ليلة القدر
تاريخ النشر: 26/08/11 | 6:50
ليلة القدر، ليلة عظيمة مباركة ولقد نوه الله تعالى بشأنها فقال سبحانه ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )). فذكر الله سبحانه و تعالى أن ليلة القدر خير من ألف شهر، و معنى ذلك أن الصلاة فيها أفضل من الصلاة في ألف شهر، و العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه." رواه البخاري ومسلم. وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها في العشر الأواخر من رمضان حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، التمسوها في كل وتر) سبب تسميتها بليلة القدر قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله أولاً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف. ثانيا: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه. ثالثا: قيل إن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
تحديد ليلة القدر: وهذه الليلة قد أخفي العلم بعينها، فلم يطلع الله عليها أحداً من خلقه، و السبب في ذلك طلب الاجتهاد في بقية الليالي، فإنهم لو علموا عينها لناموا في بقية الليالي، وقاموا هذه الليلة وحدها، ولم يحصل لهم زيادة الأعمال، فإذا أبهمت في هذه الليالي فإنهم يجتهدون، فيقومون في كل ليلة جزءاً رجاء أن يوافقوها. أما تعيين تلك الليلة فقد إختلف فيها إختلافاً كثيراً، حتى وصلت الأقوال فيها إلى أكثر من أربعين قولاً كما في فتح الباري. و كلها ليست بيقين. فمنهم من قال: إنها ليلة إحدى وعشرين، وإستدلوا بأن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "إني رأيت في صبيحتها أني أسجد في ماء و طين". قال أبو سعيد راوي الحديث: فأمطرت السماء فوكف سقف المسجد، فانصرف النبي -صلى الله عليه و سلم- وعلى جبهته أثر الماء و الطين. و رجّح الإمام الشافعي ليلة إحدى وعشرين لهذا الحديث. ومنهم من قال: هي ليلة ثلاث وعشرين، و استدلوا بأن النبي صلى الله عليه و سلم حث على قيام السبع الأواخر مرة، ثم قال: كم مضى من الشهر؟ قالوا: مضى اثنتان وعشرون، و بقي ثمان، قال: بل مضى اثنتان وعشرون وبقي سبع، فإن الشهر لا يتم، اطلبوها الليلة. (يعني ليلة ثلاث و عشرين) ذكره ابن رجب في الوظائف. و منهم: من رجح ليلة أربع وعشرين، و ذلك لأنها أولى السبع الأواخر، و استدلوا بأنه صلى الله عليه و سلم لما رأى كثير من أصحابه ليلة القدر في السبع الأواخر قال: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فتحروها أو قال: فمن كان متحريها فليتحرَّها في السبع الأواخر". و السبع الأواخر أولها ليلة أربع وعشرين إذا كان الشهر تاماً. ومنهم من قال: إنها تطلب في ليالي الوتر من العشر كلها؛ وذلك لأنه صلى الله عليه و سلم قال: "التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان". و الوتر هي الليالي الفردية. و بالرجوع إلى ما مضى فليالي الوتر هي ليلة إحدى وعشرين، و ثلاث وعشرين، و خمس وعشرين، و سبع وعشرين، و تسع وعشرين. فهذه أوتارها بالنسبة إلى ما مضى. علامات ليلة القدر 1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار. 2-الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح صدر المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر مما يجده في بقية الليالي. 3- الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف، بل يكون الجو مناسبا. 4- قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضى الله عنهم. 5- الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي. 6- الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل على ذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم-.
ليلة القدر خير من ألف شهر