على أرصفة اسطنبول وقفت دمشق .!
تاريخ النشر: 12/11/17 | 12:12على أرصفة اسطنبول
وقفت دمشقية تبيع للمارين
حليب ثدييها
وجفاف شفتيها
ونور عينيها
وزجاجات مترعة
من دماء بَرَدا
*************
على أرصفة اسطنبول
وقفت دمشقية
مادة يديها الى المارين
يقطر منها دمها المسفوح
تشحذ قطرات الندى
*****************
على أرصفة اسطنبول
خرجت حلبية
من قمقم موتها
تغني القدود الحلبية
بأعلى صوتها
تستجدي بها
الواردين الى الحياة
والعائدين من الممات
والهاربين من الماضيات
واللاهثين الى غدا
***************
على أرصفة اسطنبول
وقفت دمشقية تبيع
حجارة الجامع الأموي
وسجاده الدمشقي
وخطه العربي
وزخرفه الإسلامي
لتشتري لقمة
وَجلباب
******************
على أرصفة اسطنبول
وقفت حلبية
تعرض جمرات دموعها
على المارين
يمرون ويمرون ولا يشترون
من يشتري..
دمعها المجمور
و درعها المكسور
و دمها المغدور
و غدها المبتور
و ماضيها المقبور
من يضيع ماله سدى
*********************
دمشق عطشى
خرجت ..
تحمل اليرموك على ظهرها
تحبس عطشها بين ضلوعها
وتطوف سبعاً
وتسعى سبعاً
وتصلب سبعاً
وتتيمم بالتراب
*****************
دمشق ثكلا
تحمل تدمر في شريانها
ولا يطلُّ مخاضها
من بين شهقات العذاب
*******
دمشق سلوى
تحمل قاسيون على ظهرها
وتطير فوق استغاثات الجراح
ولا يطلُّ هبوطها
من بين غطاءات الضباب
*************
دمشق شريدة بين
متاهات الضياع
تحمل جنيناً في رحمها
تنتظره على الطريق
أفواه الضباع
و أنياب الإغتراب
******************
دمشق موءودة في بطون الجياع
تعصِب ضمور لحم بطنها
بزنار من خيوط السراب
يمزقون لحمها
وهم يعزفون على الرباب
*************
لا عنب في حلب ولا تفاح
لا فجر فيها ولا صباح
لا حضن فيها ولا جناح
لا غناء فيها ولا نواح
في حلب يموت الموت
وتنزف الجراح
وتتفجَّر شرايين الخراب
بقلم : يوسف جمّال – عرعرة