الرأي والرأي الآخَر
تاريخ النشر: 13/11/17 | 18:13كلّما أسمع أو أقرأ عن تصدّي عنيف هنا لأحد الأشخاص، خلال جلسة للبلديّة أو المجلس المحليّ ، واطلاق نار هناك ، وتلغيم سيّارة هنالك في بلداتنا العربيّة بسبب الخلافات في الرأي، وحول نهج رؤساء السلطات المحليّة ، وعدم رضانا من سير تصريف الامور فيها ، يرنّ في بالي ما قاله فولتير الفيلسوف الفرنسي الشهير قبل عشرات السنين : ” إنّني أختلف معك في كلّ كلمة تقولها ، لكنني سادافع حتى الموت عن حقّكَ في أن تقول ما تريد ”
وأيضًا ما قاله مرّة جورج واشنطن أحد رؤساء الولايات المتحدة : ” إذا سلبنا حرّيّة التعبير عن الرأي فسنصير مثل الحيوان الأبكم الذي يُساق الى الذّبح”
قولان مُعبّران جدًّا ويحملان بين طيّاتهما جميل المعاني في أحقيّة الانسان من أن يُعبّر عن رايه بصراحة حول كلّ ما يؤمن به ويراه ويرتأيه ، شريطة ألّا يجرح شعور الغير ولا يتجاوز الخطوط الحُمُر !!!
نعم من حقّنا أن نقول للأسود أسودَ وللخطأ خطا ” بعينو ” ولرئيس البلديّة أو المجلس صاحب الرؤيا الضّيّقة والذي لا يرى المصلحة العامّة فوق كلّ المصالح وأنها بيت القصيد ، وهي الهدف الأسمى لا المصلحة الخاصّة ؛ نقول له : أنت لست على حقّ يا سيّدي ..يا هذا !
كثيرًا ما أصدّق ما يقوله البعض انّنا نحن الشرقيين خلقنا على هذا الطّبع الذي يرفض الرأي الآخَر ، المُعارِض له ويُحاربه ويعتبره عدوًا ، وقد يُفتّش عن الف طريقة كي ما يُخفت صوته أو يلغيه أو حتى يُغيّبه.
لا أقصد احدًا بعينه ، بل أقصد الجميع ،بل الأصح غالبيتنا في هذا الشرق الذي حمل رسالة السماء منذ البداية ؛ هو هو الذي ما زال يؤمن أكثر من غيره بالرأي الواحد والهيمنة و..لا تقاطعني ، ناسين أن راييْن أفضل من رأي ووجهات النظر كثيرة قد تحمل في ثناياها التروّي والتعقّل وخدمة المجتمع برمته أكثر من الانفرادية وخدمة الأقليّة والمُنتفعين.
حريٌّ بنا أن ننظر الى المعارضة نظرة أخرى تحمل الامل والرجاء والنيّة الطيّبة من اجل الرّقيّ والرِّفعة وصالح المواطن.
وأقول ألمعارضة …وأقصد البنّاءة منها ، النقيّة النوايا والتي تدرس الامور دراسة وافية ، كافية ومن منظار الصّالح العامّ وخيره ، بحيث لا تكون ” اللا ” هي الهدف والمرتجى لانّنا معارضة .
ما زلنا في أول الطريق نحو الانتخابات البلدية ، فما زال في فلك الشمس ودوران كرة الارض حولها دورة كاملة، ورغم ذلك نسمع كلّ يوم عن شكاوى للشرطة وعن رصاص ” يُلعلع” فوق بيت فلان ، أو انفجار كاد يودي بحياة عضو في مدينة ما.
قديمًا نادت العرب ” برحابة الصّدر” وأراه اليوم مطلوبًا هذا الصّدر الرّحب الذي يقبل الراي الآخَر؛ المعارض ويسمعه، فلعلّه الأفضل ، ولعلّه الأجمل من يدري؟ فنأخذ به ونتبنّاه أو نناقشه ونتوصّل الى الافضل والارقى لما فيه خدمة المواطن الذي جئنا الى بلديته كيما نخدمه!!!
زهير دعيم