستة انتفاضة 1987 الى مزبلة التاريخ, لانة ” اي عباس” ببساطة قام بتدمير كامل مقومات القضية الفلسطينية وسلم رسَّنها للاحتلال وللانظمة العربية العميلة التي قدمت مبادرة ” الاستسلام” عام 2002 في مؤتمر بيروت وهذه المبادرة الذي وافقت عليها عصابة اوسلو,تنازلَّت عن ثلثي فلسطين وثلثي الشعب الفلسطيني وحوَلت الثلث المتبقي الى اراضي “متنازع عليها” استجابة للمطلب الامريكي والاسرائيلي..لاحظوا معنا: التنازل عن ثلثي فلسطين والثلث الباقي “جمهورية مقاطعة رام الله”ّ اراضي متنازع عليها! ..ليست ملكا للفلسطينيين!.. اراضي يتم البت في ملكيتها في مفاوضات يقودها “كبير المفرطين” الفلسطينيون مع الاحتلال؟
يعاني الشعب الفلسطيني من فراغ قيادي وغياب برنامج وطني لان القيادة الموجودة الان عبارة عن طراطير يقودها طرطور تابع بالكامل لمنظومة الاحتلال ومنظومة حكام المحميات الامريكية في العالم العربي والانكى من هذا وذاك الصراع الفصائلي على كعكة اوسلو بين جناحي السلطة في الضفة والقطاع والحقيقة انة لايوجد انقسام فلسطيني وماهو موجود انقسام فصائلي بين تنظيمَي فتح وحماس اللذان يتشاركان في سلطة اوسلو واللافت للنظر ان طرطور رام الله يحاصر قطاع غزة حتى تستسلم لمخطط اقليمي عربي خائن يقودة نظام السيسي هدفة الاخير نزع سلاح المقاومة في غزة ولهذا يرى الكثير من المحللون بان المصالحه الفلسطينيه انية ومصلحية والانفجار القادم قضية وقت واسبابة متوفرة….لن تقوم قائمة لل شعب الفلسطيني بوجود الطرطور”بلفور” الفلسطيني اللتي انتهت مدة رئاستة منذ عقد من الزمن..لم يفوض احد محمود عباس كرئيس او كمفاوض باسم الشعب الفلسطيني والجاري ان عصابة اوسلو هي وحدها التي اختارت عباس رئيسا لها وهي التي توفر له الحماية عبر سلطات الاحتلال والشرطة الفلسطينية المرتبطة بهذا الاحتلال!!
الحقيقة الصادمة ان وعد بلفور اسوأ من سئ وجرى تنفيذة حرفيا في فلسطين وهوالاساس الاول في معاناة الشعب الفلسطيني لكن الحقيقة الساطعة والصادمة هي ان القيادة الفلسطينية الراهنة المتمثلة في طراطير اوسلو اخطَر بكثير من وعد بلفور لانها في الحقيقة وعد ” بلفور” الفلسطيني والعربي الذي يعترف بشرعية الكيان على اكثر من ثلثي مساحة فلسطين والاخطر من هذا هو تنازلة عن ثلثي الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج… الحقيقة الساطعه هي ان : القيادة الفلسطينية الراهنة اخطَّر من “وعد بلفور” لا بل انها وعد بلفور الفلسطيني الخياني الذي يفرط بكامل جغرافيا وديموغرافيا فلسطين العربية؟!ا
د.شكري الهزَّيل