لا علاقة بين أيدلوجيّة “لهافا” والديانة اليهوديّة
تاريخ النشر: 24/11/17 | 9:45منظمة لهافا هي منظمة خطيرة. الجمهور الاسرائيلي ينكشف بالسنوات الأخيرة لأدلة كثيرة للمخاطر الموجودة في التنظيم- من معسكرات التأهيل المُحرضة، إلى طريق التهديدات العلنيّة على العرب وعلى المسيحيين، والدعوات لحرق كنائس، وإشعال المدرسة ثنائية اللغة في القدس.
نحن في المركز الإصلاحي للدين والدولة نتابع منذ سنوات عمل التنظيم المتذاكي. رئيس لهافا، بنتسي جوفشطاين يصل بأوقات ثابتة لميدان “تسيون”، بهدف تحويل مركز المدينة في القدس لمنطقة “نظيفة من العرب” (بتعريفه). التنظيم يُجّند شبيبة في خطر، ويستعمل وسائل تحريضية، ترهيب، وعنف جسدي ضد العرب، بهدف خلق فصل بين اليهود والعرب ومنع فرصة الحياة المشتركة والمساواة في إسرائيل.
يدعي جوفشطاين أن التنظيم يعمل بغاية يهودية لمنع الانصهار وينقذ فتيات يهوديات اللواتي يختطفن يوميا على يد أزواجهن العرب. هذه الادعاءات عارية عن الصحة ومثيرة للسخرية- تصادق الشرطة أن ليس لديها أي معلومات عن أي فتاة أو مرأة اختطفت على أيدي عرب بالسنوات الأخيرة. نسبة الزواج بين يهوديات وعرب في إسرائيل هي ضئيلة. يعمل جوفشطاين، كعنصريين آخرين عبر التاريخ، ويخلق خوفا لا أساس له من الرجال العرب.
الواقع المتكشف أمامنا هو واقع يبيح أمن الشبيبة العربية في القدس- الذين يعانون باستمرار من العنف اللفظي، والكلامي والجسدي من نشطاء لهافا. الشرطة المتواجدة بالمكان بقوات كبيرة، تتجاهل شكاوي المصابين العرب في أحسن الأحوال، وتهددهم بالاعتقال في أسوأ الأحوال. وفوق كل ذلك –المستشار القضائي هو الذي يعرقل توصية الشرطة تقديم جوفشطاين للمحاكمة على مدار سنوات، بالوقت الذي يكون العنف مستعر بالشوارع. اختلطت الأمور على سلطات القانون بين الغطاء اليهودي الذي حاول تنظيم لهافا أن يمتلكه لنفسه، وبين النشاط الفعلي للتنظيم الذي بجوهره عنف، تحريض وانتهاك القانون.
خلال السبع سنوات الأخيرة قدمنا عدة عشرات من الشكاوى للشرطة على سلوك جوفشطاين، ودهشنا أن نكتشف تجاهلها الفظ للقرائن والدلائل، الشرطة التي لا تصل ولا ترد على العنف، تساعد لهافا بمحوها للقرائن والدلائل. قرار المستشار القضائي بتقديم بنتسي جوفشطاين للمحاكمة قُبل بعد التماسين ضد إخفاق وإحباط سلطات تطبيق القانون أمام العنصرية.
لهافا هو تنظيم صغير ومتطرف الذي يحاول أن يخلق جدول أعمال وأن يسيطر على الحيز العام. غالبية الجمهور الاسرائيلي ينفر من الأيديولوجيا ومن شكل نشاط التنظيم. قرار تقديم جوفشطاين للمحاكمة هو فرصة- فرصة الجمهور أن يرفع دعوى قضائية على الشرطة، على النيابة العامة، وعلى المستشار القضائي للحكومة ليوقفوا التجاهل والإهمال لظواهر التحريض. فرصة عامة لكشف النشاط الحقيقي للهافا، الذي لا علاقة بينه وبين اليهودية بتاتا. عندما لا يوجد تطبيق للقانون- الحديث المتطرف والساخن يسيطر على الحيز. غض الطرف عن التحريض العنصري يخلق منحدرا أملسا من الخروج عن القانون والعنف، الذي يعرضنا جميعا للخطر، والديمقراطية الاسرائيلية.
فقط حين يعمل جهاز تطبيق القانون، يوجد احتمال للغالبية المعتدلة أن تتعامل مع التطرف. فعل سريع وحازم لسلطات التطبيق يؤدي إلى فضاء عام متوازن، متساوي وآمن. نسيج المجتمع المشترك في القدس دقيق ويحتاج إلى حماية. الجمهور يدعم ويقوي السلطات عندما تعمل كي تحمي التوازن والديمقراطية.
(تنظيم لهافا للوقاية من الانصهار في أرض المقدس، هو تنظيم إسرائيلي أُقيم على يد نشيط اليمين بن تسيون جوفشطاين. هدف التنظيم كما يظهر في إعلاناته هو إنقاذ بنات من شعب إسرائيل تم إغواؤهن بالارتباط مع غريب).
مقالة بقلم: الحاخامة نوعا ستات، مديرة المركز الإصلاحي للدين والدولة.