الإعتداء على المُعلّمين جريمة
تاريخ النشر: 07/11/17 | 5:11عجب عُجاب..
عيْب وأكثر..
تحمل لنا المواقع الألكترونيّة والصّحافة المقروءة والمسموعة والمرئيّة في كلّ اسبوع تقريبًا خبر الاعتداء على معلّم \ ة في البلدة الفلانيّة أو العلّانيّة ، فهذا المعلّم \ة اعتدى عليه اب أحد الطلّاب وذاك الأمّ وابنها ، والثالث \ة الطالب ” محروس أمّه” .
أمر غريب ، مُحزن ، مقيت..والأكثر غرابة واستهجان أن تجد معظم المُعقّبين يؤيّدون هذه الاعتداءات وينادون بتكرارها ومصداقيتها ، فالمعلّمون والمعلّمات يستأهلون بنظرهم ويستحقّون أكثرمن مثل هذه الاهانات !!!
لقد وصلنا الى الخطّ الاحمر بل لقد تجاوزناه في حياتنا وتصرّفنا ، فالأب أو الأم الذي يركل المعلم ويعتدي عليه أمام ابنه وأمام الطلّاب ،ماذا يتوقّع أن ينقل لهم من عِبر ودروس.
” الدُّنيا على آخِر وقت” قالت جدّتي قديمًا في امور اقل شراسة وها أنا اردّد معها، فمهنة التعليم مقدّسة أو تكاد ، حتى أنّهم دعوا السيّد المسيح بيا مُعلّم ، وغرّد شوقي قبل عشرات السنين قائلًا :
قًم للمعلّم وفِّهِ التبجيلا
كادَ المُعلّمُ أن يكونَ رسولا
كم أريد أن يكون أمير الشعراء حيًّا حتّى يرى ويسمع ما أصاب هذا الذي كاد ؟!! وكيف مرّغوا هيبته وكرامته بالوحل؛ وحلِ الاخلاقيات الجديدة والحديثة التي اثخنتنا بالعنف المستشري والسلاح العائم !!
وما يضحكني قول الاهل : ابننا حسّاس ونخاف ان تَجرحَ كلمةٌ خشنة نوعًا نفسيته!!! فلا بدّ اذًا من كلام يقطر عسلًا وشهدًا حتى مع اولئك الذي يُعكّرون صفو الدروس!!!!
ماذا يفعل المعلم يا سادة مع طالب شقيّ أدمن على تعكير جوّ الصفّ يوميًّا ويشوّش حياة الطلّاب ، فلا يستفيد ولا يدع غيره يستفيد.، ثمّ تراه يتواقح _ ان صحّ التعبير- فيُهدّد ويتوعّد المعلّم مدعومًا بالأهل والشرطة .
سقى الله تلك الايام ! أيام كانت اللحمات لكم والعظمات لنا ، والمعلّمون لا يريدون لا هذه ولا تلك وأنمّا يريدون ان يعبروا بطلّابهم الى برّ النجاحات وساحل الأخلاق.
لقد امتهنتُ هذه المهنة المقدّسة ما يقرب من اربعة عقود ، وأعرف تمامًا وادرك التعب والجهد والمسؤولية الملقاة على عاتق المعلّمين.
فحريّ بنا نحن الأهلين أن نقدّر عملهم ونحترمهم ونمدّهم بالدعم ، ونتعاون معهم وأياهم لما فيه خير ومصلحة ابنائنا، فالمعلّم يقينًا يعتبر الطلّاب أبناءً له فيبذل الجهود الجبّارة والمباركة في الصفّ والبيت.
نعم حريّ بنا أن ندعمهم ، ونقف الى جانبهم ونستمع الى شكواهم قبل ان ندينهم ، فقد يكون ابننا مخطيء وقد لا يكون ، فحتى ولو اخطأ المعلّم فلا ولن تكن نهاية الدنيا ، فكلّنا بشر ومعرّضون للخطأ، فهيّا نداوي الامور بالتروّي واللياقة والاحترام المتبادل و..” أحبب لغيرك ما تحبّه لنفسك” .
جريمة نكراء أن يعتدي طالب على معلّمة أو معلّمته ، وجريمة اكبر عندما يعتدي أب أو أم على رجالات التربيّة التعليم.
عجب عُجاب..
زهير دعيم