متحف الفن الإسلامي يقدّم: تبادل المواد
تاريخ النشر: 21/11/17 | 8:55كيف تنعكس التغييرات التي تمّر على المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة في عدة مضامين ومسائل وجودية بالفن والتصميم؟ هذا السؤال الذي حاول المعرض أن يجيب عليه، متناولًا عدة موضوعات تقض مضاجع المجتمع الإسرائيلي، الذي يشهد في السنوات الأخيرة عددًا آخذًا بالازدياد من المصممين الذين تأثروا بالتغييرات المذكورة، التي تناولت أسئلة وجودية تُعنى بالانتماء، الهُويّة، الجذور والأصول، الجنس، القومية، والمزيد.
إحدى الموضوعات البارزة والمهيمنة التي تتناولها أعمال هؤلاء المصممين هي مسألة الهُويّة الشرقيّة، إن كان ذلك مقارنةً بالثقافة الأوروبيّة أو الثقافة العربيّة – أو باسمها المحتلن “ثقافة متوسطية” (حوض البحر المتوسط) أو “ثقافة شرق أوسطية”، وأيًا كان هذا الاسم، فإن آثار وميزات الرومانسية العربية واضحة في معالم هذه التصاميم، إن كان عبر استخدام الخطوط العربية والتي تعكس أحيانًا الى جانب جماليّتها رسائل متمردة تخرج عن إطار المقبول في الخطاب العام السائد في إسرائيل.
يعرض متحف الفن الإسلامي بدءًا من شهر كانون الثاني / ديسمبر المقبل، معرض “تبادل المواد: هُويّة شرقيّة وعربيّة بتصميم شبابيّ مُعاصر”. يستعرض المعرض المُقام بمبادرة من معهد شنكار لتوثيق ودراسة التصميم في إسرائيل، مختارات من أعمال مصممين شباب تتناول العلاقات التبادلية الثقافية والجمالية بين الشرق والغرب، بين العرب واليهود، بين إسرائيل وأوروبا، بين الشرق الأوسط وإسرائيل، وبطبيعة الحال العلاقة التبادلية بين اللغتين العربيّة والعبريّة.
الأعمال المعروضة تستخدم مجالًا واسعًا من الأدوات والمنصات التكنولوجية من مجالات الإعلام المرئي، الموضة، الأقمشة وغيرها، والكثير من المواد المتنوّعة من الورق الى القماش وحتى المعادن. كما أن أعمال الفنانين المعروضة تعكس وجهة نظر الفنانين الواسعة عبر تزيين الجسد، العائلة والبيت، البيئة السكنية، وترتبط بالجذور، الشعب، والقومية التي ينتمي اليها الفنان والتي يرمي الى عرض وجهة نظره الخاصة ومفهومه الخاص لها.
بين الأعمال تجدون:
“عربي – غربي” لأوهاد حداد وهلال جبارين. حوار بين صديقين، عربي يهودي وعربي مُسلم، ينعكس بالصور الممثلة والنصوص القصيرة والأغراض المثقلة بالرموز والتشبيهات القومية، السياسية، الاجتماعية، الجينية والطائفية. عبر عملهما يتحوّل الحوار الى كتاب يلخص أربع أعوام من الصداقة.
عمل أمير تسوبل “نجهب” يتناول محاولته لترجمة “البلابل” الى العربية بشتى عناصرها ومقوماتها اللغوية والشكلية والماديّة. ينتج تسوبل “بلبل” أو “خذروف” أيقونيّ تستبدل فيه الأحرف נגה״פ العبرية بأخواتها العربية، وبهذا يحاول تناول التوتر الثقافي الكامن فيها عبر الانتقال من وجهة النظر الإسرائيلية الى الفلسطينية. بينما يستخدم “بلبلا” آخر نقش العربسك العربي ويذكر بالعنصر الخامس، كناية بأسس الإسلام الخمس.
تعرض هزار غرابلي “خطة نسيج” وهي مجموعة من الحطّات (كوفيّات) والجلبيات المطبوعة بالحرير ومزكرشة بنسيج يدوي أحمر. تحاول المجموعة تقديم تفسيرًا جديدًا منعشًا للحطّة (كوفيّة) الإسلامية التقليدية المرتبطة بالعالم الذكوري، وبهذا هي تجعلها منالية ومتاحة للعالم النسائيّ.
“عربسك كهربائي” هو عمل هدار تدههار الذي يشمل ثلاثة أدوات كهربائية – جسم إنارة (ضوء)، مروحية سقفية، ومنظومة سماعات – تم تصميمها جميعا بإيحاء والهام من الفن الإسلامي، إنه نوع من الترجمة ثلاثية الأبعاد المعاصرة للعربسك التقليدي.
الرسّامة نوعا سنير تعرض قصّة مرسومة للقصة الشعبية “سمير رميدة”، النسخة المغربية اليهودية لقصة ساندريلا. حظيت القصة التي تتحاكى مع النسخة المعروفة لساندريلا، على مر السنين، بحياة جديدة خاصة بها من الحكواتيات المغربيات، بل إنها قصة وقحة وعنيفة وغير اعتيادية في مشهد قصص الأميرات.
مشاركون: أمير تسوبال، جلعاد بار، هدار تدهار، هلال جبارين وأوهاد حداد، هاليت كولاني، طالي ليفي، ليرون لافي طوركنيتش، نوال عرفات، نوعا سنير، عادي كارني، عُمري أفراهام، وشاني دفورا.