أمسية ثقافية حول “بلفور” في حيفا

تاريخ النشر: 27/11/17 | 10:39

اكتظّت قاعة كنيسة يوحنا المعمدان يوم الخميس الفائت بجمهور غفير حضر للمشاركة في أمسية أقامها نادي حيفا الثقافي بمناسبة إشهار وتوقيع الإصدار الأخير للدكتور جوني منصور وهو عبارة عن دراسة بعنوان “مئوية تصريح بلفور” والتي توافق إصدارها في الذكرى المئوية لهذا التصريح، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
استهلت الأمسية بقصيدة مغناة عبر شريط مصور للشاعر الفلسطيني محمد خضير بعنوان ” كوجه أمي” من مجموعته الشعرية “غيض الكلام”، الحان وغناء كمال خليل وتشمل قراءة من رواية “مجاش” للروائية الفلسطينية سهام أبو عواد.
افتتح الأمسية بعدها المحامي حسن عبادي فرحب بالجمهور الواسع الذي تجشم عناء الحضور من بعيد وقريب. مقدما بعدها العزاء بوفاة الكاتب الإعلامي المرحوم عبد الحكيم مفيد.
في تقديمه لموضوع الأمسية جاء أن تصريح بلفور هو مرحلة تأسيسية لاقتلاع الشعب الفلسطيني وإحلال شعب آخر مكانه، وهو تغيير جيوبوليتي في فلسطين والمنطقة برمتها، ونتاجه تشتت أبناء شعبنا في شتى أرجاء المعمورة.
أما عن تواصل نادي حيفا الثقافي مع إخوتنا في فلسطين والشتات فذكر سفراء النادي حيث الكاتب عادل سالم في الولايات المتحدة، الإعلامية نضال رافع في القدس ورام الله، د. جوني منصور في العالم العربي ود. يوسف عراقي – المهجر قسريا- في شمال أوروبا.
وكانت لدكتور يوسف عراقي مداخلة مصورة عبر شريط فيديو نقل عبرها تحياته للجميع وتحدث عن تصريح بلفور المشؤوم وأبعاده ونتائجه وما آل إليه حالنا بما فيه تهجيره هو من بلده فلسطين.
تولى عرافة الأمسية وأدارها بمهنية تامة رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة فعبّر عن أسفه لحالة التشرذم التي يعيشها العالم العربي والفلسطيني قائلا إن تصريح بلفور لم يفرق بين فلسطيني وعربي وبين مسلم ومسيحي فلماذا الفرقة تحكمنا ! تم أثنى على دور المؤرخ د. جوني منصور وإصداراته المتعدّدة حول حيفا وغيرها.
وفي باب المداخلات قدم المداخلة الأولى بروفيسور قيس فرّو فتناول عودة د. جوني للأرشيفات وخدمتها للسردية في دراسته. والأرشفة بحد ذاتها عملية انتقائية وموادها غير كافية لنقل ما حصل.
وأضاف، استعمل د. جوني في دراسته جملا سردية تصف تصريح بلفور كحدث تاريخي فتحول بلفور إلى جملة أحداث من منظار يختلف عمن عاشوا الفترة، فكان الاختلاف ناتج عن منظورية تاريخية فجمع د. جوني القرائن وحولها إلى مواد ذات معنى تاريخي. وتنبع دراسته من مجهوده المتجانس في طروحاته واستنتاجاته. وتابع في دراسته وصف تحليل السياق التاريخي للاستعمارين البريطاني والفرنسي وضعف وهزالة القومية العربية في مواجهة الاستعمار المتماهي مع أهداف الصهيونية.
ووقف عند نشاط هربرت صموئيل، وكرّس مكانا لنشاط حاييم وايزمان.
وفي الختام قال إن تصريح بلفور -في الدراسة- جاء حاجة استعمارية ومطلبا صهيونيا.
(ماكرو) استعماري و(ميكرو) صهيوني مبرزا حالة التشرذم في القيادات العربية.
تلاه في مداخلة ثانية د. جوني عاصي معقبا على الأجزاء الأخيرة من الدراسة التي تحمل طابعا قانونيا.
ثم أردف أن د. جوني اهتم في دراسته بتتبع بعض أحداث وأشخاص مهمين كان لهم دور في تحضير وصياغة هذا الوعد وفي توقيته الذي جاء فيه عام 1917.
كانت الدراسة إبراز أهمية الإعلان من خلال الحديث عن مشروع استيطاني استعماري مثّله هذا الإعلان.
ونوّه د. عاصي إلى عودة د. جوني في دراسته للمؤرخ جورج أنطونيوس في الفترة التي كان فيها انسلاخ فلسطين عن سوريا.
أما عن فحوى الإعلان فكانت فكرة وطن قومي يهودي والتزام تجاه الحقوق المدنية والدينية لغير اليهود. أي تحويل الفلسطينيين لمجموعة غير مرئية في هذا الإعلان.
تضمن الإعلان التزاما واحدا تجاه الحقوق المدنية والدينية لمنح شرعية لإعطاء وطن قومي لليهود. لهذا كانت له قيمة عرفية من ناحية القانون الدولي.
أما عن مسألة الاعتذار، دخلت في القانون الدولي الحديث وتبث مبدأ مسؤولية الدولة حين تلحق الأذى بدولة أخرى حيث يوجب عليها دفع تعويض كما اعتذرت إيطاليا من ليبيا والتزمت بدفع مليارات الدولارات على شكل مشاريع إعمار .
هناك محاولة لإعادة تفسير تصريح بلفور لكن هذا يبقى ضمن المصالحة ولا بد أن يكون هناك إعتذار رسمي وإلتزامات مادية من بريطانيا عن هذا الإعلان وإلا يكون مجرد اعتذار رمزي.

كانت الكلمة الأخيرة لصاحب الأمسية والدراسة، الدكتور جوني منصور الذي كان منفعلًا واستهلها بالترحيب بالحضور وأشاد بدور النادي والقيّمين عليه وخصّ بالذكر المحاميين فؤاد نقارة وحسن عبادي والناشطة الثقافية خلود فوراني سرية.
ومما جاء في كلمته أن الإعلان مبني من ثلاثة أقسام وكلماته قليلة جدا.
سعت الحركة الصهيونية منذ البداية إلى تحويل هذا التصريح إلى قرار دولي ذي شرعية دولية. وبنيت سياستهم على أساس فرّق تسد.
ولا يمكن تجاهل دور بريطانية المتحالف مع الحركة الصهيونية في تحقيق الهدف المركزي من وراء التصريح وهو الاستيلاء على فلسطين، وطرد سكانها أو شريحة واسعة منهم، والشروع في إقامة أسس دولة يهوديّة على أرض فلسطين، فجاء التصريح كخطة لاقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ووطنه وتاريخه وحضارته، وفعلا قامت بعمليات التهجير والترحيل والقتل والاستيطان.
افتتح العريف باب الأسئلة والنقاش فشارك المحامي علي رافع، المربيّة نائلة أبو منة، الشاعر الصحافي علي مواسي، الباحث الأستاذ خالد أبو راس، د. هشام روحانا، الأسير المحرر محمد مطري ومراقب الحسابات بولس نحاس.
أغلق الستار بتوقيع د. جوني على كتابه والتقاط الصور التذكارية على أن تجمعنا أمسية قادمة يوم الخميس 30.11.17 بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة عنوانها ” أنا أستطيع -تحدّ وانتصار”. تشارك فيها الآنسة جيهان حيدر، الآنسة لميس حبيب الله والكاتب نواف زميرو. عرافة الكاتبة خلود رزق خوري. يتخلل الأمسية معرض لوحات فنية للشاعر والفنان التشكيلي زاهد عزت حرش ووصلة فنية مع بسملة إكرامي عيسى وليان أمجد بدير.
يجدر بالذكر أن الأمسية أقيمت برعاية المجلس الملّي الأورثوذكسي الوطني.
خلود فوراني سرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة