منتدى الأحلام !
تاريخ النشر: 13/11/17 | 11:45منتدى الأحلام, منتدى جمع ستة أشخاص عرب تحت جناحيه ليجمل صورة الديمقراطية التي تدعيها إسرائيل أمام حركة ال (بي- دي- إس), والتي تعتبر حركة عالمية تدعو إلى مقاطعة الاحتلال بشكل عام وليست حكرا على إسرائيل. وتعمل هذه الحركة على سحب الاستثمارات من هذه الدول ومحاولة معاقبتها من خلال مقاطعة تامة للاستيراد والتصدير. كل دولة تعتبر محتلة تبادر هذه الحركة بمقاطعتها فتأخذ خطواتها المتفق عليها اتجاه الدولة المحتلة وهذا تضامنا وتعاطفا مع الدول المسلوب حقها تحت وطأة الاحتلال.
عندما تختار إسرائيل أشخاص عرب, مختلفي الأديان, ليمثلوها أمام حركة عالمية مثل ال (بي- دي – إس), يوضح ويؤكد أن هدفها الأول والأخير هو تجميل صورة الدولة (وإلا فهي غنية عن خدماتهم) من خلال استغلال قوميتهم العربية أولا, اختلافهم الطائفي ثانيا. مع العلم أن الأقلية العربية في إسرائيل هي أقلية عربية واحدة لا غير. لكن التقسيم الطائفي سيفي بالغرض في هذا التمثيل على اعتبار أن كل شخص منهم يمثل فئته الخاصة. هدف هذا التجنيد أو التمثيل بالنهاية هو نقل صورة عكسية عن الدولة وقوانينها وذلك لكسب شرعية لإلغاء المقاطعة. وهذا الأمر الذي أشك بأن المشتركين قد أدركوه تماما!
العامل الاقتصادي هو أحد أهم وأقوى مكونات الدولة. كذلك الحال في إسرائيل فالوضع الاقتصادي يلعب دورا هاما وقويا ومؤثرا لصالح الدولة, وازدهاره يعد دافعا للتقدم أكثر فأكثر في جميع المجالات والمستويات ومن ضمنها مجال صياغة القوانين العنصرية. توجيه ضربة للاقتصاد الاسرائيلي عن طريق المقاطعة إضافة إلى خطورة هذه الحركة بفضح عنصرية الدولة اتجاه الفلسطينيين وحقوقهم الأساسية هذا بحد ذاته يدفع الدولة لاتخاذ خطوات “خارقة” مثل منتدى الأحلام.
مشاركة هؤلاء الأشخاص في مثل خطوة كهذه كانت بمثابة صدمة بالنسبة إلي أنا شخصيا.
بالمقابل يقع خطأ فادح علينا كمجتمع عربي تسوده النزعة الهجومية, هذا الخطأ لا يجب إنكاره أو محاولة التنصل منه. بل العكس فأخطائنا الغير مقصودة أحيانا تأتي بنتائج غير مرضية فتحثنا على معالجة الخطأ بخطأ أكبر. وهذا ما حصل في هذه القضية وغيرها من العديد من القضايا الحساسة.
أنا كمواطنة عربية, وككاتبة تبدي رأيها في مقالاتها أحيانا, لا أرى أن هؤلاء الأشخاص يستحقون المهاجمة رغم أنهم يستحقون الانتقاد والاستهجان على خطوتهم تلك. إنهم يحتاجون إلى التوعية عوضا عن المهاجمة, إلى الاحتضان أكثر من النفور, فإذا لم يستمدوها من مجتمعهم فمن الطبيعي جدا أن يبحثوا عنها لدى الآخر! وهذا ما يفعله ويناله الخصم أحيانا دون إدراكنا لذلك.
لفتت نظري الشابة ديما تايه والتي تعتبر بمقتبل العمر وكان واضحا من خلال لقائها على قناة مساواة أنها لا تدرك أصلا أن ما تقوم به هو حدث سياسي بحت. فكيف نلومها على عدم إدراكها للمعلومات الحقيقية , أو للنوايا الخفية لمثل هذه الخطوات أو المخططات؟ (لا ننسى طبعا أنها امرأة وبالتالي كان من السهل على المجتمع الذكوري الانقضاض عليها!).
سبب انضمامها ليس سياسيا (من وجهة نظرها) وهذا دليل على عدم إدراكها أو فهمها للعبة السياسية, إذا فالنتيجة ستكون واحدة وهي تشويش بالمفاهيم الحاصلة لديها. الحل يكمن في تزويدها بالحقائق والدلائل الفعلية التي تثبت العنصرية الموجودة في الدولة اتجاه الأقلية العربية كإطلاعها على قانون تسكيت المآذن كمثال بسيط جدا.
الانتقاد في مثل هذه القضايا والمواقف الحساسة هو واجب. بالمقابل فإن التوعية والتحذير هي أيضا واجب.
في اعتقادي أنه كلما زاد نفورنا أو لومنا لهذه الفئة سوف يزيد تشبثهم وتعلقهم بمفاهيم وقرارات وهمية لا تمت بالواقع بصلة كرد فعل على مهاجمة المجتمع لهم. هنا قد نكون قد حصلنا على نتيجة عكسية لتصرفنا اتجاههم ولن يكون ذلك في صالح تقدم المجتمع.
يجب أن يتأكدوا أن مجتمعهم يصغي إليهم حتى عند الخطأ. يتقبل آرائهم ويفتح باب الانتقاد والمحاورة للعدل عن أفكارهم وإلا سيبقون حتما على إيمانهم التام أن مجتمعهم لا جدوى منه سوى التذمر والتجريح والهجوم. الأمر الذي سيؤدي بهم إلى تحبيذ وجودهم ضمن أحضان مجتمعات أخرى حتى لو كان هذا الحضن زائفا ربما!
لنمنحهم فرصة تؤكد لهم أن منتدى أحلامهم أسمه يشي فعلا بمضمونه…… أحلام!!
بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكا