سيدي الرئيس تحية وبعد…
تاريخ النشر: 18/11/17 | 8:51يا سيدي الرئيس…أكتب لكَ أينما كنت في الذكرى الثالثة عشر لرحيلك, رحيلك الذي ترك شرخًا كبيرًا في قلوبنا, نحن, أبناء ونساء وشيوخ شعبك الفلسطيني, لكننا رغم رحيلك ما زلنا متمسكين بغصن الزيتون بيدٍ وببندقية الثائر بيدٍ أخرى, ولم ننسى أن كرامتنا الشخصية لا تساوي شيئا أمام كرامة الوطن والقضية.
يا سيدي الرئيس…ولدت أنا واوسلو في العام ذاته, هي حظيت بلقائك في يومها الأول وأنا لم يحالفني الحظ, ولكن كلٌ منا أعلنت مبادئها الخاصة , فبعد أربعه وعشرين عام ,هي حصدت المستوطنات ومصادرة الاراضي والاف ملفات الانتهاكات والجرائم , وأنا حصدت حُب الأرض والعلم ومسؤولية الدفاع عن شعبي في كل الميادين, تعلمت أن الخيمة أصلُ الحكاية ولا عودة عن حق العودة, وأن أسرانا في سجون الاحتلال هم حراس كرامة الوطن وبدم الشهداء سيكتب النصر, فكلما تأخر نصرنا أصبح تحقيقه أكثر مجدًا.
يا سيدي الرئيس…في تموز الأخير أغلقت دولة الاحتلال المسجد الأقصى وأرادت تركيب البوابات الإلكترونية على مداخله, بالإضافة الى كاميرات المراقبة, لكن شعبك انتفض وثار في وجه المحتل, وقال كلمته : “البندقية والروح جاهزين إذا حاولوا منعنا من الصلاة في القدس”.
يا سيدي الرئيس…في ظل الأحداث الأخيرة التي تعصف في المنطقة نتيجة سياسات “السعودية الجديدة” من جهة وتمهيد الادارة الامريكية لما يسمونه ب”صفقة القرن” لانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال وقتل المقاومة من جهة اخرى. الصفقة التي حتى الان لا نعرف معالمها, ولكني لا اعتقد انها ستأتي بجديد للشعب الفلسطيني, بل ستكون صفقة لصالح دولة الاحتلال, صفقة جديدة ستستمر بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني, حقوقه الانسانية والتاريخية في أرض فلسطين, اذ تكفينا يا سيدي الرئيس تبعات اتفاقية أوسلو, الاتفاقية التي دفعنا ثمنها 78% من حقنا وكانت السبب في زيادة جنون وعنجهية دولة الاحتلال التي ضاعفت بناء الوحدات الاستيطانية وتغلغلت في قلب الضفة الغربية وصادرت الاراضي الفلسطينية وشرعت عشرات القوانين العنصرية التي تستهدف الفلسطينيين داخل وخارج الخط الأخطر, فهذا انتهاك لحقوقنا في ارضنا “بشرعية”.
يا سيدي الرئيس…الحديث أو المطالبة اليوم, بحل الدولتين أصبح أمرًا مثيرًا للسخرية.
يا سيدي الرئيس..علينا أن ندعم خطة ليبرلمان والتي تقضي بضم أم الفحم ووادي عارة الى السلطة الفلسطينية, نعم, يجب ضم أم الفحم ووادي عارة وكل المثلث, وضم الجليل ويافا واللد والرملة وضم النقب, وتحرير الجولان السوري, يجب ضم كل أراضي فلسطين التاريخية لدولة فلسطين, وليكن اليهود مواطنين متساويين في الحقوق الاجتماعية والسياسية وأمام القانون الفلسطيني, ولكن ليس في الحقوق التاريخية, اذ يجب التفريق بين الغزاة والسكان الأصليين الذين كانوا قبل مجيء الغزاة.
علينا أن نطالب بحل الدولة الواحدة, دولة فلسطين على أرض فلسطين التاريخية, عاصمتها القُدس الشريف, وليس “القدس الشرقية” , فليس هناك “قدس شرقية” و”قدس غربية”, هناك قُدس واحدة, القُدس الفلسطينية.
وشكرًا سيدي الرئيس..
بقلم هدى صلاح الدين عريدي – 17.11.17
مبدعة يا هدى كما عهدناكي كلماتك مؤثرة تخرج من صميم قلب ينتمي لوطن عظيم
اهنؤك عزيزتي على هذة التعابير الجريئة
الى الامام