ندوة حول وعد بلفور في جامعة جنين
تاريخ النشر: 13/11/17 | 6:20بدعوة من وزارة الإعلام الفلسطينية وكلية الآداب في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، نُظِمت صباح الأحد ندوة سياسية تحت عنوان ” مئة عام على وعد بلفور” بمناسبة مرور المئوية على وعد بلفور ، وذلك بمشاركة النائب د. أحمد الطيبي، رئيس العربية للتغيير – القائمة المشتركة، والمحامي أسامه السعدي ووكيل عام وزارة الاعلام الفلسطينية د. محمود خليفة واستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية أ.د. أيمن يوسف، حيث تمت مناقشة “الاستراتيجيات الفلسطينية بعد مئة عام على وعد بلفور” في قاعة المؤتمرات في كلية العلوم التي غصّت بعشرات الطلاب الذين شاركوا في هذه الندوة.وفي كلمته قال النائب د. أحمد الطيبي: “جئنا اليوم، زميلي المحامي اسامه السعدي وأنا، الى الجامعة العربية الأمريكية لإحياء هذه الذكرى الاليمة. كان من الضروري أن نكون هنا بينكم، طلابنا في الجامعة العربية الأمريكية، ليس لنستذكر التاريخ وحسب، انما لنتعلم من هذا التاريخ ونناقش الاستراتيجيات المستقبلية التي يجب تبنيها. وعد بلفور منح لطرفٍ ارضا لا يملكها، والضحية كانت الشعب الفلسطيني، وهو آخر شعب بالعالم لم يحصل على حريته واستقلاله، نتيجة للانحياز الواضح للدول الكبرى ضد القضية الفلسطينية، لصالح اسرائيل، ونتيجة للوضع العربي المتأزم، وحالة التشرذم الصارخة، التي تؤدي الى اضعاف القضية الفلسطينية، وبالتالي استمرار الاحتلال الاسرائيلي خاصة وانه احتلال غير مكلف، مما يجعل امكانية استمراره للمدى البعيد واردة جدا”.
وأضاف الطيبي” نحن في القائمة المشتركة، نعارض السياسات الإسرائيلية العنصرية التي تسعى لتهميش الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل وتمارس بحقنا سياسات تمييز عنصرية لإضعاف الضلع الثالث للمثلث الفلسطيني، ونفضح كل هذه السياسات هنا في الوطن، وفي اجتماعاتنا وزياراتنا للدول الاوروبية والولايات المتحدة، سعيا منا لإبراز الصورة الحقيقية للوضع القائم الذي تسعى حكومة اسرائيل الى تلميعه بكل الطرق الممكنة وبأذرعها الممتدة في الحكومات الاوروبية وفي الولايات المتحدة التي أفرزت رئيسا وادارة امريكية داعمة بشكل أكبر مما كان عليه في عهد الادارة السابقة. هذه الحكومة الإسرائيلية، الأكثر عنصرية، تسعى بكل الطرق لإفشال أي مساعي لإحراز تقدم في العملية السياسية، التي من شأنها أن تفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . فلا يوجد وزير واحد في حكومة نتنياهو يدعم حل الدولتين. وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً من القيادة الفلسطينية، خاصة في الساحة الدولية.وأضاف الطيبي: “لا يمكن ان نمر مر الكرام على وعد بلفور دون التطرق الى الذكرى ال ١٣ لاستشهاد الراحل ياسر عرفات التي جاءت هذه الايام، الذي شكّل رمزا للقضية الفلسطينية، هذا القائد الذي له في وجدان كل فلسطيني حصة كبيرة، وما شهدناه في احياء ذكرى استشهاده امس في غزة، هذا المد الجماهيري الذي عبر عن حبه ووفائه لأبو عمار من غزة تحديدا يشير الى القابلية الفلسطينية للعمل الوحدوي وطي صفحة الانقسام الفلسطيني المشؤوم للنهوض بالقضية الفلسطينية وتحقيق ما سعى ياسر عرفات من أجله وأفنى عمره في سبيله، وهو استقلال الشعب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.وأنهى الطيبي: “لا بد للاحتلال ان يزول يوما ما. وذلك لن يكون الا بتطوير آليات النضال الفلسطينية، وأهمها التسلح بالعلم والسعي للإبداع، فكما اقول دائما، العلم والابداع سلاح الأقليات والشعوب المستضعفة والمقموعة، وهذه الجامعة التي تجمع بين طلاب الداخل، وهم بالآلاف هنا في الجامعة، مع طلاب الضفة وهذا من شأنه تعزيز الانتماء والوحدة بين مركبات الشعب الفلسطيني التي تتحمل كل منها مسؤولية ودور هام ورئيسي في دعم القضية الفلسطينية و في كبح السياسات الاسرائيلية العنصرية وسياسات التمييز التي تنتهجها ضد كل ما هو عربي”.
وفي كلمته قال المحامي اسامه السعدي: “بينما نحيي هذه الذكرى السوداء لمرور مئة عام على وعد بلفور، تسعى الحكومة الاسرائيلية لسن قانون القومية، وهو الأخطر، الذي يطرح على طاولة الكنيست وهو تواصل لوعد بلفور المشؤوم، ونحن في هذه الذكرى نقول ان قانون القومية ايضا يتحدث عن حق الشعب اليهودي متجاهلا وجود اكثر من ٢٠٪ من المواطنين العرب في الداخل. هم يتحدثون فقط عن حقوق الشعب اليهودي، وكذلك اللغة العربية التي يتم استهدافها، حتى احزاب المعارضة الموجودة في الكنيست تعترض على القانون فقط لأجل اضافة كلمة مساواة في حين نعترض على القانون بشكل مبدأي كونه يتجاهل الوجود العربي بل ويستهدفه، خلال اقل من سنتين، تم سن اكثر من ٢٦ قانوناً عنصرياً، وهو رقم قياسي في ظل حكومات اسرائيلية عنصرية متتالية، هذه القوانين اليوم هي الأخطر على القضية الفلسطينية. اطفال فلسطين سيلاحقون من كان وراء وعد بلفور ومن يقف وراء استمرار الاحتلالكما واجتمع الطيبي والسعدي برئيس الجامعة الدكتور علي زيدان أبو زهري وطاقم ادارة الجامعة للاطلاع على اوضاع الطلبة وتنفيذ النقاط التي تم الاتفاق عليها بعد انتهاء الاضراب الذي اعلن عنه مجلس اتحاد الطلبة في بداية العام الدراسي، حيث أشاد أبو زهري بالتواصل الدائم للطيبي والسعدي مع الجامعة ودعمهم لهذا الصرح الأكاديمي.