المرأة العربية بين الماضي والحاضر
تاريخ النشر: 05/11/17 | 14:03طرأت تغيرات كثيرة على وضعية المرأة في مجتمعنا الفلسطيني ، والكثير من النساء انصرفن عن طلب المعالي ، ويقضين جزءاً كبيراً من الاوقات والسويعات في الجلسات التي تغشاها الغيبة والنميمة ، او جلسات الفيسبوك وشبكات التواصل الاجتماعي ، او الذهاب الى الاسواق بحثاً عن آخر صرعات واكتشافات الموضة والمكياج واحدث الازياء تاركات شأن تدبير المنزل للزوج أو الخادمات ، ورعاية الاولاد للحاضنات والروضات ، او الذهاب الى المقاهي لتدخين النرجيلة ، او احتساء السبرسو او ايس كافيه ، غير مهتمات بأي شأن اجتماعي او ثقافي .
المرأة لها دور تربوي كبير في حياة الاسرة والمجتمع والاوطان ، ولكن الحاصل أن المرأة في كثير من المجتمعات تعيش تحت وطأة التقاليد الموروثة التي تتنافى مع تعاليم ومفاهيم الاسلام الحقيقي ، فاذا ارتكبت البنت فاحشة تقتل على ما يسمى ب” شرف العائلة “، بينما الرجل يكون حراً طليقاً ، وكثيراً ما تحرم المرأة المتزوجة من ميراث أبيها بزعم ان نفقتها على زوجها ، وهذه عادة مخالفة لتعاليم الاسلام .
واننا ندرك تماماً أن هناك عقبات وعوائق تحول دون أن تمارس المرأة دورها في العديد من المجتمعات العربية الاسلامية ، وان تكون عضواً فعالاً قي المجتمع .
المرأة العربية بعد ان تعقدت أساليب الحياة ودخلت المدنية والعولمة والتكنولوجيا وزادت الالتزامات والمتطلبات ، راحت تعمل وتسافر لوحدها باحثة عن استقلالية وخلاص من سيطرة الرجل / الزوج . ولكن في حقيقة الامر ان المرأة مهما بلغت من مراتب ومراكز اجتماعية لا تستطيع ان تتخلى عن طبيعتها وتفكيرها ولا تستطيع الاستغناء عن الرجل مهما وصلت من مناصب عليا وحصلت على شهادات ، ومهما بلغت من قوة لا تستطيع مواجهة الحياة بمفردها .
لقد تأثرت المرأة العصرية بعوامل التشويش الاعلامي الذي اتجه الى تصوير المرأة شبه عارية على غلاف المجلات وفي الاعلانات التجارية ، وهذا نوع من استعباد جديد للمرأة
، والمؤسف ان المرأة نفسها تتعامل مع ذاتها كسلعة تجارية وأداة لترويج الاعلان التجاري ، واسفر عن ذلك ظواهر مؤلمة من الفساد والانحلال الاخلاقي والانهيار الاسري والتفكك العائلي وزيادة حالات الانفصال والطلاق .
لقد مارست المرأة عبر التاريخ دوراً رائداً في تربية وتنشئة الأجيال بعيداً عن المفاسد والغيرة والكيد وتقليد الغير ونسخ حياتهم ، وعلى اساس من القيم والخلق العظيم ، ولكن الوضع تغير فالمرأة اصبحت عاملة او موظفة تخرج في الصباح الباكر وتعود عصراً او مساء منهكة ومتعبة ومرهقة ومحطمة بعد ان تعرج على الحضانة او الروضة لتأخذ اطفالها ، مما يصعب عليها القيام بواجبات البيت واعبائه وعلى راس ذلك الطبخ فتضطر الى الذهاب للمطعم لشراء الوجبات البومية .
المرأة في الماضي كانت قنوعة وتكتفي بالقليل ، وتصبر على الجوع ولا تصبر على النار ، وتكون مع زوجها على الدهر .
لكن اليوم لم يعد يعني الكثيرات من نساء العصر شيئاً ، فهي تريد ان تلبس وترتدي اجمل واحدث وارقى ثياب وازياء الموضة ، والذهاب الى الصالونات ، وتكون ممكيجة وانيقة تباهي الامم ، تاكل في المطاعم الوجبات السريعة وتسهر في كافيه كافيه او جو وغير ذلك من الاسماء الفخمة ، وتسافر في العطل والاعياد الى الخارج ، والاحتفال بعيد الميلاد والزواج في ارقى الفنادق او المطاعم ، وقيادة احدث انواع السيارات واكثرها الجيبات ، حتى لو ديناً من البنوك ، او التزامات شهرية ، مع نظارات سوداء وهاتف خليوي من احدث الانواع ، وتقول للارض اهتزي ما عليك الا أنا ..!!!
بقلم : شاكر فريد حسن